رباني: أمامنا أيام عصيبة لعلها أشد قسوة من أيام الجهاد
أحمد شاه: إذا لم تخرج الميليشيات فورا فسنحاربها
دخلت "المسلمون إلى العاصمة الإسلامية المحررة كابل مع ركب الفاتحين. كنت مع الشيخ عبدرب الرسول سياف، والشيخ برهان الدين رباني وهما يتجهان للقاء قلب الدين حكمتيار.
ورغم أن الصواريخ والقذائف كانت تنطلق من حولنا إلا أن جوا من التفاؤل يسود الآن نظرا لإصرار سياف ورباني على احتواء المشكلة مما يشير إلى احتمال خروج كافة الميليشيات وهو الشرط الثاني الذي يصر عليه حكمتيار.
في نفس الوقت باشر المهندس أحمد شاه وزير الداخلية الأفغاني مهام منصبه اليوم وذلك في مكتب رئيس الوزراء بصفته نائبا له ووزيرا للداخلية.
وقد اتصل سياف فور وصوله إلى مقر رئيس الوزراء بالشيخ حكمتيار وقال له: أنا أحدثك من مكتبك ونحن في انتظار وصولك قريبا بإذن الله.
وقد كنت أول من وضع يده في يد الشيخ سياف مهنئا بوصوله إلى أرضه وبلده، وقلت له: بماذا تشعر الآن؟ فقال لي: لقد غبت فقط عن كابل ولم أغب عن أفغانستان، وأضاف: برغم كل ما تراه الآن من فرح وغبطة فإننا نعتبر كل ذلك مجرد خطوة لتحقيق أهدافنا، وندعو الله أن يوفقنا في إتمام الفتح بإقامة دولة ومجتمع إسلامي تطمئن لهما قلوب المسلمين وترتاح لهما قلوب المخلصين الذين كانوا يتطلعون ولا يزالون إلى أن يروا حكم الله وقد قام في أفغانستان المسلة. أننا نبشر المسلمين بالخير ولكن لابد أن يعلم الجميع أنه مازالت هناك عقبات نرجو الله أن يوفقنا في التغلب عليها. قلت له هل تعد زيارتكم هذه هي بداية استقراركم في كابل لمباشرة أعمالكم؟ قال: سأسكون: في كابل وحواليها حتى اطمئن إلى أن حكما إسلاميا خالصا قد استقر سألته: وماذا عن المشاكل المستحدثة؟ قال: سأبقى حتى أتأكد أن كابل قد تخصلت نهائيا من أيدي الطواغيت ومن أيدي الطواغيت ومن أيدي هؤلاء الذين حاربناهم أربعة عشر عاما. سنكون هنا حتى نرى أن نظام إسلاميا قد قام. قلت له: ينظر المسلمون بعين القلق إلى ما يحدث الآن خشية الفتنة .. فهل هناك جديد نطمئن به المسلمين؟ قال: إن أمامنا عقبات ونرجو الله أن يوفقنا إلى تذليلها. أن كثيرا من مشاكلنا يمكن أن تعيش في ظل الخلاف الذي قد يحدث بيننا، لكننا جادون في إنهاء هذا الخلاف وتوحيد الصف. وندعو الله التيسير. قلت له: هل ستقابل حكمتيار؟
قال: نعم سأقابله اليوم "الثلاثاء" قلت: وماذا عن الميليشيات؟ قال: كل شيء سيكون على ما يرام إن شاء الله فاطمئنوا.
وقلت للأستاذ أحمد شاه أول رئيس وزراء للمجاهدين ووزير الداخلية الحالي: بماذا تشعر الآن؟
قال: هي لحظة مباركة بكل تأكيد. قلت: وماذا عن شكل الدولة الجديدة؟ قال: نتوجه الآن لإقامتها وسوف نقيم إن شاء الله حكومة إسلامية ليست فقط للأفغان بل لكل المسلمين قلت: وفي أي شيء تنحصر مهمتكم الحالية؟ قال: اليوم خرجنا في هذه القافلة كنموذج لوحدة المجاهدين. لقد جاءت كل المنظمات لندخل كابل سويا في ائتلاف كلمة الرجال، ولعل هذا يقنع بقايا الشيوعيين بترك هذا البلد نهائيا. قلت له: وماذا عن الميلشيات؟ قال: هؤلاء هم من أعينهم بالضبط، وأرى أنه لا طريق أمامهم إلا أن يتركوا هذه الأرض لأننا جادون فعلا في الوحدة، وقادرون بإذن الله على تفويت الفرصة على المتآمرين وإحباط أية مؤامرة، فليخرجوا من كابل ومن كافة المحافظات، أو فليقوا سلاحهم ويستفيدوا من العفو العام. قلت: هل يعني ذلك أن المطالبين بخروج الميليشيات محقون؟ قال: بالتأكيد ... لقد حاربنا 14 عاما من أجل هذا الهدف ولابد أن يخرجوا: قلت يرى البعض أن الجهاد قد انتهى ولا داعي لأية مشاكل؟
قال: ا لجهاد لم ينته، وهو لن ينتهي قبل خروج هذه الميلشيات، وإذا لم يقبلوا شروطنا فسنحاربهم.
قلت: هل يعني هذا أن معرفة أخرى تنتظركم؟
قال: نعم، أمامنا معركة جديدة، وهناك مشاكل متعددة، لكن تشكيل الحكومة الإسلامية وبركة الجهاد سوف يتكفلان بحل كل المشاكل. قلت: متى يبدأ الوزراء الجدد في تسلم وزارتهم؟ قال: فور خروج بقايا الشيوعيين. قلت هل سيتم هذا في مدة مؤقتة، قال: طبعا، وهذا حسب الاتفاق، قلت: وماذا عن احتياجاتكم من المسلمين؟ قال: أن يظلوا على دعاتهم لنا.. وبعد أن شاركونا بأموالهم وأرواحهم ف ملحمة الجهاد، نريد منهم أن يشاركونا بعقولهم ويأتوا إلينا لكي يملأوا الفراغ الموجود الآن. أن أكثر من 60 منظمة تنصيرية تعمل حالياً في أفغانستان، ولابد من التصدي لها بواسطة منظماتنا الإسلامية. قلت وماذا عن أخوانكم المجاهدين العرب؟ قال: إنهم إخوة وأشقاء ورفاق درب، ومثلما شاركونا في الجهاد نريد منهم الآن أن يحضروا إلى أفغانستان لمشاركتنا في البناء وفي أسلمة المجتمع، أنهم صحبنا على كل حال.
وداخل سيارة المجاهد برهان الدين رباني أجريت معه هذا الحوار. سألته: هل قرت عيناك الآن؟ قال: أشعر بمسؤولية كبيرة أمام الله ثم أمام المسلمين، ومن الآن ومنذ أعلنا الدولة الإسلامية أشعر أن أنظار الدنيا كلها علينا، وأن ألف مليون مسلم يتابعوننا خاصة في ظل استمرار مؤتمرات الأعداء في الداخل والخارج. أن الأعداء يتربصون بنا من كل جهة، لكننا نؤمن أن الله لن يترك المؤمنين وحدهم. أنها أيام عصيبة، وهي أشد مهما كنا نواجهه من تحديات الجهات المسلح. قلت: هل هناك تطورات جديدة؟ قال: نحن نرى أن إخواننا الآخرين يتمتعون بشعور طيب جدا ويريدون ولا يحبون أن تفشل هذه التجربة المباركة بعد هذا الجهاد المقدس. سنكون جبهة واحدة. قالت: هل من المقرر أن تجتمعوا بحكمتيار؟ قال: نعم بإذن الله تعالى.