test  ~ شريف قنديل ~ فثسف  ~ شريف قنديل ~ 110  ~ شريف قنديل ~ ((المسلمون)) تحاكم الشباب الجزائرى  ~ شريف قنديل ~ تطور جديد .. الجزائر دخلت مرحلة الشك !  ~ شريف قنديل ~ هموم الحضارمة   ~ شريف قنديل ~ فضيحة المسلمين على شاطى الجحيم فى عدن  ~ شريف قنديل ~ شريف قنديل يكتب من كابل  ~ شريف قنديل ~ • قنابل فى القرن الأفريقى   ~ شريف قنديل ~ عندما يكون "الاندماج" جريمة  ~ شريف قنديل ~ المصـارحـة والمصالحـة المعقـدة والبكاء على الصناديق المجهضة  ~ شريف قنديل ~ الصومال الجريح   ~ شريف قنديل ~ شاهد على العصر "الشيخ محفوظ النحناح "  ~ شريف قنديل ~ • حوار مع الرئيس الأثيوبى منجستو   ~ شريف قنديل ~ •قطار الموت فى جيبوتى "جسر برى لإغراق العاصمة بالمخدرات والخمور والدعارة"  ~ شريف قنديل ~
الأحد, 22/ديسمبر/2024
 
الصحفي الحزين :: تصويت

 لا يوجد استفتاء في الوقت الحالي.

 » الغناء بالعبري على قناة النيل.. بلا نيلة!
 » جزيرة الرقيق
 » رجال الأنابيب
 » مقتل 200 ألف مسلم فى 20 يوماً
 » جيبوتى تغلق علب الليل
 » •قطار الموت فى جيبوتى "جسر برى لإغراق العاصمة بالمخدرات والخمور والدعارة"
 » لعبة العسكر
 » مزارع ومصـــــانـــــــع الـحـشـــــــــيـش
 » هي لا تفعل شيئا في الخفاء.. إنما على الهواء
 » ثرى عربى يشترى أربــــــع فتيـــات بيهاريات
 » ذئاب فى فنادق نيجيريا
 » الرســـول الالكترونى !
 » خجولة ويتيمة وشقيقها مشلول
 » قصة اختفاء مليون مسلم
 » عقد الماس
 » هل هيبة الوزراء؟
 » هموم الحضارمة
 » يا أهلاً بالهزايم
 » ربطونى فى واشنطن
 » • حوار مع الرئيس الأثيوبى منجستو
 
  المصـارحـة والمصالحـة المعقـدة والبكاء على الصناديق المجهضة
 
 
بتاريخ 31 يوليو 2010
فى ظلام الجزائر تعربد بعض الخفافيش مستفيدة من الجو المشحون بالعنف والتوتر . والخفافيش فى الجزائر أشكال وأنواع وهى فى كل الأحوال تعكس حقيقة الازمة التى تمر بها الجزائر المجاهدة . ** ولأنها الظلمة فإن فريقاً من أبناء الجزائر يظنها طيوراً وديعة تصدح أو تصرخ بأغانى "الراي" "المارقة" التى لفظها الشعب منذ أيام الاحتلال الفرنسى على الجانب السياسى تكمن الخفافيش فى "فرق الموت" التى تهدد باغتيال الشخصيات الإسلامية وغيرها من أصوات العقل . ** وعلى الجانب الثقافى بدأت الخفافيش فى الظهور نهاراً حاملة شعارات تقول "لا للإسلام .. لا للعربية" . ** وعلى الجانب الاجتماعى إضافة لمظاهر التقليد الأعمى والمحاكاة الفارغة للغرب ، بدأت أندية الروتارى والليونز تعلن عن نفسها ، بل إن محاولات التنصير التى تعربد فى أفريقيا المسلمة عرفت طريقها إلى الجزائر العربية المسلمة . ** الخفافيش إذن ظنت أنها يمكن أن تكون بديلاً عن "الانقاذ" التى "انتحرت" ، أو بمعنى أوضح "نُحرت" ، وهو بإذن الله نحر مؤقت حيث ان الاسلام متجذر فى أعماق هذا الشعب حكاماً ومحكومين ، وسواء فى وجدان الانقاذ أو غيرهم . ** والآن .. لقد أصبح من الصعب أن تعود الجزائر الى ما قبل المسار الانتخابى ، كذلك فمن الصعب أن يبقى الوضع على ما هو عليه ، ومن ثم برزت أصوات العقل أو بدأت أصوات العقل التى تؤثر العمل فى صمت لاقناع الطرفين بعدم التعنت والدخول فى مصالحة وطنية عبر الحوار المفتوح . من بين هذه الأصوات أو فى مقدمتها يقف طالب الابراهيمى بتواضعه وبنكرانه لذاته برغم الحملات المكشوفة التى تحاول الوقيعة بينه وبين السلطة من جهة ، وبينه وبين بقية أفراد المنظومة الوطنية من جهة أخرى .. بلا موعد وبلا مقدمات واستفادة من جو العمل فى حرية والذى اتاحته لى وزارة الخارجية "القسم الإعلامى" . بحثت عن عنوان طالب الابراهيمى وذهبت إليه فى منزله الواقع بجوار سفارة مصر . واحتراماً للإبراهيمى وحباً فى الجزائر وشعبها أعتذر عن تفاصيل الحوار الشامل الذى أجريته معه ، وإذا كانت القضية هى الجزائر وشعبها ، فإن التضحية بحوار مهما كانت قيمته ومهما كان مصدره واجبة ، بل ضرورة من ضرورات الحفاظ على لحمة هذا الوطن العزيز . ** يكفى أن نعلم أن بلداً يضم أمثال الإبراهيمى وغيره من السهل تماماً أن يخرج من محنته ، والمهم أن نفسح المجال لصوت العقل وأن ننحى الى نهج جديد هو "المصارحة والمصالحة" ، ون "المصارحةوالمصالحة" وحولهما عرجت الى جبهة التحرير الجزائرية لأسأل رئيسها عبد الحميد مهرى : هل صحيح ان الجبهة هى المسؤولة عن كل ما حدث ويحدث للجزائر ؟ ** هذا غير صحيح، لكن ربما لأن الجبهة كانت الامل الوحيد وكانت هى كل الناس ، فإن البعض يحملها كل ما وقع من أخطاء بما فى ذلك الظواهر الاجتماعية . ** سألته : ما رأيكم فى الحوار الدائر حالياً ؟ ** قال : الحوار الدائر بيننا كأحزاب لا يكفى . لقد بقيت مجموعات ترفض الحوار وأخرى لم يقم المجلس الأعلى للدولة بدعوتها . وهكذا فإن الحوار الحقيقى لم ينطق بعد ، وأرى ان الحوار الحالى هو مجرد استشارات تمهيدية ، أما الحوار الذى يطرح كل القضايا الوطنية فلم ينطق بعد ، وهذا الحوار ينبغى بالضرورة ان يشمل كل الأطراف . ** قلت له : بما فى ذلك "الانقاذ" ؟ ** قال : ذكرت كل الأطراف وفى الوقت الذى يراه المجلس الأعلى للدولة مناسباً . ** قلت له : وما رأيكم فى وضعية الجيش بالنسبة للتركيبة السياسية ؟ ** قال : كان للجيش وما زال مواقفه المشرفة لكننا نشفق على الجيش من الدخول فى السياسة . ونرى ان طبيعة اشتراكه ينبغى ان تكون على شكل الضامن الوحيد على الاتفاق الوطنى الذى نصل اليه ، بمعنى ان يكون قوة للجميع وان يحرس الاتفاق الذى نصل اليه ويضمنه . ** قلت له : يتحدث البعض عن تشبث القائمين على الحكم حالياً بالسلطة فهل هذا صحيح ؟ ** قال : لم يصدر عن أحد من المسؤولين فى المجلس الأعلى للدولة ما يفيد التمسك بالسلطة واعتقد انهم لا يسعون حتى لمجرد الترشيح مستقبلاً . ** قلت له : يخشى البعض من بذل أى جهد فى الاستعداد للانتخابات بعد أن حدث ما حدث ، ووصلت مجموعة الى الصندوق وحيل بينها وبين الحكم فما تعليقكم ؟ ** قال : أى نظام لا يبنى على الإرادة الشعبية لن يستقر ، أما الشعور بالاحباط نظراً لفشل مجموعة من الوصول لسبب أو لآخر ، فأرى انه لا يستقيم مع إرادة الشعوب وكل أنظمة الحكم تتعرض لهزات وتجارب ومحن . ** قلت له : يتحدث البعض عن تنحية الاسلام واللغة العربية بدعوى عدم احداث "بلبلة" فما تعليقكم ؟ ** قال : المنادون بذلك متطرفون تماماً . الحلول اليائسة ! ** قلت للدكتور عبد الرازق قسوم – عميد المعهد العالى لأصول الدين وأحد الأصوات الإسلامية والوطنية المخلصة – فى نهاية جولتى فى الجزائر أود ان استوضح منك الحالة التى أوصلت الجزائر الى هذه الأزمة ؟ ** قال : هذا السؤال يلخص مجموع عوامل الأزمة ، والاجابة عنه ليست سهلة لأن السؤال يعكس مشكلة وطنية يكون من السذاجة تضييق حدودها بحيث نجعلها وليدة إلغاء انتخابات وما تبع ذلك من أحداث . وفى اعتقادى ان القضية أعمق وأبعد لأنها قضية تتعلق بانتمائين حضاريين متمايزين متناقضين : الانتماء الأصيل فى هذا الوطن الذى يحدد الشخصية العربية المسلمة بكل أبعادها والانتماء الاجنبى الغازى الدخيل مع ما يحمله من عوامل الطمس للشخصية ومن عوامل الإذابة لمفهوم الذاتية أو الوطنية ، من هذا التناقض نشأ هذا التباعد الحضارى الذى نلمس أبعاده والذى أخذ خلال 130 سنة من الاحتلال والاستعمار يتجسد أكثر وأكثر ، بل انه برز بوضوح بعد الاستقلال من خلال خندقين متقابلين احدهما يعمل على اثبات الوطنية والاستقلالية الحقيقية ، والثانى يعمل على تغيير ملامح هذا الوطن وسط كيان أجنبى عام . ** إذن من هذا الصراع بدأ هذا التصعيد وأدى بنا إلى ما حدث فى التعددية السياسية وما نشأ عنها من انتخابات ومن تعلق الجماهير بهوية عربية هى الهوية الإسلامية ، ومن تعلق الجماهير بأمل التخلص من عوامل الظلم الاجتماعى والاقتصادى والثقافى المتمثل فى طمس هويتها . وهكذا تولدت هذه العوامل التى نشأ عنها كذلك ما أسميه بالحلول اليائسة حيث انها لجأت الى العنف والتطرف معتقدة انها استنفدت الوسائل الأخرى ولم يبق أمامها إلا اليأس الذى هو أسوأ الحلول إن صحت تسميته بذلك الاسم . والآن وفى ظل هذا الصراع بين القوتين – واستخدم هذا الوصف هنا بتحفظ شديد – لأن هناك قوة شعبية أصيلة تنتمى لهوية وشخصية هذا الوطن وهى الأغلبية ، وهناك أقلية تنتمى لهذا الوطن – إما بالبطاقة وإما بالجغرافيا فقط – وهكذا فبين هاتين القوتين نشأ هذا الصراع الذى طغى على الساحة وأصبح يتشكل فى صور منها القتل والدمار والاغتيالات . ** والحل فى رأيك ؟ ** الحل فى رأيي أن ندفن موتانا وننهض ، نعم هناك ضحايا . هنالك أبرياء . هناك دماء .هناك سرقة ولكن لا سبيل أمامنا إلا تطويق ذلككله . ينبغى ان نبدأ بعملية مصارحة ومصالحة ومن بعدها تأتى المصافحة . ** قلت له : أنت تقصد إذن ان البكاء على الصناديق التى اختارت وقالت كلمتها لم يعد يجدى ؟ ** قال : نعم فكل جهة مدعوة لأن تغمس قلمها فى قلبها وتأخذ منه أعز ما فيه لتكتل به ، ولو لم يضحى كل جانب لما استطعنا ان نصل الى حل . نعم هناك انتخابات وقعت وهناك إعلان من جانب الشعب ، وهناك إرادة شعبية حدثت وأجهضت . لكن السؤال يظل قائماً من يحاسب من؟ ** لسنا بصدد الحساب الآن فتلك فترة قد انتهت ، فكيف ننهض من هذه الكبوة . أقول ينبغى أولاً أن نتصارح وعلى كل فرد منا أن يتصارح مع ذاته قبل أن يتصارح مع الآخر . والمصارحة مع الذات تبدأ أولاً بالاتفاق علىالثوابت التى لا يمكن التشكيك فيها : من أنا ؟ ما أبعادى وأهدافىالقريبة والبعيدة ؟ ما الذى يمكن أن أمثله وأنا منفى منعزل وما الذىيمكن أن أمثله وأنا منتم؟ هذه الاسئلة وغيرها لم تجد حتى الآن من يجيب عنها الاجابة الصحيحة . فهناك من يقول إننا لسنا عرباً . إذن لابد أولاً من تحديد المصطلح وتحديد المضمون وتحديد المفاهيم ، ومن هنا تبدأ المصارحة . نحن نحتاج الى قاموس صحيح سليم يعيد التعريف الحقيقى لهذه المصطلحات ولهذه المضامين أو يقدم لنا البديل . ذلك ان كل اتجاه يحاول ان يطغى على المفاهيم والمضامين والمصطلحات فله لغته المصلحية الخاصة . مصلحته الايديولوجية ومصلحته الحزبية . ** وإذن لابد من أن نبدأ فى مصارحة أنفسنا بأن نتفق على قاعدة صلبة نقف عليها جميعاً وضمن هذه القاعدة الصلبة لا مانع من التنوع . ** قلت له : هل يمكن بلورة هذا الحل بشكل أوضح ؟ ** قال : لابد من ان نتفق على وفاق وطنى نلتقى حوله ، وهذا الوفاق هو الذى سيضمن الحدود التى لا يمكن المنازعة فيها ، حدود الوحدة الوطنية ، وحدود الانتماء العربى الاسلامى ، وحدود الوحدة اللغوية ، وحدود الوحدة الشعبية بحيث تكون هذه الحدود بمثابة مسلمات نتفق عليها . وعندما نتفق على هذه المسلمات نكون قد صارحنا أنفسنا بمنتهى الوضوح فى مسألة الثوابت ، وبعد ذلك ننتقل لكيفية البناء على هذه الثوابت وهنا تتدخل عملية ما يسميه البعض بالديمقراطية وما يسميه البعض بالتعددية ، وأنا لا يهمنى المسميات بقدر ما يهمنى اننى اتفق معك على هذه المبادىء ، ولا يهمنى بعد ذلك إن كنت معى فى هذا الاتجاه أو ذاك ، فلقد اتفقنا على عدم تجاوز الحدود أو الثوابت التى وصلنا اليها سوياً وبشرط ان يتم ذلك كله فى جو مستقر آمن . وفى اعتقادى انه لو وصلنا الى هذا الحد الأدنى فلن توجد هناك أية مبررات لهذا الاختلاف ما دمت انت وأنا نقف على قاعدة الثوابت الصلبة ، يبقى أن نؤكد على ان الاسلام والعروبة اللذين اتفقنا عليهما يمنحانا ارضية حضارية قوامها التسامح الذى يلغى العصبية من أى طرف ويلغى مسألة إملاء الىأى . وأرى ان يكتب هذا الوفاق ويصاغ جيداً وبعد ذلك فإذا جئت لى وأنا أقدم الاسلام فى شكله الحضارى البناء وقلت لى أنا أخالفك فلست عيكبوكيل ، وكذلك فأنت لا تملك حق أن تستفزنى فى عواطفى وفى مشاعرى عن طريق أجهزة الاعلام مثلاً ، فالمطلوب منك فى هذه الحالة ان تنظف لى المحيط الذى أعمل فيه . فإذا دخلت الى بيتك فلك الحق ان تفعل ما تشاء . احترم عواطفى! ** قلت له : وكيف يمكن أن نبدأ ومن الذى يبدأ أولاً ؟ ** قال : يبدو لى أن القضية الآن فى جانب واحد هو جانب السلطة ، لأن السلطة تملك كل شىء فلو أعلنت السلطة وقالت ينبغى ان نتفق على ان الهدف هو بناء مجتمع اسلامى بابعاده الثقافية، وعلى ان المجتمع الجديد ينبغى ان يكون نظيفاً ويعكس إعلامه واقع هذا الشعب وآمال وطموحات هذا الشعب ، ففى هذه الحالة ستنضم أغلبية هذا الشعب إلى هذه الدعوة . ** قلت : ومن الذى يضمن لنا ان الاخوة فى جبهة الانقاذ باعتبار انهم الطرف الاساسى فى المشكلة سيبلون مثل هذه الدعوة ولن ينقسموا على بعضهم ؟! ** قال : انا لا أملك حق الاجابة عن الجبهة ، ولكن ما أستطيع أن أقوله ان هذا سيكون امتحاناً لكل المنتمين الى الحس الاسلامى . امتحان لضمائرهم ، وامتحان لمعتقداتهم وامتحان لطموحاتهم فى بناء مجتمع اسلامى . هذا إذا كان كل واحد من الاسلاميين هدفه هو بناء مجتمع اسلامى ، وأنا اعتقد ان كل اسلامى مخلص سوف ينضم الى هذا الاتجاه . ** قلت : لكن هناك قوى فى السلطة بحكم التركيبة السياسية يخشى استثارتها كما يخشى استثارة المتربصين للجزائر من الخارج ، صحيح ان الثوابت هى مقدساتنا التى نحرص عليها ، لكن الحذر مطلوب . ألأيس كذلك ؟ ** قال : للإجابة عن ذلك سأطرح سؤالاً : المجتمعات الغربية كلها تنادى أو تدعى التسامح فمن هو المتسامح ومن هو غير المتسامح ؟ وأجيب فأقول إن الاسلامى لا يقوم بإعدام الائيكى! هو يقول له لا تستفزنى! احترم عواطفى! احترم توجهاتى! ولك ان تفعل ما تشاء إذن فالتسامح الإسلامى موجود فهل يقبل الطرف الآخر ؟! لقد احتكمنا الى "الديمقراطية" التى ينادون بها فلماذا تمنعنى إذن من الممارسة الكاملة لدورى ؟ الطرف الإسلامى هو الجزائر ** قلت له : يقال إن التركة ثقيلة وانه من الصعب وانت مرصود داخلياً من اللائيكيين ومرصود خارجياً من الغرب أن تتحرك أو ان تطالب بتسيير الامور نحو مستقبل أفضل ! ** قال : فى إعتقادى أن هذا لا يصدر إلا عن نبى أو شيطان أو كاهن والسياسى ليس نبياً ولا شيطاناً ولا كاهناً . السياسى الناجح هو الذى ينطلق من واقع أمته ومن حس شعبه ، وانا لا أستطيع أن أحكم بالغيب فأقول أن غداً سيكون كذا وكذا . إن هناط قاعدة اتفقنا عليها وهىتنظيم الانتخابات . فالسلطة هى نظمتها والسلطة هى التى رتبت النظام الانتخابى فى الولايات ، وهى التى أشرفت على الصناديق ، وبشهادتها واعترافها جاءت الانتخابات نزيهة تماماً فكيف أعود وأقول ان هذا كله ليس صحيحاً وانك غذا وصلت فإن التركة ستكون ثقيلة عليك ؟! ** قلت : هناك أيضاً مقولة تؤكد انه لو كان الطرف الاسلامى قد وصل لدارت حرب أهلية فى الشوارع ! ** قال : من هو هذا الطرف الاسلامى ؟ أليس هو الجزائر ؟ هل أنا أمس غيرى أو أعاديه إذا طالبت بحقى ؟ اننى مدعو بحكم عقيدتى أن أتعامل مع الجميع بمن فيهم من ليسوا على دينى بالتسامح والعدل . بل اننى مدعو بأن أتعامل معاملة حسنة مع الكافرين فلماذا يخافون منى ؟! ** قلت له كيف ترى المستقبل الجزائرى فى الفترة القليلة القادمة بعيداً عن العاطفة ؟! ** قال : يؤسفنى أن أقول لك بمنتهى الألم أننى متشائم ، فالمقدمات والعلامات التى تفرزها الأزمة كلها توحى بأننا ما دمنا فى هذا الخط فنحن ماضون الى طريق مظلم جداً سيؤدى الى تصعيد أخطر وكما قال شاعر قديم : إن لـم يـطـفـهــا عـقــلاء قــوم يـكـون وقــودهــا جـثـث وهـام ! ** ومن هم عقلاء القوم ؟! ** قال : أولئك الذين يستجيبون لنداء الدين والوطن ، هؤلاء الذين يملكون هذا الحس القوى الحى، وأرى أن يتم إعلان بيان متبادل من الجانبين ، فليعلن الأول عن إمكانية حدوث عفو عام ، وليعلن الآخر عن إمكانية التخلى نهائياً عن طريق العنف . خطاب مسموم ! ** قلت له : الآن أسألكم بوضوح إذا كانت السلطة ممثلة فى المجلس الأعلى للدولة والجيش ممثلاً فى أعلى قياداته والتيار الإسلامى بكل فروعه والشارع بكل فئاته يعلنون جهاراً نهاراً انهم مع التوجه الاسلامى العربى فلماذا كل هذه المساحة من التوتر والعنف ؟! ** قال : يخيل إلى لو ان القضية تركت للجزائر وللشعب الجزائرى لانتهت بالحس الاخلاقى الذى تعرفه فى الجزائر ، لكن ما يزعجنى ان هناك أياد أجنبية تذكي نار الفتنة وهناك للأسف الشديد قابلية لدى البعض للاستغلال من قبل هذه الايادى الاجنبية ، ولو ان كل واحد منا كان واعياً وعياً حقيقياً لانتهت الازمة فى أسابيع قليلة . ان القاتل والمقتول فى الجزائر من أبناء هذا الوطن ، والدم الذى يسيل من كل الأطراف هو دم الجزائريين . ** قلت له : أسألكم بصيغة أخرى إذا كان التوجه الشعبى الشامل فى الجزائر مع الإسلام والعربية ، فما الحجم الحقيقى للإعلام المضاد لهذا التوجه وما حدود تأثيره ؟! ** قال : حجمه من حيث النوع رهيب جداً لأنه يحتل مواقع خطيرة للغاية ، لكنه من حيث الكم لا يمثل شيئاً ومأساة هذه القوة تكمن فى انها تمس بعض العقول البسيطة فتملؤها بالسموم . لقد قرأت منذ أيام خطاباً مفتوحاً وجهته إحدى هذه الصحف تقول له فيه : نناشدكم باسم النضال ان تعمل على الغاء النشرة التى يذيعها التليفزيون الجزائرى عند الساعة الثامنة لانها تذاع باللغة العربية ! ألا ترون إلى أية درجة وصلنا ؟! هكذاوببساطة وبعد 30 سنة من الاستقلال نسمع ونقرأ مثل هذا الكلام ، فلصالح من هذا إذا لم يكن لصالح جهات اجنبية يهمها هذا التوجه الخطير ؟! "أبناء الشهداء" : خرجنا للدفاع عن ثوابت الأمة ففاجؤنا بشعار "لا للاسلام" ! ترى منظمة أبناء الشهداء التى يترأسها الطاهر بن يعيش انه اذا كان الاستعمار الفرنسى قد رحل بأدواته العسكرية فإن أدواته الثقافية والاجتماعية ما زالت باقية . وينفى ابن يعيش ان يكون نشاط المنظمة قاصراً على الشؤون الاجتماعية فقط ويقول :كان الهدف الاسمى لانشاء المنظمة هو شعورنا بالمسؤولية العظمى أمام التاريخ ، ولما رأينا الجزائر فى حاجة لمن يساعدها لانقاذ ما تبقى والعمل على صيانة الممكتسبات والثوابت التى استشهدت من أجلها قوافل الشهداء . وعن رؤية المنظمة للحل يقول نحن نؤمن بأن الحوار هو البيل الوحيد للتفاهم ولكن يبقى الحوار مرهوناً بالاتفاق على الثوابت الوطنية أولاً وفى مقدمتها الاسلام واللغة العربية . وحول اختراق المسيرة التى كانت المنظمة قد دعت اليها وسيرتها يقول ابن يعيش وجهنا نداء لكل ابناء الشهداء للخروج للتنديد بأعمال الارهاب والعنف واتفقنا مع بقية المنظمات المشاركة على ألا يرفع طوال المسيرة سوى شعارين هما "لا للارهاب" " لا للعنف"، لكن أطرافاً أخرى اخترقت المسيرة وحاولت تغيير مسارها رافعة شعارات مثل "لا للاسلام" "لا للعربية" وغيرهما من شعارات نراها تصب فى قناة الارهاب والتطرف اللذين يستهدفان الجزائر ، ويشير رئيس منظمة أبناء الشهداء الى ان المرحلة الحالية تتطلب المصارحة والصدق فى محاربة الرشوة والاختلاسات مع التأكيد على ان هذا الشعب مسلم ويرفض المساس بالمبادىء الاسلامية ، ومن ثم فعلى الدولة أن تحارب كل التجاوزات فى هذا الموضوع مع فتح باب الحوار أمام جميع التنظيمات . ان الدين الاسلامى ملزم للجزائريين جميعاً حكاماً ومحكومين ، وعلى الجميع ان يدركوا ان الشعب ليس على استعداد للتنازل عن هذا المبدأ . ** وعن سر التأخر فى تكوين واشهار هذه المنظمة التى تضم اكثر منمليون جزائرى "تأسست عام 1988م" يقول رئيسها : كنا نشعر انه ليس هناك مبرر لتكوين هذه المنظمة ، ولو كانت الجزائر بخير وتسير سيراً طبيعياً نحو الاصالة والاستقرار ونحو الايمان بالثوابت التى ضحى من أجلها مليون ونصف المليون شهيد ، لما كان لهذه المنظمة أن تؤسس ، وأكرر انه فى مقدمة هذه الثوابت الاسلام واللغة العربية .. لقد كان النضال ضد الاستعمار الفرنسى جهاداً اسلامياً بكل معانى الكلمة .
 عدد القراء : 3339

اطبع هذه الصفحة نسخة للطباعة

عودة لأعلى