test  ~ شريف قنديل ~ فثسف  ~ شريف قنديل ~ 110  ~ شريف قنديل ~ ((المسلمون)) تحاكم الشباب الجزائرى  ~ شريف قنديل ~ تطور جديد .. الجزائر دخلت مرحلة الشك !  ~ شريف قنديل ~ هموم الحضارمة   ~ شريف قنديل ~ فضيحة المسلمين على شاطى الجحيم فى عدن  ~ شريف قنديل ~ شريف قنديل يكتب من كابل  ~ شريف قنديل ~ • قنابل فى القرن الأفريقى   ~ شريف قنديل ~ عندما يكون "الاندماج" جريمة  ~ شريف قنديل ~ المصـارحـة والمصالحـة المعقـدة والبكاء على الصناديق المجهضة  ~ شريف قنديل ~ الصومال الجريح   ~ شريف قنديل ~ شاهد على العصر "الشيخ محفوظ النحناح "  ~ شريف قنديل ~ • حوار مع الرئيس الأثيوبى منجستو   ~ شريف قنديل ~ •قطار الموت فى جيبوتى "جسر برى لإغراق العاصمة بالمخدرات والخمور والدعارة"  ~ شريف قنديل ~
الأحد, 22/ديسمبر/2024
 
الصحفي الحزين :: تصويت

 لا يوجد استفتاء في الوقت الحالي.

 » الغناء بالعبري على قناة النيل.. بلا نيلة!
 » جزيرة الرقيق
 » رجال الأنابيب
 » مقتل 200 ألف مسلم فى 20 يوماً
 » جيبوتى تغلق علب الليل
 » •قطار الموت فى جيبوتى "جسر برى لإغراق العاصمة بالمخدرات والخمور والدعارة"
 » لعبة العسكر
 » مزارع ومصـــــانـــــــع الـحـشـــــــــيـش
 » هي لا تفعل شيئا في الخفاء.. إنما على الهواء
 » ثرى عربى يشترى أربــــــع فتيـــات بيهاريات
 » ذئاب فى فنادق نيجيريا
 » الرســـول الالكترونى !
 » خجولة ويتيمة وشقيقها مشلول
 » قصة اختفاء مليون مسلم
 » عقد الماس
 » هل هيبة الوزراء؟
 » هموم الحضارمة
 » يا أهلاً بالهزايم
 » ربطونى فى واشنطن
 » • حوار مع الرئيس الأثيوبى منجستو
 
  عندما يكون "الاندماج" جريمة
 
 
بتاريخ 31 يوليو 2010
** لا خوف على الجزائر ! هذا ما أستطيع أن أؤكده فى نهاية هذه السلسلة من التحقيقات والحكايات والشهادات التى نقلتها وسمعتها وسجلتها من وفى الجزائر . ** "الاندماجيون" و "الانفصاليون" فشلوا وسوف يفشلون . وفلول "البوحيين" واتباع "الراى" فشلوا وسوف يفشلون .. ولا مكان ولا أمان فى الجزائر سوى للمخلصين لدينهم ولغتهم وترابهم الوطنى . ** سأبدأ بالفريق الأول .. فريق "الاندماجيين" من "الامازجيين" وغيرهم .. ولقد كان منحسن الطالع أن تأتى زيارتى للجزائر فى شهر "أبريل"، و "ابريل" هناك هو شهر الثقافة ، إذ تختزن ذاكرته صراعاً ثقافياً كان ولا يزال الدليل الوحيد لفهم طبيعة الصراع الدائر فى الجزائر قبل الاستقلال وحتى الآن .. ولقد جاء ابريل فى هذا العام 1993 م فى ظروف انتقل فيها النزاع من دائرة السياسة الى دائرة الهوية وما يسميه الجزائريون بالثوابت الوطنية . وبادىء ذى بدء أقول يخطأ الكثيرون فى فهم حقيقة الصراع الجزائرى وخلفياته لعدم ادراكهم لحقيقة ثابتة لازمت هذا الصراع منذ الاستعمار ، وهذه الحقيقة هى تلك الازدواجية اللغوية التى تكاد تقسم النخبة الجزائرية الى جبهتين او معسكرين متصارعين فى حقول الدراسة وفى مكاتب الادارة وفى المحلات التجارية وفى الاندية الثقافية وصولاً الى الاروقة السياسية .. انه صراع ثقافى فى قالب لغوى : اللغة العربية بمحتواها الاسلامى ، واللغة الفرنسية بمحتواها التغريبى . ولأن "ابريل" هو القاسم فى هذا الصراع ، فلنتوقف عند ثلاث محطات أو أحداث ثقافية تميز بها ابريل الذى حضرته فى الجزائر وهو ابريل 1993م . ** هل كان ابن باديس "اندماجياً" ؟! ** هذا السؤال ظل مطروحاً طوال اقامتى بالجزائر لدرجة جعلتنى أصر على حمل اجابته معى قبل ان أغادر .. غير انه لكى نفهم أو أفهم الاجابة كان لابد أولاً من فهم السؤال وفهم مفرداته أو مفرديه – ان صح التعبير – وهما : "ابن باديس" ، و "اندماجى" أما ابن باديس فهو ذلكم العلامة المصلح عبد الحميد بن باديس رائد العلم والاصلاح فى الجزائر والذى توفى فى 16 ابريل . وأما "الاندماجى" و "الاندماجية" فضعوا ايديكم على رؤسكم مثلما وضعت لكى تتحملوا هذه المفاجأة ! ** كنا وما زلنا أو ما زال بعضنا يسخر من محاولات بعض القادة الذين لا يكفون ليل نهار عن حتمية الوحدة الاندماجية بين هذه الدولة العربية وتلك غير اننى فى الجزائر رأيت من يطالبون بالوحدة الاندماجية بين الجزائر العربية المسلمة وبين شقيقتها الكبرى أو أمها الحنون "فرنسا" ! نعم فرنسا وليس المغرب أو تونس أو موريتانيا أو ليبيا ، الاندماج المقصود اذن هو الاندماج مع فرنسا ، فلنعد الآن الى ابن باديس وذكراه التى يحاول الجزائريون الاصلاء من خلالها استلهام العبر واستيعاب الدروس فى خدمة بلادهم واستكمال مشروعها التاريخى نحو الهوية المستقلة الذى بدأه هذا الرجل . ** ولأن ابن باديس أصل من أصول الجزائر ، فإن الأطراف الفرنكفونية لا تستطيع ان تجاهد بخصومتها له ، ولذلك تفضل التلميح بالاساءة الى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وان كانت لا تستطيع ان تنفى كراهيتها لابن باديس فهو عندها"مشرقى – رجعى" . وهكذا فإن ما يزعج التيار الفرنكفونى "المفرنس" فى ابن باديس إصراره الشديد وجهاده المستميت من اجل الربط بين العربية والاسلام والذى لخصه فى بيت شعر يقول فيه : شعب الجزائر مسلم والى العروبة ينتسب ** طوال إقامتى فى الجزائر وانا اتعجب من محاولات ساذجة للصحف الفرنكفونية تحاول فيها الترويج لاكتشاف مؤداه ان ابن باديس كان "اندماجيا" بالمفهوم المضحك الذى اوضحته يأتى ذلك فى الوقت الذى تكفى فيه عبارة واحدة لهذا الرجل قرأتها له فى صحيفة عربية " أى جزائرية ناطقة بالعربية ، يقول فيها : ان هذه الامة الجزائرية الاسلامية ليست فرنسا ولا يمكن ان تكون فرنسا ، ولن تستطيع ان تكون فرنسالو أرادت ، بل هى أمة بعيدة عن فرنسا كل البعد فى لغتها وفى أخلاقها وفىعنصرها وفى دينها" . ** ليس هذا فقط ، وانما هناك فتوى شهرية أصدرتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين آنذاك عنوانها يقول "هذه فتوى بتكفير كل مسلم جزائى يتنازل عن قانون الاحوال الشخصية الاسلامى من اجل الاندماج او التجنس بالجنسية الفرنسية" ! النبتة الخبيثة ! ** وإذا كان أمر "الاندماجية" بهذا المفهوم يدعو للدهشة والجب ولا نقول للسخرية ، فإن أمر "الانفصالية" بالمفهوم الذى سأوضحه الآن يدعو بدوره الى دهشة وعجب أشد! فلقد كتب على وانا فى الجزائر ان اشهد واسجل مطالبات علنية للامازحيين "البربر" تدعو للانفصال عن الجزائر ! ** والبذرة الانفصالية فى الجزائر وضعت أول ما وضعت فى ابريل عام 1947م وجاءت على شكل حزب منشق عن حزب الشعب الجزائرى يسمى نفسه بحزب الشعب القبائلى . غير ان بذرة هذه المحاولات التى حسمت مبكراً ظلت على قيد الحياة فعاودت الظهور سنة 1963م لتفرز الازمة الشهيرة التى برز خلالها حسين آيت أحمد كزعيم لجبهة اسماها جبهة القوى الاشتراكية ، ثم جاءت احداث ابريل 1985 م وما واكبها من مسيرات تعلن على الملأ المطالبة بتغريب التعليم ! ** وإذا كانت مطالبة "البربر" سنة 1985م لم تتجاوز تغريب التعليم فإنها هذه الأيام تطالب بالاعتراف باللغة الامازيجية كعنصر اساسى فى تشكيل الهوية الوطنية ، بل باعتمادها لغة وطنية ورسمية .. ولقد كان يمكن اعتبار هذا المطلب ملمحاً من ملامح الحفاظ على التراث أو "الفلكلور" الشعبى. غير ان هذه المحاولات ترمى بالدرجة الاولى الى حدوث ما يلى : أولاً : التأثير على اللجنة المكلفة باعداد وثيقة التعديل الدستورى . ثانياً : تأييد وتشجيع "الحل الفرنسى" للأزمة ، إذ بتقسيم الشعب الى متحدثين بالعربية ومتحدثين بالمازيجية وكحل للخروج من هذا المأزق يتم اللجوء الى الفرنسية كلغة تواصل بين الطرفين، والدليل على ذلك ان دعاة الامازيجية كلهم يتقنو نالفرنسية ويجهلون العربية وبالتالى فهم أكثر اخلاصاً للفرنسية ولفرنسا .. اللغة والتراث والهوية ! ** فى هذا الاطار دعت الحركة الثقافية البربرية الى تنظيم مسيرات ميدنة "تيزى أوزو" مسيرة من هذا النوع رفعت فيها ولأول مرة على العلن شعار "لا للعربية – لا للإسلام" . وهكذا فإن قضية الامازيجية هى قضية الانفصالية ، وهى بوضوح أشد ، الثغرة الشمالية فى الجدار الجزائرى الذى نحسبه صلباً مهماً كانت قوة رياح التغريب والتبعية لشقيقتهم الكبرى أو لأمهم الحنون .. "فرنسا" !! المفاجأة الكبرى ** كانت قمة "الدراما" فى أثناء وجودى بالجزائر ان اطالع خبراً عن صدور قرار من وزارة التربية يقضى باعتماد الانجليزية كلغة اختيارية الى جانب الفرنسية ابتداء من الصف الرابع "الأساسى – الابتدائى"، وفور صدور القرار دعت الحكومة الى فتح نقاش وساسع وشامل حول المنظومة التربوية، وبعيداً عن سر هذه الدعوة فى الظروف غير الامنية وغير المستقرة. فقد اكتملت سلسلة المفاجآت التى سجلتها هناك وأنا أشاهد غضباً واضحاً فى صفوف الفرنكفونيين، بسبب هذا القرار ! ** كنت أفهم ان يرحب دعاة الفرنجة بهذا القرار ، غير اننى علمت ان قرار ادخال الانجليزية الى الصفوف الابتدائية قد يقضى على الاحتكار اللغوى الفرنسى وهو ما عبر عنه على الفور الوزير الفرنسى الاسبق للفرنكفونية "الان دوكو" بأن هذا القرار مضر وفى غاية الخطورة على الشعب الجزائرى . ولقد بالغ هذا الوزير فى خوفه على الجزائر حين قال : لقد حصلت الجزائر على استقلاقها باستعمال لغتين هما الفرنسية والعربية ! ** هذا التصريح العجيب هو بالتأكيد تدخل أجنبى فى الشؤون الداخلية لبلد عربى مسلم ، الامر الذى دفع الاوساط الاسلامية الوطنية لان تعلن استنكارها له . فى حين صممت الصحافة الفرنكفونية التى لا تكف عن الغمز واللمز كلما جاء الحديث عن التعاون العربى – الجزائرى فى مجال الثقافة ، ذلك ان هناك ثوابت أزلية عند هذا الفريق تقصر حدود الثقافة او العملية الثقافية على الجزائر وشقيقتها الكبرى أو امها الحنون فرنسا !! ** بل أن والاكثر غرابة هو ما سمعته عن ان فرنسا لن تسكت عن هذا الاجراء ، ويستدل على ذلك بما حدث فى عهد الوزير الاسبق للتربية على بن محمد ، ذلك الرجل الذى تجرأ فاتخذ قراراً يقضى بتأخير تدريس الفرنسية سنة واحدة "أى يبدأ التلميذ الصغير فى تعلم الفرنسية من السنة الخامسة بدلاً من الرابعةوعندها لم تصدر الحكومة الفرنسية بيان شجب واستنكار . وانما ارسلت وزيرها ليبلغ الحكومة الجزائرية رفض فرنساالشديد لهذا القرار! وبالفعل تغيرت الحكومة لسبب أو لآخر وتغير الوزير وجاء أحمد جبارة ليلغى القرار ! ونسأل بعد ذلك لماذا هذا الجو من العنف ؟ ونسأل عن سر هذا الارهاب ! تطرف من ؟ وعنف من ؟ وارهاب من؟ تلك هى المشكلة ! أسرار معركة "فاطمة العوفى" و "خالدة مسعود" ** برغم كل شىء لا خوف على الجزائر . ** برغم هذا الكم الهائل من غسيل المخ المستمر لكل ما هو عربى ولكل ما ينتمى للاسلام وحضارته وقيمه ، يبقى العقل الجزائرى يقظاً ، ويظل الضمير حياً فى مواجهة الأمواج الفرنكفونية العاتية ! ** بستوى فى ذلك أبناء الشعب الجزائرى كلهم .. من سائق "التاكسى" الذى يجيد الفرنسية أكثر من اجادته للعربية ، الى على كافى رئيس المجلس الاعلى للدولة . وربما كان ذلك هو السبب فى ان الفرنكفونيين فى الجزائر لن يغمض لهم جفن قبل أن يروا الشعب كله وقد تحول الى خصم لقادته ولحكومته ولجيشه . وربما كان ذلك ايضاً هو السبب فى تلك الحملة الشرسة التى تعرضت لها فاطمة العوفى رئيسة الاتحاد النسائى فى الجزائر ! ** ففى هوجة الانقضاض على كل ما هو اسلامى بدعوى مقاومة "العنف" و "الارهاب" ومقاومة "الرجعية" و "التخلف" ظنت مجموعة من عضوات الاتحاد ان الفرصة سانحة للانقضاض على التشريعات الموجودة والخاصة بالمرأة ومن ثم بدأن فى اثارة قضيتهن الخاسرة ! ** والقضية باختصار ان قانون الاحوال الشخصية أو القانون الخاص بالمرأة وعلاقتها بزوجها وبيتها وبالمجتمع والمعمول به حالياً يستند فى معظمه على القوانين المستمدة من الشريعة الاسلامية ! وهو الأمر الذى يتنافى فى نظر "الفرنكفونيات" مع مقاومة "العنف" و "الارهاب" و "التخلف" و "الرجعية" . مجموعة الفرنكفونيات تتزعمها خالدة مسعودى ولويزة حنون ، وهما اللتان "نجحتا" وهن ينشئان جمعية "ترقية المرأة" فى استصدار القانون رقم 87 – 2 – 1987م والذى يسمح بظهور جمعية تساوى بين حقوق المرأة والرجل لتكون منافساً للاتحاد العام للنساء الجزائريات الذى سبقها فى الوجود والذى ترأسه فاطمة العوفى . ** تمادت خالدة وخليلاتها فى المطالبة ببتر كل ما هو "اسلامى" فيما يخص المأة ، وكان لابد لفاطمة من الرد والمواجهة فأعلنت وصويحباتها من "المتخلفات" – كما يحلو "للفرنكفونيات" تسميتهن – رفضهن المساس بأى تشريع مستمد من الشريعة الاسلامية السمحاء ، وهنا جاءت الفرصة لخالدة لأن "تتهم" فاطمة بأنها لا ترفض التعايش مع "الاسلاميين" ! وصمدت فاطمة العوفى فأنبرت الصحف الفرنكفونية فى مهاجمتها وتغيير اسمها ومن فاطمة العوفى الى فاطمة عو "فيس" نسبة لجبهة الانقاذ "فيس بالفرنسية" ! ** أما خالدة وخليلاتها فأطلقن على أنفسهن "النساء الحرات" مقابل "النساء المتخلفات" اللائى تقودهن فاطمة التى خانت القضية بسبب ابداء رغبتها وعلى حد قولهن فى التعايش مع "الاسلاميين". ولأن الاسلاميين هذه الايام ليسوا من البشر أو على الاقل لانهم ارهابيون دمويون ، فقد ظنت خالدة ان القضية ستكون فى صالحها، غير ان الجزائر كلها كانت مع فاطمة ! ** والحديث عن خالدة وفاطمة ينقلنا بالضرورة للحديث عن المرأة الجزائرية ، وفى هذا الصدد أقول ان فتاة الجزائر اليوم خرجت من صلب المجاهدين والمجاهدات ، ولذلك فهى أقرب للاصالة بحكم فطرتها منها الى التغريب . ولعل مشكلة الفتاة الجزائرية – شأنها فى ذلك شأن شقيقاتها فى عدة دول عربية – تكمن فى عدم تمكينها من الفهم الصحيح لدينها الحنيف ولو انهم فعلوا لوقفت الفتاة والمرأة الجزائرية فى مقدمة الفتيات المسلمات مثلما وقفن فى مقدمة صفوف الجهاد الجزائرى الذى سبق الجهاد الأفغانى والذى كان بأيد جزائرية محضة وبروح اسلامية محضة وبدوافع دينية محضة . ولسبب أو لآخر خدعنا كثيراً ونحن نظن ان الجهاد الافغانى كان هو وحيد عصرنا الحديث وتلك قضية أخرى . الهاربون نوعان الأول يعود والثانى يحاول الثأر "اللا تشى.تشى" وفلول "الراى" يحاولون سد الفراغ ** الجزائر كلها شباب ! ** ليس هذا شعاراً وليس مدحاً ولا مجاملة ! ** الاحصاءات الأخيرة فى هذا البلد العزيز أكدت ان 75% من أفراد الشعب تتراوح أعمارهم ما بين 15 الى 50 وأن الـ 25 % الباقية من الشيوخ والأطفال ! ** ولأن الشباب طاقة ولأن الجزائر شابة فتية ، كان لابد من العمل على تحطيم هذه الطاقة العربية الواعدة !! ** ففى الشارع الجزائرى حركة دائمة وازدحام شديد ، حركة بفعل هذا الكم الهائل من الدم الساخن وازدحام بفعل هذه البطالة الواضحة ! وفى الجزائر ليست هناك ساعة "ذروة" أو ساعة "ازدحام" ، فالنهار كله مزدحم مزدحم بالبشر والمشاكل والقضايا والأحداث . ** وبرغم هذا الازدحام الواضح وهذه الطاقة الباقية الهائلة ، فإن أكثر الظواهر وضوحاً هناك هى ظاهرة هجرة الشباب . ** لماذا يهاجر الشباب ؟ ** كان يمكن ان يكون السؤال غير ذى موضوع أو غير ذى اهمية ، غير ان مهاجرى اليوم يختلفون عن مهاجرى الأمس ! ** كيف ؟! ** مهاجروا الأمس كانوا من أولئك الذين لا يحملون شهادات علمية أو خبرات فنية . وكانوا كذلك من أولئك الراغبين فى تحسين الوضع الاجتماعى أو العودة بأموال تساهم فى تحسين وضعهم المالى . أما مهاجروا اليوم – وهنا مكمن الخطورة – فهم من أولئك الحاصلين على أعلى الشهادات والمستوعبين لافضل الخبرات ، وهم أيضاً أولئك الموهوبون المبدعون الذين حالت ظروف الجزائر دون نضج أو ظهرو إبداعاتهم . ** وخسارة الجزائر فى هؤلاء المهاجرين أو الهاربين خسارتان .. خسارة الانفاق الحكومى عليهم حتى أصبحوا خبراء وباحثين وفنيين ، وخسارة فقدان الجزائر لهذه العقول الواعدة التى تحتاجها الجزائر بالتأكيد . ** أما لماذا هاجروا أو هربوا فالأسباب كثيرة وابرزها فقدان الامل فى حل قريب يحسم المشكلة. لقد انكسر كل شىء والشباب طاقة لا تحتمل الالغاء أو النفى أو الغربة الداخلية ، ومن ثم فإن الهاربين نوعان : نوع هرب أو "فر" أو "هاجر" يأساً وتمرداً على الوضع ، ونوع آخر ذهب فى مهمة مصيرية ! مهمة الاستعداد و "العمل الجهادى" وهؤلاء قد يسافرون الى الصحراء الجزائرية للعودة بمجتمع جديد ! ** ومن بين أسباب الهروب أيضاً مشكلة "البطالة" وما تعكسه أو تنتجه من حوادث ومشاكل اجتماعية فى مقدمتها صعوبة الزواج . قال لى السائق الذى رافقنى فى جولة فى شوارع العاصمة .. تزوجت وعمرى 45 عاماً ، وانا الآن فى الخمسين وابنتى عمرها 4 سنوات ومع ذلك – يقول السائق – فأنا محظوظ قياساً بغيرى ! لا تشى .. تشى ** وفى الجزائر إضافة الى الاغلبية المتمسكة بدينها واصالتها بحمد الله طبقتان : طبقة يسمونها بطبقة " لا تشى – تشى" وهى من أولاد "الذوات" والساسة ، وطبقة يسمونها طبقة "البوحيين" أو "المحرومين" ، وهذه الطبقة الاخيرة تحاول أن تقلد الطبقة الاولى فى اللباس وفى الحركة وفى كل شىء ، غير انها لا تستطيع . انها تريد ارتداء الجلد وركوب الدراجات النارية أو البخارية ، ولانها لا تستطيع فإنها كثيراً ما تلجأ الى السرقة وأكثر حوادثهم فى العاصمة . ** وجاءت "الانقاذ" بفكرها وطرحها وطموحها وتأكيدها على قدرتها النابعة من قدرة الاسلام على حل المشاكل .. مشاكل البطالة ومشاكل الظلم الاجتماعى فاستجاب لها الجميع ، ثم جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن ! الرأى الماجن ** فى زحمة الانشغال باحديث عن "العنف" و "التطرف" و"الارهاب" وفى غمرة الحديث عن شباب صغير فى السن يقود حركة هنا وتنظيم هناك ، تهيأت الفرصة لمجموعة أخرى ظنت انها يمكنها أن تسد هذا الفراغ الهائل . هكذا ظهرت فلول "الراى" ، و "الراى" هى تلك الاغانى الماجنة التى تحتوى على كلمات وحركات مبتذلة لفظها الشعب الجزائرى منذ أن ظهرت فى غرب الجزائر وبالتحديد فى "مستغانم" ، وسرعان ما دعمها المنصرون وعدد من اليهود . كانت التربة الجزائرية غير ممهدة وما زالت لخروج هذه النبتة الغريبة . أخذوها الى الخارج وضخموا فيها وانخدعنا كعادتنا بهذه الضجة المفتعلة عننبوغ هذا الشاب وآدائه الساحر وجاذبيته الواضحة وأفردنا فى صفحات جرائدنا ومجلاتنا وفى برامج اذاعاتنا وشاشاتنا الصغيرة والكبيرة ورحنا دون ان ندرى نروج للفساد وللردة الصريحة عن كل ما هو أصيل حتى فى مجال الفن . تلك باختصار هى قصة "الراى" التى يخشى البعض من تدريسها كظاهرة لأطفالنا انطلاقاً من كون بعض المصطلحات الاسلامية والفكرية غريبة عليهم وصعبةعلى ادراكهم ! أفغان عرب أم عرب أفغان ؟! ** نظلم الأفغان كثيراً ونظلم أنفسنا أكثر إذا اعتقدنا ان الشباب العربى المندفع أو الحبط كان بحاجة الى السفر الى افغانستان حتى يعود محملاً بعوامل وأفكار الثورة والتمرد !! ** العكس هو الصحيح .. الشاب العربى هو الذى أكسب الافغانى ما أكسبه من أفكار وقراءة فاحصة فى تاريخ الجهاد الافغانى وفى مفرداته وقادته تؤكد ذلك ! تلاميذ المجاهد الراحل عبد اللـه عزام من الأفغان العرب بالآلاف ، وكذا تلاميذ فلان "الجزائرى" وفلان "المصرى" وفلان "العربى" . فلماذا يظن البعض ان أفغانستان الجهاد هى التى صدرت عوامل العنف والتطرف ؟ ولماذا لا يكون العكس هو الصحيح ؟ ** أما آن الآوان لكى نعترف بأن أفغانستان كانت فرصة للتنفيس والتجريب والحلم المستحيل ؟! كلمات غير متقاطعة ** أصحاب القرار السياسى ليسوا فى حاجة لأن يقضوا على التيار السياسى ، وهم لا يستطيعون ذلك لو أرادوا . الطرف اللائكى هو الذى يريد ان يستخدم السلطة ووسائل السلطة من أجل القضاء على التيار الاسلامى ، أو ما يسميه هو بالإسلام السياسى أو بالحركات الاسلامية . السلطة تريد ان تقضى على العنف . الاختيار الاسلامى – الغربى هو اختيار السلطة مثلما هو اختيار الشعب . ليس كل غير ملتح فى الجزائر ضد الخيار الاسلام . بعد توقف المسيرة ظهرت بعض مظاهر الانحلال قبل توقف المسيرة كان الحجاب هو المظهر العام فى الشوارع. إذا اجرى استفتاء فى أى وقت وفى أى ظروف على الاسلام والعربية سيسارع هؤلاء الشباب الغارقون فى الرذيلة لتأييد الاسلام كحل وكمنقذ . كارثة إذا ظن البعض ان افساح المجال للفساد بدعوى الحرية الشخصية سيقضى على تيار العنف . وكارثة إذا ظن الدعاة الى العنف ان حادثة هنا وأخرى هناك ستحل المشكلة .. وكارثة أكبر إذا أصيب أى من الطرفين بداء الغرور . كل الجزائريين باستثناء العلمانيين تستطيع ان تقرأ الحزن فى وجوههم . ليس جزائرياً مخلصاً من يبتهج للحالة التى تمر بها بلاده الآن .
 عدد القراء : 3432

اطبع هذه الصفحة نسخة للطباعة

عودة لأعلى