بتاريخ 17 ديسمبر 2007

ذئاب فى فنادق نيجيريا

 

فندق 5 نجوم "سداسية" يتولى مراقبة أكبر دولة افريقية مسلمة

 

شركات صهيونية تساهم فى بناء وتنمية الزراعة والإعلام والجيش أيضاً

 

 

**     فى هذا التحقيق لن أتحدث طويلاً عن فك الكماشة الأول برغم خطورته وبرغم فجر تصرفات انصاره فى ظل غياب اسلامى معتاد وتعتيم دولى محكم . برغم ان صرخات المسلمين هناك تكاد تسمع عند منابع النيل .

**     وهكذا، ففى الوقت الذى تتحدث فيه الانباء والتقارير الدولية عن تعرض النصارى للاضطهاد، تتعرض فيه الأغلبية المسلمة فى دول افريقية عدة للموت والهلاك جهاراً نهاراً وتحت سمع وبصر الجميع باستثناء تلك التقارير التى تتحدث عن "تطرف" المسلمين و "ارهاب" المسلمين ! بالمناسبة سألنى طفل صغير عن الآية الكريمة التى تقول : "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم " وعن علاقتها بنبذ "الارهاب" وندوات "الارهاب" وافلام "الارهاب" ومعارض "الارهاب" ، فقلت له باختصار ان الارهاب هنا للعدو! فقال ببراءة : ومن هو العدو؟ تلعثمت كثيراً برغم ان مهمتنا هى "الكلام" – مجرد الكلام – وكان الفتى على درجة من الحس حتى انه راح يركض بعيداً عنى حتى يخرجنى من براءة السؤال وحدة الاجابة . لنبتعد اذن عن طرف الكماشة الاول وما أحدثه فى ولاية "بادتشى" عندما سمح للنصارى بذبح الخنازير فى المسالخ الخاصة بالمسلمين ، وعندما اعترض المسلمون انطلق الرصاص من كل صوب واختلطت دماء المسلمين بدماء الخنازير والكلاب التى كان قد تم ذبح بعضها بالفعل تحدياً لمشاعر الاغلبية المسلمة !

**     أقول لنبتعد عن هذا الطرف الذى ذبح أكثر من 500 مسلم فى مدينة "تفاوا بليوه" وضعفهم فى ولاية "كاتسينا" لمجرد ان المسلمين اعترضوا على مجلة "فن تايمز" التابعة لمؤسسة "ديلى تايمز" والتى نشرت كاريكاتيراً يعرض بالمصطفى صلى الله عليه وسلم ويتهم شخصه الشريف بالعلاقات المشبوهة مع النساء "كبرت كلمة تخرج من أفواههم" . كان لابد ان يصمت المسلمون حتى لا يتهموا بإثارة الفتنة الطائفية ! وكان ينبغى عليهم أن يضحكوا فور مشاهدتهم للكاريكاتير الفاسد وإلا اتهموا بالتطرف وبالوقوف ضد حركة الفن . غير ان مسلمى نيجيريا خرجوا فى نظام ليعبروا لإدارة المجلة عن رفضهم لهذا العبث . وفى طريق عودتهم انتظرهم انصار طرف الكماشة الأول – النصارى – وسدوا عليهم المنافذ ليسقط كم يسقط وتشتعل فتنة حقيقية ما زالت اثارها مترسبة فى النفوس حتى الآن .

**     لنبتعد عن هذا الطرف المسكين الذى يبكى من اجله بابا الفاتيكان الذى لا يكل من الدعوة الى الحوار الاسلامى المسيحى والى التعاون من اجل البشرية جمعاء . ولنذهب أو لنكتشف عن الطرف الآخر – اليهود – من طرفى الكماشة المستمرة من الضغط على الأغلبية المسلمة فى نيجيريا المسلمة التى كانت كبرى قلاع الاسلام فى افريقيا والعالم يوماً ما .

 

عبث صهيونى

 

**     بوابة الدخول الى الطرف الآخر هى نفسها بوابة فندق من ذوى النجوم الخمس يقف بطوابقه المتعددة فى مدخل العاصمة الجديدة "ابوجا" معلناً قدوم الصهاينة للعبث والفتنة فى غرب افريقيا .

**     ويعد فندق "نيكون نوجا" الواقع فى مدخل المدينة اوضح دليل على مدى العبث الصهيونى فى غرب افريقيا ، فهذا الفندق ذو الطوابق العشرة كما يقول د. عمر بيلو يخترق سماء المدينة فى مواجهة "صخرة زوما" رمز السيادة النيجيرية . ويشكل الاثنان الآن معلمين بارزين فى العاصمة الوليدة احدهما نتاج للطبيعة الآلهية والآخر للعربدة الأجنبية .

**     وكلمة نيكون كما يقول محدثى هى اختصار "المؤسسة الوطنية النيجيرية للتأمين" ...وهى شركة اتحادية مملوكة للحكومة . أما كلمة نوجا – النصف الثانى – من اسم الفندق – فتمثل الفرع النيجيرى لفنادق "نوجا اس . ايه" العالمية .

**     قلت: وما علاقة ذلك بالتغلغل الصهيونى ؟

**     قال تمتلك شركة نيكون للفنادق التابعة لمؤسسة نيكون الحكومية 75% من أسهم الفندق ، أما الـ 25 % المتبقية فتعود ملكيتها لشركة "أفرو كونتننتال المحدودة"  والتى تنوب فى هذا المشروع عن شركة "ابروفيم اس . ايه" وشركة "فنادق نوجا اس.ايه" وتعود ملكية "افروكونتننتال: كما افصحت عن ذلك مجلة نيوزودتش" النيجيرية الى الصهيونى نسيم جوان الذى يعمل فى قطاع الأعمال بنيجيريا منذ عقود مضت . وتتعاون شركته مع شركة "نيكون" فى دعم التنمية فى نيجيريا . فإذا أخذنا شركة أفوركونتننتال كمثال وتجاوزنا عدد الأسهم القليلة التى تملكها فى مشروع فندق نيكون نوجا والذى تبلغ تكلفته 165 مليون "نايرا – دولار" ، سنجد ان شركة "ابرونيم" احد فروع كونتننتال . هى الشركة نفسها التى بنت فندق نوجا فى جزيرة فيكتوريا بالعاصمة القديمة "لاجوس" ومن خلال هذا التشابك فى الشركات العاملة فى بناء وتنمية نيجيريا ، تبرز الشركات الصهيونية لتكون فى مقدمة الشركات ان الشركات الصهيونية لتكون فى مقدمة الشركات ان لم تكن قد احتكرت العمل هناك . ومن بين الشركات الصهيونية العاملة فى هذا المجال كما نشرت مجلة "نيوزدوتش" شركة "ريتولدز" للتشييد "آر. سى . سى" ، وشركة الطرق والمبانى "آر.بى.بى" ، وشركة سوليل بونيه المحدودة وتعد هى حلقة الاتصال الرئيسية بين الجانبين النيجيرى والصهيونى .

 

حدث فى بنيو

 

**     أما شركة سوليل بونيه فتعمل فى مجال البناء بشكل أساسى وقد أوكل اليها بناء مشاريع بمئات الملايين من "النايرات" ومن بين أبرز هذه المشاريع المجمع التجارى التابع لحكومة ولاية "اويو" ويقع فى الجانب المقابل لجامعة عبدان الشهيرة ، والمركز الصحى الجديد التابع لمستشفى الكلية الجامعية فى عبدان ، كما تولت الشركة تشييد مبان جديدة لكليتى القانون والعلوم الاجتماعية فى جامعة "اوبا نيمى اولوو" ، ودار الاساتذة فى جامعة لاغوس ، وكلية الزراعة بجامعة "ماكوردى" بولاية "بنيو" والى جانب هذه المشروعات تقوم الشركة ببناء مجمع رياضى فى "ماكوردى" كانت تكلفته المبدئية 9.6 مليون نايرا عند بدء المشروع فى 1987م ، لكنها ارتفعت منذ شهور الى 39.6 مليونا . ويضم المجمع ملعباً لكرة القدم وصالة للملاكمة واخرى لتنس الطاولة ورابعة لكرة السلة وخامسة لكرة اليد .

**     كما تتولى "سوليل بونيه" أيضاً بناء ساحة عامة مثيرة للجدل فى عاصمة ولاية "بنيو" فقد أعجب حاكم الولاية "فيدلس" بالمجمع الرياضى الذى بنته الشركة فأسند اليها ببساطة شديدة ومثيرة للجدل عطاء بناء الساحة الوطنية التى كانت حكومة الولاية قد اتخذت قراراً ببنائها .

 

 

الشبكة الاخطبوطية

 

**     ويقول الدكتور عمر بيلو مسؤولاً فى "سوليل بونيه" كشف مؤخراً الطبيعة الاخطبوطية للشركة عندما أبلغ مجلة "ينوزودتش" فى عبدان بأن لـ  "سوليل بونيه" أربع شقيقات تستخدمها فى الحصول على العقود التى تعجز هى عن الحصول عليها وقال ان الشقيقات الاربع هى "أر.سى.سى" و "آر. بى.بى" وشركة "ان.دبليو.اربى" وشركة "هيروث" المحدودة .

**     وأضاف أن "سوليل بونيه" تستخدم الشركة الأولى فى شرق البلاد والثانية التى تتخذ من "كادونا" مقراً لها فى شمال البلاد ، أما الاخيرتان فتتوليان جلب عقود الولايات الغربية . وهكذا فان العربدة الصهيونية تشمل جميع انحاء نيجيريا .

**     ويشير الى ان هناك شركة صهيونية أخرى تتحرك بقوة فى قطاع البناء وهى شركة "اتش.اف.بى" الهندسية المحدودة ، والتى تخصصت فى بناء المساكن والمكاتب ، ويعتمد نشاطها بصفة عامة على تمويل مشاريع البناء الخاصة بالافراد او المنظمات ، ومن ثم تأجير المبانى الى اصحابها لفترات تتراوح ما بين خمس وعشر سنوات بحيث يغطى الايجار فى هذه الفترة نفقات البناء . وتستخدم الشركة مهندسين وفنيين نيجيريين يعملون تحت اشراف صهيونى مباشر ، أما التقنية وخطط البناء فهى نفسها المستخدمة فى بناء المستوطنات بالضفة الغربية حيث تتمكن شركات البناء الصهيونية من انجاز عدد كبير من الوحدات السكنية فى حدود ثلاثة أشهر فقط وفى الميدان نفسه تعمل شركة صهيونية أخرى هى "انيكو" للانشاءات الهندسية التى تشترك مع عدد كبير من شركات الهندسة المعمارية النيجيرية فى مشاريع البناء والاعمال الكهربائية .

**     وقد سالت مجلة "ويست افريكا" الرئيس النيجيرى فى مقابلة نشرت فى اكتوبر 1990 م عن العلاقات النيجيرية – الصهيونية ، فأجاب الرئيس : ان ما بيننا وبينهم وئاماً تاماً ولغة طيبة .

**     وتعلق مجلة "نيوزودتش" قائلة : لقد كان الرئيس يتحدث حديث المسؤول العالم ببواطن الأمور اكثر من غيره ، فحتى فى ايام قطع العلاقات الدبلوماسية استمرت التجارة ولم تنقطع علاقات العمل ويبدو كما تقول المجلة ان شركة "افروكونتننتال" هى حلقة الوصل فى تلك العلاقة غير الرسمية ، فقد افتتحت أول مكتب لها فى نيجيريا قبل 13 سنة ، واتخذت من جزيرة فيكتوريا فى "لاجوس" مقراً لها ، وقد ركزت نشاطها فى الفترة الأولى على شراء السلع والاتجار بشكل رئيسى فى القطن والكاكاو وزيت التخيل ، وحتى تحكم سيطرتها تماماً أقامت مكاتب فرعية فى أكثر من عشر مدن ووضعت فى كل فرع مسؤولاً صهيونياً . وكماا هو واضح ان الهدف الاساسى والغاية الاولى من هذا النشاط ليس هو المال على أهميته ، وانما التغلغل فى كل شبر من الارض ، ولذلك كان لابد من نشاط آخر مساعد للنشاط الفندقى ولم يكن هناك أفضل من المجال الزراعى . وفى ذلك يقول محدثى أن شركة "افروكونتننتال" توفر المعدات الزراعية فى السوق النيجيرية وتتولى ادارة مزارع "ابيولا" ، كما يتولى فرع ابرونيم التابع لها الاشراف على كثير من مشاريع الكهرباء والمياه فى ولاية "جونجولا" . وبرغم ان النيجيريين يشكلون نسبة 70% من موظفى الشركة ، فان المناصب الكبرى تقتصر على الصهاينة فقط .

 

والزراعة أيضاً

 

**     ولعل من أبرز الشركات الصهيونية المتغلغلة فى المجتمع النيجيرى المسلم شركة "ديزينجون الكبرى" والتى تعمل فى مجال الآليات والكيماويات الزراعية ، وبيع معدات الرى وأجهزة الاتصال . وتقوم الشركة الى جانب ذلك بدور المقاول بالنسبة للحكومة الاتحادية وحكومات الولاية والشركات ذات الاهتمام بالمشاريع الزراعية وتحتفظ لهذا الغرض بشبكة من المكاتب فى مختلف الولايات كذلك تشترك "ديزينخوف" فى صناعة المبردات وأجهزة التكييف ويعتبر جهاز "فريدريك" لتكييف الهواء والذى تنتجه الشركة أشهر الأجهزة فى مجال التكييف المركزى فى كثير من البنايات المرتفعة فى "لاجوس" وهكذا فان كل مشاكل المجتمع تكاد تكون محلولة خاصة إذا علمنا أن للشركة فرعين متخصصين فى مجال الصيدلة والاتصالات ففرعها المسمى "ديزفارم" يتولى المنتجات الصيدلية ، بينما يقوم فرع "ميترولا" بالاشراف على مصالح الشركة فى شبكة الاتصالات النيجيرية . وفى هذا الاطار نجحت الشركة فى السيطرة على سوق الأجهزة اللاسلكية حيث تنتشر أجهزة ميترولا للاستقبال فى المؤسسات الاعلامية والصحفية .

**     ولا يقف نشاط الشركة عند ذلك حيث وصل للتغلغل الى القطاعات العسكرية فهى الجهة الرئيسية التى تمد الشرطة والبحرية والمشاه والقوات الجوية بأجهزة اللاسلكى ، وللشركةنشاط واسع فى مجال الاجهزة الالكترونية الداخلية وأجهزة الهاتف فى البنايات العامة مبا فيها مقر الحكومة الاتحادية وثكنات "دودان" العسكرية ، وتستخدم لهذا الغرض أجهزة من صنع "تيلراد اسكى" التى يقع مكتبها الرئيسى فى "تل ابيب" شأنها شأن فرع "ديزفارم" المتفرع من شركة "تيف" الصهيونية للصيدلة . وللشركة دور مماثل فى القطاع الزراعى ، فهى التى قامت ببناء صوامع الشركة النيجيرية الوطنية لانتاج الحبوب فى "قادونا" والتى تبلغ سعتها 60 ألف طن من الحبوب ، ويعد هذا المشروع من أهم المشاريع التى نفذتها الشركة لصالح الحكومة الاتحادية .

**     ويقول الدكتور عمر بيلو ان من بين الشخصيات البارزة التى توظف الخبراء الصهاينة ابراهيم واشاشى والذى يستخدمهم فى مزرعة ضخمة تعتمد أسلوب الميكنة الزراعية وهو ضابط متقاعد . كما يعملون فى مزرعة "قورتالا ناياكو" رئيس اركان القوات البحرية ، وفى مزارع "ادبا سانجو" ، ومزارع وزير النقل السابق "الان اكييز نياد" .

**     وللدلالة على حجم الاختراق الصهيونى الذى قامت وتقوم به الشركات والخبرات الصهيونية للاقتصاد النيجيرى يقول كودين دابو الرئيس العام للاتحاد النيجيرى الصهيونى ان 43 % من جميع العقود المنفذة فى نيجيريا تنفذها منظمات يهودية . ويضيف ان الحجم الاجمالى للتجارة بين نيجيريا والكيان الصهيونى فى الفترة من يناير الى اكتوبر 1990م بلغ ثمانية بلايين نايرا، ومن المؤكد أن هذا الرقم تضاعف مع بداية العام الحالى 1993 .

**     ويلقى "بويو ادجانابى" مساعد مدير الابحاث فى معهد نيجيريا للابحاث الاجتماعية والاقتصادية مزيداً من الضوء على هذه الناحية فيقول مستنداً الى بيانات خاصة ان حصة "الكيان الصهيونى" كانت 19 فى كل 1000 نايرا تدفعها نيجيريا ثمناً لوارداتها فى خمسة من تسعة قطاعات سلعية . كما حصل الكيان الصهيونى على 12 من 1000 نايرا دفعتها نيجيريا للواردات الغذائية .

 

 

نيجيريا المسلمة

 

 

**     تبلغ مساحة نيجيريا 923768 كيلو مترا مربعا ، ويبلغ عدد سكانها 115 مليون نسمة 75 % منهم مسلمون ، وهى بهذا أكبر دولة اسلامية فى افريقيا .

**     انضمت نيجيريا الى منظمة المؤتمر الاسلامى عام 1986 م ، وفى اخر قمة اسلامية لم يحضر رئيسها أو وزير خارجيتها وانما حضر احد السلاطين .

**     تحيط بها دولة بنين غرباً ، والنيجر شمالاً ، وتشاد فى الشمال الشرقى ، والكاميرون فى الشرق والجنوب الغربى .

**     يشكل البترول الانتاج الرئيسى لها وتحتل المرتبة العاشرة فى قائمة بلدان العالم المنتجة للبترول . وكانت الزراعة تمثل خلال الستينيات نسبة 66 % من اجمالى الناتج القومى وانخفضت النسبة الى 20 % بسبب تزايد الانتاج البترولى ، الا ان الزراعة ما زالت تستعمل ثلثى اليد العاملة .

المواليد والوفيات على شاشة الكمبيوتر الصهيونى

**     إذا كان "المال" فى ذاته هدفاً ومصطلحاً يكاد يكون مقترناً باسم اية شركة يهودية ، فان نيجيريا بمواليدها وثروتها البشرية الهائلة وموقعها الجغرافى المتميز وثقلها الذى يرشحها للقيادة يعد هدفاً اسمى ، خاصة ان الوصول اليه لن يضعف من فرصة نحقيق الهدف الأول وهو "الربح" ، من هنا كان السعى الحثيث للفوز بعطاء مشروع بطاقات الهوية .

**     وقد نجحت شركة "افروكونتننتال" بالفعل فى الحصول على المشروع برغم ما تعرضت له من عراقيل . وقد دخلت الشركة هذا المشروع عندما اشترت العقد الخاص به من المقاول الاصلى وهو شركة "افنيت" الامريكية والتى كانت قد حصلت بدورها عليه من حكومة الرئيس الأسبق شيخو شجارى عام 1982 م . وكانت قيمة العقد فى ذلك الوقت 56.375 مليون نايرا . وتم تجميد المشروع عام 1984 م فى عهد الرئيس بوهارى الذى راى ان هذا المشروع لا طائل من ورائه ولا يأتى ضمن أولويات الحكومة .

**     عاد المشروع ليرى النور نرة أخرى عام 1986م فهم لا ييأسوةن ، حيث وقعت الحكومة العقد مع "افروكونتننتال" وتضمن هذا العقد 14.35 مليون نايرا لاقامة مراكز كومبيوتر فى ولايات البلاد التسع عشرة فى ذلك الوقت، الى جانب مركز ابحاث رئيسى اخر فى "ابوجا" .

**     وبحلول أغسطس 1990م واجه المشروع مزيداً من المصاعب عندما ابلغ لامبا جوام وزير العلاقات الدولية فى تلك الفترة المواطنبن بان نفقات المشروع وصلت الى 585 مليون نايرا ولا يزال فى حاجة الى 700 مليون اخرى ليتسنى اكماله وللحصول على هذا المبلغ واكمال المرحلة الثانية من المشروع فوضت الحكومة شركة "افروكونتننتال" للتفاوض من جهة تحددها الشركة لاقتراض المبلغ منها الامر الذى يوضح مدة الثقة التى وضعتها السلطات فى الشركة الصهيونية .

**     كانت الجهة المحركة لافروكونتننتال او بالاحرى الوجود الصهيونى فى نيجيريا هى "نسيم جوان" الذى يقال انه صهيونى "اسرائيلى" من أصل سودانى ، بدأ عمله فى نيجيريا بالاتجار فى المنتجات المحلية خاصة القطن والكاكاو والفول السودانى . وقد تعرف من خلال شبكة اعماله الواسعة فى شمال نيجيريا على سلطان سوكوتو الذى اصبح شريكاً وصديقاً له .

**     وبلغت علاقة "جوان" بالجهات النافذة فى اروقة السلطة وفى اقتصاد البلاد حداً أشار اليه احد المصادر لمجلة "نيوزدوتش" عندما قال ان "افروكونتننتال" كانت فى مقدمة قوة ضاغطة عملت على الغاء قرار حكومى يحظر تصدير الكاكاو !

**     فى عام 1984م اتخذت ادارة الرئيس بوهارى اجراءات ضد شركات قالت انها قامت بتخزين ارز حكومى وكانت مستودعات افروكونتننتال الضخمة فى منطقة "اوجاتا" بلاجوس احد الاهداف التى قام الجنود باغلاقها بالشمع الاحمر . لكن "جوان" كما تقول المجلة "شد على الخيوط اللازمة" وفى النهاية لم يحدث شىء لافروكونتننتال ورفع الحصار عن مستودعاتها ، بينما باع الجنود جوالات الارز التى استولوا عليها الى مستودعات اخرى . بعد ذلك وفى فترة الرئيس يوهارى ايضاً ساءت الامور فى وجه "جوان" الذى يحمل جوازى سفر احدهما بريطانى والاخر سويسرى وواجهته مشاكل فى مشروع بطاقات الهوية لكن نجمه عاد للصعود من جديد عقب الاطاحة بحكومة بوهارى والعودة الى مشروع بطاقات الهوية .

 

4 آلاف صهيونى يقيمون بنيجيريا

و 76 نيجيرياً يدرسون فى تل أبيب

 

**     تعود بداية التغلغل الصهيونى فى الاقتصاد النيجيرى وبالتالى فى نيجيريا كبرى الدول الافريقية المسلمة الى ما قبل استقلالها بفترة قصيرة عندما سمعت حكومتا الاقليمين الشرقى والغربى الى الحصول على الخبرة والتمويل الصهيونى لتنمية منطقتيهما . وجاءت البداية الفعلية بسفر وزير الزراعة فىالاقليم الغربى اكين ديكو على رأس وفد حكومى الى "تل ابيب".

**     أسفرت الزيارة عن اقامة بعض المشاريع المشتركة خاصة مع شركة "بيجروسول" للتشييد وشركة تنمية الموارد المائية فىالوقت نفسه نشأت علاقة أخرى بين الكيان الصهيونى والاقليم الشرقى اثمرت عن قيام شركتين هما : شركة شرق نيجيريا للانشاء والاثاث ، وشركة شرق نيجيريا لتخطيط المياه . وقد توزعت اسهم هذه الشركات بنسبة 40 % للجانب الصهيونى ، و60 % للحكومة الاقليمية النيجيرية . وأصبحت شركة سوليل بونيه التى انشأت مع حكومة الاقليم الغربى شركة "نيجرسول" شركة رئيسية فى ميدان الانشاء ، وبحلول 1970م بنت عدداً من الطرق الرئيسية فى الاقليم .

**     بعد نهاية الحرب الأهلية فى اواسط السبعينيات قامت الشركة ببناء مزيد من الطرق منها الطريق الممتد بين "اونوريمو" وموكوا بطول 289 كيلومتراً ، كما قامت ببناء قاعة لاجوس الشهيرة وعدد من القاعات لجامعة لاغوس.

**     عندما اعتبرفت الحكومة الاتحادية رسمياً بالكيان الصهيونى واقامت معه علاقات دبلوماسية فى 1960م ، اخذت التجارة تتدفق بين البلدين كما تتدفق بين أى بلدين ذوى سيادة ، لكن ميزان التجارة فى تلك الفترة كان يميل لصالح الكيان الصهيونى وبظهر من خلال الارقام التجارية لعام 1970 م ان جم الصادرات النيجيرية للكيان الصهيونى بلغ 2500 مليون جنيه استرلينى ، بينما بلغت الواردات القادمة منه الى نيجيريا 2.135.739 جنيهاً استرلينيا ، وعندما حان الوقت لحدوث تحول فى الميزان التجارى لصالح نيجيريا باكتشاف واستثمار "البولتونيوم" قطعت لاجوس علاقتها مع تل ابيب .

**     وبعد قطع العلاقات فى عام 1973م استمرت العلاقات التجارية ومال الميزان التجارى بدرجة اكبر لصالح الكيان الصهيونى ، كما استمرت العلاقات الفنية وظل "مؤتمر العمل النيجيرى" يشرف على ابتعاث النيجيريين الى المعهد الافرواسيوى للدراسات التعاونية والعمالية فى "تل ابيب" واشترك 67 نيجيريا فى دورات بالمعهد فى الفترة من 1974م الى 1982م ولا يزال النيجيريون يحصلون على منح دراسية فى تل ابيب وفى معاهد يهودية بكندا وامريكا .

**     وتشير الاحصاءات المتوفرة لدى مجلة"نيوزدوتش" الى ان ما يقارب من اربعة آلاف صهيونى يعيشون ويعملون فى نيجيريا .

**     لا أعرف ما هى !

**     ويقارن الباحث النيجيرى اوتونانجو بين حاجة كل من نيجيريا ودولة الكيان الصهيونى وينتهى الى القول انه من الصعب ان يلحق أى ضرر بنيجيريا ان هى لم تتعاون مع الكيان الصهيونى، فهو يرى ان دولة الكيان الصهيونى ليس لديها شىء يمكن ان تقدمه ولا تستطيع نبجيريا ان تحصل عليه من اى مكان آخر ، ويعتقد بالتالى ان الصهاينة بحاجة الى نيجيريا اكثر من حاجة الاخيرة اليهم .

**     لكن هناك تياراً اخر يختلف فى الرأى مع التيار الذى يمثله اوتوبانجو ، اذ يرى ان الكيان الصهيونى دولة من الدرجة الاولى فيما يتعلق بالتقنية فضلاً عن كونها تستطيع ان تحرك قوى الضغط – اللوبى – فى مختلف انحاء العالم .

**     ويحتل ان الدين يحتل موقع القاعدة فى الجدل القائم بين الفريقين ، فقد أظهر استطلاع صحفى ان الحوار يكتسى بصبغة دينية قوية . فكثيرون من سكان الولايات الشمالية يعارضون دولة الكيان الصهيونى بشدة فى حين يؤيدها معظم الجنوبيين بلا حياء ، وترجع جذور هذا الاختلاف الى ايام الجمهورية الاولى . ففى الوقت الذى اقام فيه الاقليمان اشرقى والغربى علاقات عمل عليه مع الصهاينة واعترفت بها الحكومة الاتحادية . رفضت حكومة الاقليم الشمالى بشدة هذه العلاقات ووقتها قال رئيس وزراء الاقليم احمد بيلو عما يسمى باسرائيل .. لا اعرف ما هى .. وحسب رأيى فانها غير موجودة على الخارطة الحقيقية ولن توجد مطلقاً . وما بين بيلو الج وبيلو الحفيد تدور عجلة التاريخ مقتربة من زمن يصفه البعض بانه الزمن الصهيونى ، الامر الذى دفع "اورجى كولو" صاحب صحيفة "كل النساء" النيجرية لان يقول أمل ان يتخلى الناس عن التفكير فى هذه المسألة على أساس الدين ! ان ابنة "جوان" رئيس شركة افروكونتننتال المملوكة بالكامل للاسرائيليين متزوجة من "جويل"ابن الرئيس الصهيونى حاييم هيرتزوج افلا تنظرون الى الدائرة التى نحن فيها ؟