لم أكن أدرى أن الموضوعات التى جمعتها من القرن الإفريقى هى قنابل ملغومة داخل حقيبتى.. طفت بهذه القنابل من مقديشو إلى جيبوتى ومنها إلى أديس أبابا.
فى الصومال قنبلة كبيرة فى الشمال اسمها " الإسحاقيون" ، وقنابل صفيرة فى الوسط أبرزها "الهوية "، إضافة إلى " العيسى".
فى أثيوبيا قنابل متع"ة أبرزها أرتريا، إضافة إلى " تجراى" و" هرر".
تحاول جيبوتى أن تلعب دورا فى إبطال مفعول هذه القنابل ، لكن البعض يحاول أن يدق " إسفين " بينها وبين شقيقتها الصومال . إنها لعبة أشبه بلعبة الكراسى الموسيقية وعملية أشبه " بلى الذراع " إن صح هذا التعبير. هذه اللعبة وتلك العملية هى استخدام كل دولة من دول القرن الإفريقى للجبهة المعارضة فى الضغط على الدول الإفريقية .
اللعبة الآن بالتعبير الشعبى " إحلوت " كثيرا بعد وصول إسرائيل !.
ونبدأ الفحص :
حاولت اختبار قنبلة الشمال فى الصومال ، فالتقيت بعبد الله دعالة وزير الصحة وشئون اللاجئين فيما يسمى حكومة الشمال " لا" لأسأله كيف يفكر الشماليون ؟ وهل المسألة مسألة تعصب قبلى وثأر قديم ، ومن أين يحصلون على الساعات التى مكنتهم من السيطرة على الشمال ؟
بدأت بإمكانية اتخاذ الحوار كوسيلة لإبطال قنبلة الصومال التى يروح ضحيتها يوميا عشرات المسلمين ..
يقول دكالة :
نحن لا نتفاوض مع سياد برى، نحن لا نبغى الإقليم الشمالى وحده ، نحن ننظر للصومال كله (!!).
قضية الشمال لسوء الحظ أصبحت هى المحور، رغم أن المشكلة عامة على كل البلاد
وليست مسألة الإسحاقيين فقط .. الإسحاقيون الآن يحملون السلاح ليس من أجل الشمال
وإنما من أجل الشعب الصومال العربى كله (!!).
شعبنا عانى طويلا من القتل والاعتقال والتشريد..
من أين تحصلون على المساعدات ؟!
- نحن لا نحصل على أية مساعدات من العالم .. كل المساعدات آتية من شعبنا الصومال ى الموجود فى الخليج وفى أوروبا وفى أمريكا وفى كندا وهذا هو سر قوتنا.
أية جبهة تحصل على مساعدات من الخارج تكون تحت ضغوط معينة وفى النهاية تتشتت ونحن وعينا ذلك .
الجبهة الصومالية السابقة كانت تعتمد على إحدى الدول ، لذلك فشلت فشلا ذريعا.
نحن لا نأخذ من أحد وشعبنا فى الخارج وفى الداخل هو سر قوتنا.. سر قوتنا هو الشباب .. ليس عندنا دبابات ، والدبابات الموجودة لدينا استولينا عليها من جيش الحكومة الصومالية .
نحن اليوم أقوى بنسبة 100 % منذ أحداث هرجيسة وبرعو.
الوضع الحالى فى الشمال يختلف كما قبل .. لقد انسحبنا من هرجيسة وبركو لتكتيك سياسى، والآن فإن شعبنا وجيشنا متأكدان من الاكتساح والسيطرة على هرجيسة وبرعو وبربرة وهى آخر المطاف .
رجالنا الآن فى "بولا بردى" ، وهى تبعد 120 كيلو مترا عن مقديشو.
الحرب الآن فى الشمال أسفرت عن الاستيلاء على 99% من المنطقة .
الجيش الحكومى الآن بدأ يستجيب لدعوتنا وينضم إلينا يوميا عشرات من الضباط والجنود.
آخر الضباط الكبار أحمد عمر شيس .. لقد انضم الينا فى الشهر الماضى 82ضابطا كبيرا بأسلحتهم وكتادهم خاصة من جلكاعيو ومن بلد دينى.
* أنتم متهمون بتذكية روح التعصب ، بل التطرف القبلى ؟
- قضيتنا ليست قضية قبلية .. مشكلة الشمال هى نفسها مشكلة الجنوب .. صحيح أننا
بدأنا بالشمال وكان هدفنا هو الشمال فقط لظروف استراتيجية وظروف احتياجنا لأهلنا..
لقد أذكينا بالفعل بين إخواننا روح القبلية والحرص على كرامتها، ولكننا الآن وبعد أن نضجوا معنا نؤكد لهم أن قضيتنا _ أى قضيتهم _ هى الصومال ككل .
- ماذا عن علاقتكم بدول القرن الإفريقى؟
- ليست لنا علاقات ..
لقد خرجنا من البلاد بعد الاتفاقية الأثيوبية الصومالية ، نحن لا نحصل على أية مساعدات من أثيوبيا.. لدينا 3ملايين لاجىء فى أثيوبيا وأحيانا توفر لهم أثيوبيا مساعدات إنسانية مثل الدواء والغذاء.. لقد خرجنا من البلاد بعد أن اتفق الطرفان علينا..
بالنسبة لجيبوتى نحن نرى أن جيبوتى دولة جارة لدينا فيها الكثير من أبناء شعبنا..
نحن لا نريد لهم مشاكل ولا نريد أن نورطهم .
بالنسبة لقبائل الجوديرس نحن لا نعمل لهم حساب ، وإذا تضامن بعضهم مع برى على
حسابنا فنحن نقف ضدهم على طول الخط ، أما إذا قبلوا التعاون معنا فأهلا بهم .. إنهم لا يمثلون أكثر من 1 %.
على خط التماس وعلى مسافة قصيرة من قنابل القرن الإفريقى تقف "جيبوتى" العربية المسلمة .. تحاول جيبوتى أن تكون دائما على الحياد، فالصراع فى الصومال صراع بين الإخوة .
والاقتراب من هذه القنابل مجازفة خطيرة ، فقد يتطاير الشرر إلى جيبوتى نفسها وتلك مشكلة أكثر خطورة .. كانت المفاجأة أن حديث وزير خارجية جيبوتى معى كان هو الآخر قنبلة !!.
* أنت متهم بتنسيق وهندسة العلاقات الصومالية _ الأثيوبية على حساب المعارضة الصومالية وبالتحديد على حساب الإسحاقيين ؟
- أنا أمثل الحكومة الجيبوتية وعلى رأسها الرئيس حسن جوليد، فموقفى هو موقف جيبوتى التى حاولت منذ عام 986ام أن تقارب بين وجهتى النظر فى البلدين الجارين ،
وبالفعل نجحنا فى عقد لقاء عام 1986م بين الزعيمين برى ومنجستو، وكان اللقاء طويلا.
بعد ذلك اتفقنا على تأسيس لجنة مشتركة يترأسها وزيرا خارجية البلدين ، وقد اجتمعت
اللجنة المرة الأول فى مقديشو، والمرة الثانية فى أديس أبابا، والمرة الثالثة فى مقديشو، حتى تم اللقاء بين الرئيسين مرة أخرى عام 1987 ، وقدمت اللجنة المشتركة تقريرها، ثم توصل الطرفان إلى اتفاقية السلام فى شهر أبريل 1988 ، بعد ذلك عقد لقاء آخر بين الرئيسين فى أديس أبابا، بعدها اتفق على وقف الحملات الإعلامية وتم تبادل سجناء حرب 977ام _ أى بعد عشر سنوات _ وأعيدت العلاقات الدبلوماسية ..
لقد كانت الاتفاقية تشترط أن توقف كل دولة منهما دعمها للجبهات المضادة للبلد الآخر،
وبالفعل أبلغت أثيوبيا جبهة المعارضة فى الشمال بالقرار.. لقد كانت هذه الجبهة مسلحة
تماما، وعندما أبلغت بألقرار توجه أفرادها بأسلحتهم ودخلوا تدريجيا إلى الصومال .. لقد دخلت المعارضة بكل قواها لتبدأ الحرب داخل المدن الصومالية بدءا من 30مايو 1988م ،
وهو نفس اليوم الذى كان الرئيس سياد برى موجودا فيه فى أديس أبابا لحضور مؤتمر القمة الإفريقى.. أريد أن أقول إننى لم أكن اليوم المنسق لهذه العلاقات ولكنها جهود جيبوتى.
- لكن هذه الجهود التى بذلت أغضبت المعارضة الصومالية ؟
_ أنا لا أفهم سر غضب المعارضة ، لكننى أفهم أن الدول المتحضرة لاتحب الحرب ، والدول الصادقة تدرك ان الحرب ضد مصلحة الشعب الصومالى .. لذلك نقترح وقف إطلاق النار والاتفاق بين الحكومة والمعارضة على بدء الحوار.. إذا تم الحوار والنقاش بصواحة سيؤدى ذلك إلى سلام حقيقى وإلى نظام رسمى قوى.. أما الآن فكثير من المدن الصومالية أمرت .. كثير من الشعب قتل وتشرد وأكثرهم من الأبرياء الذين لا يدركون أبعاد هذه الحرب ..
أنا لا أؤمن أن الحرب يمكن أن تحل المشاكل القائمة والبديل للرصاصة هو الكلمة الصريحة ، وعلى الإخوة الإسحاقيين أن يدركوا أننا كجيبوتيين لنا سياسة واضحة ، وهى أن الحرب بين الصوماليين وبعضهم والتدخل لصالح أى طرف مسألة خطيرة لها انعكاساتها على جيبوتى نفسها.
- هل صحيح أن الرئيس جوليد أعلن أنه نصح الرئيس برى برد الإسحاقيين إلى بلادهم
وعاصمتها هرجيسة وإلا فهو غير مسؤول عما سيحدث ؟!
- حتى ولو كان ذلك صحيحا فهذا لا يمثل أى ضغوط . إن مدينة "هرجيسة <» كانت معمرة وعامرة بالخير وشعبها خرج بعد أسابيع فقراء يعيشون تحت خيمة الأمم المتحدة كلاجئين ..
لذلك نرى أن من واجبنا أن ندعو الرئيس برى إلى عودة هذه الأمة إلى بلادها، وهذه أهم وسائل حل المشكلة .. لقد دمرت منازل هرجيسة الجميلة ويعيش شعبها فى خيام .. لذلك نصح الرئيس جوليد شقيقه الرئيس برى بعمل اتفاقية بينه وبين الأمم المتحدة وأثيوبيا لعودة اللاجئين إلى بلادهم .
- لعبة الجبهات المعارضة التى تستفل فى د«لى ذراع " الدول وبعضها هل أسبابها داخلية أم أجنبية ؟
- المشكلة تبلورت بوضوح بعد حرب الأوجادين سنة 1978م ، بعدها يوما بعد يوم بدأت المشاكل تظهر بين الشماليين والحكومة الصومالية ، لقد كان الشماليون يدعون لأن تشمل التنمية والاهتمام مناطقهم .. من هنا بدأت هذه المشاكل وتفاقمت وتطورت حتى أن بعض الوزراء الصوماليين من أبناء الشمال قدموا استقالاتهم وهاجروا إلى الخارج سواء إلى لندن أو الخليج أو أمريكا، وأخيرا بعد 4سنوات سجن بعض المسؤولين الشماليين .. أنا لم أكن فى مقديشو لأكرف هل صحيح أنهم كانوا ينوون القيام بانقلاب أم لا.
من ذلك اليوم ضاعت آمال التفاهم ، وفى كل يوم يتباعد الطرفان 3سنتيمترات حتى حصلت الحرب الشمالية .
- هل تدخل حركة جون قرنق ضمن هذه اللعبة ؟
- لا أعلم .
* هل سمعتم عن دعم أثيوبى لقرنق ؟!
- هذه المشكلة بين قرنق والسودان ، وأرتريا وأثيوبيا، وهى بعيدة عن الصوماليين ، وأعتقد أن المعارضة الصومالية ليست لها علاقة بالمعارضة السودانية ! عموما أقول إن المسألة سواء أكانت داخلية أم أجنبية ، فإنه إذا اختلف الإخوان فيما بينهما يكون الشيطان ثالثهما، والشيطان هنا هو الفتنة والأصابع الأجنبية التى تسعى لتوسيع الهوة .
* هل صحيح أنه بدأ مؤخرا تعاون بين قبيلتى العيسى والإسحاقيين ؟!
- من الممكن أن يكون ذلك قد حدث بالفعل من فترة قريبة .. العيساويون لم يكونوا فى
المعارضة حتى شهر مايو 1989م ، قبل ذلك لا.. جغرافيآ قبيلة العيسى هى أقرب إلى حدود جيبوتى، وبعد رمضان الماضى وصلت المعارضة الصومالية المسلحة إل مدينة
" زيلع " حتى " ليعد " ، وفى ذلك الوقت لم يكن هناك أى تعاون .. ثم تم الاتفاق بين الإسحاقيين والعيساويين على أن يخرج الإسحاقيون من مناطق العيسى دون حرب .. فوافق الإسحاقيون وخرجوا. فى ذلك الوقت رفعت العيسى علم الصومال على مناطقها، إلا أنهم فوجئوا بالجيش الصومال يطردهم من مناطقهم .. من ذلك اليوم قالوا: لم يعد أمامنا أمل .. لقد تحدينا أعداء الحكومة ورفعنا العلم الصومال بدلا من علم المعارضة .. لم يعد أمامنا حل سوى الدفاع عن حقوقنا بالتحالف مع الإسحاقيين .
* وماذا عن الأوجادين ؟
- نفس الشىء حصل مع الأوجادين .
* وماذا عن الهوية ؟
- نفس الشىء حصل مع الهوية !!.
الضابط عندما يكون ضعيفا عسكريا ولا يستطيع أن يدافع كن بلده فإنه يلقى على الآخرين بالتهم !.
إن الرئيس الصومال سياد برى لا يعرف حقيقة ما يجرى فى الشمال .
العاقل لابد أن يفهم أن فى الشمال ثلاث قبائل : هناك الإسحاقيون والجودبرس والعيسى..
فى هرجيسة يتواجد الإسحاقيون وحتى بركو مرورا ببربرة وبرما إلى أن تصل إلى الجودبرس ..
وبعد أن تخرج من برما تدخل منطقة " زيلع " وكلها قبائل عيسى.. أما "الجودبرس " ففى الوسط .. ومع ذلك يحاول "الجودبرس " محاربة هاتين القبيلتين ، ومن الغريب أن فخامة الرئيس سياد برى صاحب الخبرة العسكرية الطويلة باعتباره ليس رجلا مدنيا، يعطى الأسلحة _ " الجودبرس" هذه القبيلة الصغيرة لكى تتخلص من القبيلتين الأخريين ، فهل هذا معقول !؟ لذلك أقول إن فخامة الرئيس لا يمتلك الحقائق فى الشمال .. ولا يدرك أن رجاله فى الجيش وأقرباءه هم الذين عملوا التخريب ، بل هم الذين ضيعوا الفرصة من الحكومة الصومالية .
* لماذا أغلقتم الحدود مع الصومال الشقيق ؟!.
المسألة بسيطة للغاية ، كندما تصل الحروب ما بين المعارضة والجيش الصومال إل ى حدودنا، فما عندنا اختيار ثان سوى إغلاق الحدود، على الأقل لكى نضمن ألا تنتقل ساحة الحرب إل بلادنا.. لقد كانت أسبابا أمنية وليست شيئا آخر.. وبالفعل بعد هدوء الحرب فتحنا حدود البحر، أما حدود البر فلابد أن تظل مغلقة لأنه ليس هناك إدارة من الطرف الآخر.. نفتحها مع من ؟! ليس هناك دولة !.
لقد زارنا وزير الخارجية الصومال لمدة 48ساعة وتحدثنا معه وقلت له : نحن مستعدون لفتح الحدود لكن لمن ؟! إذا فتحنا الحدود سنفتحها للمعارضة لأنها هى التى تتحكم فى الجهة الأخرى، فهل أنتم موافقون على ذلك ؟ إن إغلاق الحدود يؤثر اقتصاديا علينا.. ونحن لا نريد المجاعة للمقيمين على الحدود لكن ليس أمامنا حل .
* لكن هناك أقاويل تؤكد أنكم تلعبون دورا " دبلوماسيا " خطيرا بحيث تبدون أحيانا مع
الحكومة الصومالية وأحيانا مع المعارضة فما تعليقكم ؟
- بكل صراحة أؤكد مرة أخرى أنه من يوم بدء الحرب لم نعط أى تسهيلات للمعارضة ، بل إننا ساعدنا " بالرأى " الحكومة الصومالية .. لكن مع الأسف الشديد أسمع العكس من المسئولين الصوماليين الذين أظن أنم غير مسئولين . أوقفنا التأشيرات لكل الإسحاقيين القادمين من الخليج ، لقد جاءوا بثقلهم المادى ومع ذلك أوقفنا التأشيرات لهم ، فماذا نفعل أكثر من ذلك ؟! هذا هو موقفنا.. لن نكون مع الحكومة ولا مع الجبهة ورسميا نعترف بالدولة .
* لكن الإشاعات تقول أيضا إنكم تسمحون للتجار الإسحاقيين - وما أكثرهم فى بلادكم
بدعم المعارضة ؟!
- الإجابة بسيطة .. إذا كانوا هم عندهم حكم عسكرى وشيوعى والعملة الصعبة فى بلادهم عليها " كنترول " ، فجيبوتى بلد حر.. أى إنسان يستطيع أن يدخل بمليارات الدولارات ويخرج بها.. ليس من حقى أن أسأل واحدا من التجار: هل ترسل مبالغ للجبهة أو للحكومة .. هو حر فى ماله .. إنها إشاعة ليس لها أى أساس من الصحة .. التجار أحرار فى تحويل ما يحتاجون ..
الإنسان فى البلد الحر لو أراد أن يقوم بتحويل عملة لقريبه فى أى مكان .. هل تسأله مؤسسة التحويل عن هوية هذا القريب ؟؟.
شاهد على أبناء العم :
الإسلام ليس قاسما مشتركا فى الأحداث
هذا الرجل يمثل 400 ألف صومال تشردوا معه فى معسكرات اللاجئين ، ضحية الحرب بين الإخوة ، وهو فى نفس الوقت شاهد على فكر أبناء العم .. يقول محمد عبد الله حسين عضو لجنة الدعاة فى مخيم اللاجئين الصوماليين :
ما حدث فى الشمال كان كارثة بكل المقاييس .. فعندما اندلعت الحرب بين الفريقين الشقيقين .. فريق الحكومة وفريق المعارضة ، اضطر سكان هرجيسة وبركو إل ترك منازلهم واللجوء إل معسكرات اللاجئين فى شرق أثيوبيا.
يضيف : الإحصاءات تشير إل أن ع" اللاجئين الصوماليين ضحايا الحرب الصومالية - الصومالية وصل إلى ما يقرب من 400 ألف نسمة يتلقون غذاءهم من الهيئات التبشيرية التى نشطت فى المنطقة دون أى منافس .
- المشكلة أن الحكومة والمعارضة جعك من ديارنا ساحة للحرب ، ولأننا من الدكاة الذين تربوا على نشر المفاهيم والقيم الإسلامية ، فقد اخترنا الحل الصعب .. وهو هجرة منازلنا ومزارعنا والعيش فى معسكرات اللاجئين بدلا من التدخل والانحياز لطرف من الطرفين الشقيقين اللذين يتقاتلان لأسباب دنيوية ، بل شخصية محضة ، فما ذنب أطفالنا ونسائنا الذين لا يفهمون ما يجرى حولهم ؟!
سفك دماء الفريقين لا يخدم الصومال على عكس ما ير"ه الطرفان ، فالفريق الأول يقول عن الفريق الثانى إنه يسعى إل تخريب البلاد، والفريق الثانى يؤكد أن الفريق الأول هو الذى خربها بالفعل !.
- الحكومة عندما اقتحمت المدينتين بالمدفعية الثقيلة لم تفرق بين موال لها وغير موال ، بمعنى أوضح بين إسحاقى وغير إسحاقى.. المدافع عمياء والقنابل كمياء، لذلك سقط مئات ، بل آلاف الضحايا.
-الحقيقة أن الصراع ليس لوجه الله أو لمصلحة الإسلام والمسلمين كما يدكى المتقاتلون المعارضون رغم أنهم كتبوا على علمهم " لا إله إلا الله " ، فإنهم _ والله أعلم _ بعيدون عن الإسلام .. المسألة ليست إسلاما ولا إسلام .. المسألة عصبية محضة وعار العرب والمسلمين أن يدركوا ذلك .. المسألة مسألة صراع على الحكم .
_ الإسحاقيون يتحكمون فى أكثر من 95% من أقاليم الشمال باستثناء "هرجيسة "
و"برعو" و"بربرة "، أما "عرقابة " و"زيلع " وغيرهما فقد بسطوا سيطرتهم عليها تماما.
- أنا شمال بل إسحاقى، لكننى أؤكد لكم الخط العلمانى لإخوانى الإسحاقيين .. إنهم لا
ينوون تطبيق الإسلام كما يقولون ، ولو أن وجهتهم إسلامية لكانوا قد طبقوها على المناطق التى يتحكمون فيها.. أؤكد لكم أنهم علمانيون تماما..
- بعض ضباط الجيش الكبار فى صفوف المعارضة نعقد عليهم الأمل ، فهم مسلمون
متمسكون بدينهم ، أبرزهم محمود طبش الذى يتمتع بشعبية كبيرة والذى يسعى حاليا
لتكوين جيش خاص به ، إنه يتحكم الآن فى بعض القرى والمدن ، وقد خرج من صفوف الجيش الحكومى إلى صفوف المعارضة بشرط أن يكون الشعار والتطبيق هو الإسلام ، لكنه اصطدم ببعض الممارسات من إخوانه فبدأ فى نشر الفكر الإسلامى المستنير بين صفوف جنوده .
- نحن نغرس فى نفوس أطفالنا روحا جديدة بعيدة عن التعصب والتطرف ، فهؤلاء هم
الأمل الحقيقى للصومال .. أما تغذية النعرات فقد عانينا منها كثيرا وكان من نتيجتها أن شعب الصومال الزراعى والملى ء بالخيرات لا يجد ما يأكله .. أرضنا خصبة والمياه خضراء، ومع ذلك نتعرض للجوع !!.
- الصحوة الإسلامية الحقيقية ظهرت فى الصومال .. إنها لا تعرف الشمال ولا الجنوب ، ولا تفرق بين الإسحاقى والمريحانى، إنها صوت العقل الذى سيعيد للصومال أمنه وسلامه بإذن الله ..
- لا توجد هيئة أو جمعية إسلامية واحدة تعمل فى مناطقنا.. لدينا مرضى وجرحى وجهلاء ويتامى وهم مضطرون لأن يأخذوا الدواء والغذاء من أيدى المنصرين .
- فى مخيماتنا مدارس إسلامية تقتسم الكتاب الواحد فيما بينها، ويدور المصحف الواحد
على أكثر من مدرس وتلميذ، ومع ذلك نجحنا فى تعليم أكثر من 5 آلاف شاب وفتاة .