كان الفضائيون العرب والمصريون المسلمون منهم والمسيحيون قد نصبوا سرادقاتهم للعزاء شكلا والإثارة والتهييج مضمونا والمناسبة سقوط 7 أقباط وشرطي مسلم في أحداث الفتنة بنجع حمادي بصعيد مصر. ومن جهتها عمدت منى الشاذلي في العاشرة مساء على قناة دريم أن تبتعد قدر المستطاع عن الانحياز لجانب على حساب آخرمنتقية من الكلمات والتعبيرات ما يرضي ويستجيب لمشاعر الجانب الأكثر تضررا بالتأكيد.
استضافت المذيعة قسا وحقوقيا وسينارست سينمائيا وبدأت الحلقة دون أن يتوقف الحقوقي القبطي عن الغمز واللمز والتهييج والإثارة مستندا على روايات وإشاعات الانترنت, وكلما حاول القس تهدئته لاحقه مشوشرا بطريقة مستفزة.
بين الحين والآخر يتدخل السيناريست موحيا بالاتفاق مع ما يردده الحقوقي الثائر لكن الأخير لا يعطي نفسه فرصة للفهم.. وبدأت المداخلات.
قس مصري لم يعينه اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية ليكون (أنبا), ولم يكلفه اللواء المحجوب وزير الحكم المحلي ليكون (أسقفا)..يتحدث الرجل فتخرس أصوات الفتنة وتتوارى ماكينات الإشاعات, فالموت علينا حق ولن تتوقف الحياة ولن تندلع المذابح والتحقيق سيأخذ مجراه والجناة سيتلقون عقابهم.
تسأله المذيعة عن التهديدات التي تلقاها فيقسم إن أحدا لم يهدده لا بالبريد ولا بالجوال ويمضي في حديثه دون توقف.. النائب العام بنفسه جاء على الفور والجناة تم القبض عليهم والمحلات بدأت تستقبل زبائنها والأمور تمضي في الطريق الصحيح. يزمجر الحقوقي المسيحي من حديث الأسقف النزيه والوطني الشريف, دون أن يتوقف الأسقف..الغضب في غير محله غير مقبول ولا أجد الآن سببا للخوف وتهييج الناس وما ذكروه عن اعتكاف البابا شنودة كذب فقد التقيته أمس ورويت له ما حدث وأوصاني بالتعاون مع الجهات المسؤولة.. يستشيط الحقوقي غضبا ولا يأبه به الأسقف مواصلا حديثه: علاقتنا بالمسلمين جيدة وشريكي في مزارعي هو الشيخ حسين مدرس المعهد الأزهري, وشريكي في الأرض الحاج محمود (عايزين أكتر من كده إيه). مرة ثالثة وفي محاولة يائسة يتدخل الحقوقي الثائر سائلا الأسقف: حضرتك لو دخلت ع النت.. فيقاطعه الأسقف النزيه: أدخل ليه؟ دول ناس فاضية للإشاعات والكلام الفاضي.. توقف الحقوقي عن الكلام وحملقت المذيعة في وجه السينارست..أي روعة تلك التي شاهدناها؟ إنها روح مصر.
كادت الحلقة تنتهي عندما غير المشاهدون القناة وانتقلوا للفضائية المصرية حيث الفيلم الجريء والمثير (عايز حقي) للفنان الرائع هاني رمزي.. إنه مسيحي وطني آخر من أبناء الكنانة .. وتلك حكاية أخرى.