برامجنا لهذا اليوم تبدأ كالمعتاد بما تيسر من آيات الذكر الحكيم "عظيم" يلي ذلك مباشرة برنامج من فقه السيرة النبوية "رائع" بعدها يحين موعد أطفالنا الحلوين مع البرنامج الفلاني "ممتاز" بعدها يختلط الحابل بالنابل... فاصل من الأغاني الخفيفة أو الثقيلة وآخر من الرقص الشرقي أو الغربي قبل أن يحين موعد أذان الظهر ويرفعه الشيخ فلان الفلاني. هذا هو واقع الحال المؤسف لمعظم برامج شهر رمضان على غالبية الشاشات العربية الفضائية وغير الفضائية. فبعيد دعاء أذان الظهر يحين موعدكم مع الفيلم الساخن أو البارد ثم لقاء مع الفنانة فلانة التي تتحدث عادة عن كلبها أو قطتها وكيفية قضائها لشهر الصيام. بعدها يحين موعدكم مع الدكتور فلان ليشرح لكم مبطلات الصوم. مع اقتراب موعد أذان المغرب تكتسي القنوات بقليل من الوقار حتى يفرغ المؤذن من رفع الأذان... وبعدها لا تسل... رقصات من كل شكل ولون وفوازير من كل صنف ومسلسلات من كل صوب والقاسم المشترك في معظمها السطحية والفجاجة. وحتى موعد الانتقال لأذان الفجر يتصاعد دخان الشيشة من أفواه المطربات والراقصات والممثلات بل والمذيعات وعلى الهواء مباشرة فالهدف المعلن هو الترفيه عن الصائمين. ويا أيتها القنوات الفضائية رفهوا عنا وعن جموع الصائمين بالتوقف التام عن الاستفزاز احتراما لمشاعرهم وللشهر الكريم.