test  ~ شريف قنديل ~ فثسف  ~ شريف قنديل ~ 110  ~ شريف قنديل ~ ((المسلمون)) تحاكم الشباب الجزائرى  ~ شريف قنديل ~ تطور جديد .. الجزائر دخلت مرحلة الشك !  ~ شريف قنديل ~ هموم الحضارمة   ~ شريف قنديل ~ فضيحة المسلمين على شاطى الجحيم فى عدن  ~ شريف قنديل ~ شريف قنديل يكتب من كابل  ~ شريف قنديل ~ • قنابل فى القرن الأفريقى   ~ شريف قنديل ~ عندما يكون "الاندماج" جريمة  ~ شريف قنديل ~ المصـارحـة والمصالحـة المعقـدة والبكاء على الصناديق المجهضة  ~ شريف قنديل ~ الصومال الجريح   ~ شريف قنديل ~ شاهد على العصر "الشيخ محفوظ النحناح "  ~ شريف قنديل ~ • حوار مع الرئيس الأثيوبى منجستو   ~ شريف قنديل ~ •قطار الموت فى جيبوتى "جسر برى لإغراق العاصمة بالمخدرات والخمور والدعارة"  ~ شريف قنديل ~
الأحد, 22/ديسمبر/2024
 
الصحفي الحزين :: تصويت

 لا يوجد استفتاء في الوقت الحالي.

 » الغناء بالعبري على قناة النيل.. بلا نيلة!
 » جزيرة الرقيق
 » رجال الأنابيب
 » مقتل 200 ألف مسلم فى 20 يوماً
 » جيبوتى تغلق علب الليل
 » •قطار الموت فى جيبوتى "جسر برى لإغراق العاصمة بالمخدرات والخمور والدعارة"
 » لعبة العسكر
 » مزارع ومصـــــانـــــــع الـحـشـــــــــيـش
 » هي لا تفعل شيئا في الخفاء.. إنما على الهواء
 » ثرى عربى يشترى أربــــــع فتيـــات بيهاريات
 » ذئاب فى فنادق نيجيريا
 » الرســـول الالكترونى !
 » خجولة ويتيمة وشقيقها مشلول
 » قصة اختفاء مليون مسلم
 » عقد الماس
 » هل هيبة الوزراء؟
 » هموم الحضارمة
 » يا أهلاً بالهزايم
 » ربطونى فى واشنطن
 » • حوار مع الرئيس الأثيوبى منجستو
 
  الانقاذ و انقاذ ما يمكن انقاذه
 
 
بتاريخ 22 يناير 2010
**    كان كُحْلُ الجهاد ما زال مشعاً فى عيون الجزائر ، وكانت بقايا الحلم المجهض فى عيون الشباب ، وكنت قد زرتها وأنا محمل بالنصائح والتحذيرات ، وكانت صور الدبابات وحكايات الدررك ، القاتل والمقتول، تؤكد لى اننى سأشاهد فور خروجى من المطار احدى العواصم المجنزرة .
**    بلا مقدمات خرجت من مطار الجزائر دون أن أشعر بأدنى مراقبة أمنية ، وتجولت فى شوارعها دون أن أرى دبابة واحدة ، وصليت فى مساجدها دون ان استمع الى كلمة تجريح فى "الانقاذ" أو فى غيرها ، وحين ذهبت الى "باب الوداد" كان الدمع محتبساً وكان الانين مكتوماً وكانت الحسرة طاغية على الفرصة التى ضاعت ، والامل الذى أجهض ، والفرح الضى اغتيل ، والنصر الذى سُرق ، والمجاهدين الذين ماتوا !
**    من الذى ضيع الفرصة واجهض الامل واغتال الفرح وسرق النصر ودفع المجاهدين للانتحار؟ لنؤجل الاجابة عن هذه الاسئلو واسئلة أخرى مهمة لحلقة قادمة .
 
**    أعود الى الطائرة التى أقلتنى الى الجزائر والتى قدمت لى أجابة سريعة وواضحة على كل شىء قبل أن نصل !
**    كان ركاب الطائرة من الشباب ملتحين ويمسك معظمهم اما بنسخة من القرآن واما بكتاب ، وكانت النسوة يرتدين الحجاب ، وكانت مجموعة من الشباب قد اصطفت او تحلقت خلف احدهم لآداء صلاة الفجرقبل بزوغ الشمس ، وكانت بعض العجائز قد استقررن فى مقاعدهن وهن يحركن رؤوسهن وأيديهن فى صلاة خاشعة!
**    الطائرة تقترب من الجزائر ومحاولات طاقمها فى اقناع الركاب بالبقاء فى مقاعدهم لحين توقف محركات الطائرة تماماً باءت بالفشل ! ربما كان مبعث العجلة ذلك القلق المختمر فى النفوس ، وتلك الدعاية الضخمة التى تصور الجزائر وكأنها ثكنة عسكرية كبيرة .
**    كان الركاب متعجلين مثلما تعجل اخوانهم فى قطف الثمرة ، وكانت احداهن ممسكة بآلة تصوير الفيديو لتصور المشهد وكانت تعبيرات الرفض فى منتهى الحدة !
**    هذه الأرض المسلمة معجونة بدماء الشهداء فلماذا وصلت الى ما وصلت اليه ؟ وهؤلاء أحفاد المجاهدين وأبناؤهم فلماذا اختلفوا وتباعدوا فكرياً وتاريخياً وجغرافياً .. المجاهدون الأوائل أولئك الذين سطروا بدمائهم ملحمة من ملاحم الجهاد التى ضاع الحديث عنها او استبدلت "بمقاومة الاستعمار" ! والمجاهدون الجدد أولئك الذين تعجلوا أو أخطأ الآخرون فى حقهم .. فك الله أسرهم وأعادهم الى ذويهم .. هؤلاء وأولئك هم الجزائر بحكامها ومحكوميها بسلطتها ومعارضتها .. مجاهدون أولاد مجاهدين ، وأحرار أولاد شهداء ، فمن الذى أوصلهم وأوصلها الى هذه الحال ؟ ومن المستفيد من غربتها الحالية ؟ ومنالمستفيد من قلقها وتوترها وإشاعة العنف فيها ؟
 
الشامتون والمبتهجون
 
**    لا أحد فى الجزائر يرضى بما حدث ويحدث الآن .. يستوى فى ذلك وزير الدفاع "الجيش" ووزير الداخلية "الامن" وأولئك المعتقلون وهؤلاء المعتدلون ، لا أحد يشمت فى الجزائر سوى الرافضين لهويتها العربية والاسلامية ، لا أحد يبتهج لنزول الجيش وتحويل الخصم واصطناع عدو داخلى بدلاً من العدو الحقيقى سوى الساعين والحريصين على استعجال الزمن الصهيونى ! لا أحد يبتهج لاعتقال عشرات من الشباب واغتيال عشرات من "الدرك" سوى اولئك الذين يريدونها ظلاماً فى ظلام .. يستوى فى ذلك أعلى سلطة فى الدولة وأعلى سلطة فى الانقاذ .. لكن المشكلة – كما علمت – ان الامر قد انفلت من "الدولة" ومن "الانقاذ" معاً ، فمن الذى أوصلنا الى هذه الحال؟
**    هذا ما حرصت على توجيهه لأول مسؤول حكومى التقى به ، كان هذا المسؤول هو أحمد المرانى مستشار رئيس الحكومة والذى يقول : المشكلة تشعبت كثيراً . لقد انفلتت الامور من ايدى الدولة ، ومن أيدى الجبهة الاسلامية وانفلتت من كل الايادى .. لماذا ؟ لان كل الجماعات المسلحة التى تسلك مسلك العنف لا تنتمى الى تنظيم واحد وانما هى مجموعات .. وكل مجموعة مستقلة عن الاخرى .. فإذا وجد من يقنع شبوطى – أحد قادة التنظيمات المسلحة – فإنه لن يتمكن من اقناع جماعات وتنظيمات أخرى ، بل انه حتى إذا أطلق سراح القادة الموجودين فى السجن وذهبوا لاقناع التنظيمات المسلحة بالكف عن العنف فسوف يتهمون بالخيانة وبالتخاذل بفعل اطلاق سراحهم من السجن .
**    قلت لمستشار رئيس الحكومة : هذا عن انفلات الأمور من الاسلاميين ، فكيف انفلتت الامور من الدولة ؟
**    قال : لقد انفلتت الأمور من الكل ، ذلك انه ليس هناك جهة فى الدولة تستطيع ان تقول لجهة من الجهات كفوا عن العنف فتستجيب .. والحل ؟
        ويقول مستشار رئيس الحكومة : ينبغى على الدولة أن تبرهن ليس بالخطاب الديماجوجى أو بالكلام الفارغ انها تريد خدمة الاسلام ، واعتقد انه بعد إثبات ذلك عملياً فإنها يمكن أن تفوت الفرصة على الآخرين !
**    قلت له : وهل يعنى ذلك النجاح فى القضاء على ظاهرة العنف ؟
**    قال : لا .. لن يكفى ذلك للقضاء على العنف خاصة وان الجماعات ستبقى مع خيار العنف .. قلت له مرة أخرى . والحل ؟ قال : الحل هو الانفتاح السياسى والاصرار على الحوار .
 
القسوة ضد من ؟
 
**    سألته : وماذا عن "فرق الموت" تلك التى يعلن أصحابها من خلال بياناتهم انهم سيقومون باغتيالات مماثلة رداً على الاغتيالات المنسوبة للجماعات الاسلامية ؟
**    قال : حتى الآن وبعد خسائر كثيرة فإن الدولة ما زالت متمسكة بأعصابها ولم تتصرف بالعنف نفسه والقسوة نفسها ..
**    قلت له : تتصرف بقسوة ضد من ؟
**    قال : عندما ذكرت ان الأمور قد انفلتت فلم أقصد انه لا يوجد خصم فى المقابل وأخشى ان نتصرف معه بقسوة مثلما حدث فى محنة الاخوان المسلمين فى الستينيات .. أما بالنسبة لفرق الموت فلم تنكشف حقيقتها بعد ، ولا أدرى إذا كانوا قد دخلوا الميدان أم لا ؟ لكن الثابت ان اعمال العنف التى ترتكبها بعض الجماعات يمكن ان تقابلها ردود فعل على المستوى نفسه من جهات تتضرر من المنحنى الفكرى للجهات الاولى ، وبعبارة أوضح من الجهات التى ترى ان الاسلام والدعوة الاسلامية هى السبب فىكل ما يحدث .. وأخشى أن يأتى يوم نسمع فيه عن قنابل داخل المساجد وعن اغتيال شخصيات اسلامية . لقد ظهرت بيانات فرق الموت فى يناير الماضى وظهرت قبلها عام 1991م .
 
أربعة وخمسون شيوعياً !
 
**    قلت له : هل أنتم من وجهة النظر القائلة بوجود أصابع خبيثة تسعى لاستمرار الوضع على ما هو عليه فى الجزائر وتسعى الى احداث مزيد من الفتن بين الحكومة والجبهة من جهة والحكومة من جهة ثانية والجبهة والجبهة من جهة ثالثة ؟
**    قال : منذ أن كانت فكرة الاضراب السياسى مطروحة أيام كنا فى شورى الانقاذ قلت للأخوة ان مؤتمراً عقد فى اسبانيا بين 54 حزباً شيوعياً متطرفاً من بينها الحزب الصهيونى والحزب الجزائرى ، يستهدف مراقبة الحالة الاسلامية فى الجزائر وفور انتهاء المؤتمر عاد مؤول الحزب الشيوعى الجزائرى ليهدد باعلان الاضراب السياسى . فعل ذلك فى فبراير 1991م وقبل حدوث الاضراب بأربعة أشهر وهو يعلم انه لا يملك أية قاعدة أساسية أو شعبية تسمح له باعلان الاضراب . لقد كان هذا المسؤول الشيوعى الجزائرى يهدف الى ان تلتقط فكرته باعلان الاضراب أحزاب أخرى وبالفعل التقطتها "7 أحزاب +1 " وأوصلوا الفكرة الى الشيخ عباسى مدنى وأقنعوه بأنها الحل الوحيد للأزمة السياسية الموجودة ولقانون الانتخابات ، وبالمقابل قلت للشيخ مدنى ان الاضراب السياسى هو وسيلة لاشعال الشارع ومن ثم تفلت الامور من ايدينا ، ويسود جو من التوترات ومن ثم تسهل مهمة كل من يسعى للتخريب والانحراف بالجزائر .
**    وفى قضية قوانين الانتخابات قلت بالحرف الواحد للشيخ مدنى : اننا نضمن لك بهذه القوانين أكثر من 50 % على الاقل لان جبهة التحرير الوطنى كانت قد انتهت بالنسبة للشعب الجزائرى وليس هناك بدائل أخرى سوى الجبهة الاسلامية للانقاذ . والمهم انه ألح ودخل وعندما دخلت البلاد فى الاضراب السياسى وحدثت الاضطرابات فلتت الأمور من الكل .. والآن أقول بمنتهى الصراحة ان العناصر الظاهرة فى أحداث العنف هى هذا الشباب المسلم والثائر ولكن العناصر الحقيقية التى تحرك العنف ما زالت خافية فهناك أطراف داخلية ذات مصالح اذا استقرت الامور فانها ستحاسب وستضار ، وهناك كذلك أيد خارجية من بينها ايران التى ما زالت تطمح للامبراطورية الفارسية ، وهناك الكيان الصهيونى الذى لا ينسى انه فى الجزائر أعلنت دولة فلسطين وهناك كذلك عدونا الدائم فرنسا التى لا تريد ان تستقر الجزائر حتى تستطيع استغلالها كما تريد .هذه الأطراف هى التى يهمها استمرار الوضع المتوتر فى الجزائر .
**    قلت له : وبماذا تفسر وجود عدد كبير من القادة الاسلاميين والوطنيين الجزائريين فى فرنسا ؟ وهل فرنسا الدولة تختلف عن فرنسا الفكر والاستعمار ؟
**    قال : فى فرنساتيارات كثيرة ومتعددة ..هناك اليسار وهناك اليمين بل انه داخل الادارة الفرنسية هناك تيارات متعددة ، وهكذا فإن القوانين الفرنسية تسمح بوجود هؤلاء . لكن السؤال : هل فرنسا تحتضن هؤلاء ؟ والاجابة لا ، والحقيقة انها تخشى من الجماعات الاسلامية اكثرمن اى بلد آخر وهى فى كل الاحوال لن تنسى تجربتها مع ايران ، وفى القنصليات الفرنسية فى الجزائر فإن مجرد وجود لحية فى وجه شاب جزائرى يعد مبرراً كافياً لرفض منحه التأشيرة .
 
الشبوطي ومخلوفي
 
**    قلت له : فلنعد للعنف ونسأل عن "الشبوطي" وغيره ومن أين يستمدون الأوامر ؟
**    قال : كل له سبب فى الاختفاء وطريقته فى الحصول على السلاح والدخول فى مسلسل العنف سعيد مخلوفى مثلاً كان مطلوبا بسبب كتابه عن "العصيان المدنى" ومن ثم هرب واختار العمل فى السر ، أما "شبوطى" فعندما اعتقل الشيخان عباسى وبلحاج خشى على نفسه ان يلقى عليه القبض فاختفى كذلك ووصل الى ما وصل اليه الآن ، أما الجماعاتالاخرى فقد اعتقدت انه طالما دخلت الجبهة الاسلامية للانقاذ فى صدام فإنه من واجبها ان تساهم فى احداث جو من التوتر ، لكن هؤلاء جميعاً لم يتلقوا أوامر من شخص معين ؟
**    قلت له : هل لدى الحكومة اى تصور لموقف الشيخ عباسى مدنى من احاث العنف ؟
**    قال : حتى تعرف الحكومة ذلك لابد ان تتحاور معه وهذا لم يحدث ومن ثم فلا أعتقد ذلك .
**    قلت له: هذا ينقلنا مباشرة لمسألة الحوار الحالى فى ظل غياب الطرف الأساسى وهو الجبهة الوطنية للانقاذ ؟
**    قال : ما أعرفه ان أصحاب القرار فى الدولة الجزائرية لم يريدوا تهميش الجبهة الاسلامية للانقاذ بل العكس هو الصحيح فقد كامن مؤولو الجبهة ينحون الى حوار الطرشان القائم على فرض ما يفكرون فيه وحدهم . كان هذا قبل دخول الشيخ عباس مدنى الىالسجن . أما بعد دخوله فقد كان المسؤولون فى الجبهة لا يرددون سوى عبارة واحدة وهى اطلاق سراح القيادة قبل التفكير فى اى شىء آخر ، ومن ثم فلا حوار ولا كلام ولا تحقيق قبل اطلاق سراحهم وظلوا فى هذا حتى وصلوا الى طريق مسدود ووصلنا جميعاً الى ما وصلنا اليه ، فألقى القبض على بقية القيادات وحلت الجبهة . وعندما حلت الجبهة لم يصدر أى قرار يمنع عناصر الجبهة الاسلامية للانقاذ الذين لم يتورطوا فى العنف من تشكيل حزب آخر أو تنظيم أنفسهم للبدء فى حوار مع المسؤولين .
**    قلت له: ومن الذى يضمن انه فى حالة تكوين أو تنظيم هؤلاء لأنفسهم انه لن يقبض عليها؟
**    قال : لا أعتقد ان ذلك سيحدث واذا كان الانسان سيخشى من انه اذا أعاد تنظيم نفسه فسيدخل السجن فإنه سيخشى بالتالى ألا يخرج من بيته حتى لا يموت ! وغذغ كانت هناك قوانين تمنع الارهاب وما الى ذلك فانه لا توجد قوانين تمنع تكوين جمعيات سياسية .
**    قلت له : كيف يعيد تكوين نفسه مرة أخرى وقد صدر قرار بحله ؟
**    قال : الاشخاص الذين لم يتورطوا فى العنف يستطيعون اعادة تنظيم أنفسهم . لكن المأزق يكمن فىان قادة الجبهة وشبابها من الذين لم يتورطوا فى العنف يجلسون الآن فى بيوتهم ويخسون من الانضمام الى حزب آخر ويخشون كذلك من اعادة تنظيم انفسهم او الدخول فى الحوار حتى لا يتهمون بالخيانة .
نداء ومناشدة
 
**    قلت له : هل يمكن من خلال جريدة "المسلمون" ان نناشد هؤلاء الجالسين فى بيوتهم من أعضاء وقادة جبهة الانقاذ الذين يرفضون خط العنف بالعودة الى الساحة السياسية ؟
**    قال : هذا شىء مفيد جداً خاصة اذا وجدوا قوة ايمانية وطاقة وطنية تدفعهم للمشاركة فة محاولة انقاذ ما يمكن انقاذه . ان هؤلاء جميعاً مطالبون بتحمل مسؤوليتهم التاريخية .
**    قلت له : معظم قادة الجبهة أما فى المعتقل وإما فى الخارج فمن هؤلاء الذين نناشدهم ؟
**    قال : فى الشرق وبالتحديد فى قسنطينة هناك أربعة : مختار ابراهيمي ، وعبد الله حمود ، وحسن راوى ، وبو خضرة وقد غادر سعيد جشى ، وفى العاصمة "الجزائر" نورالدين ، وهاشمى سحنونى ، وزبدة ، ومحمد بن عرين ، وفى الغرب كرار وعبد الحق ديب ، وبوقلينحا ، وهؤلاء اذن مدعوون لانقاذ ما يمكن انقاذه .
**    قلت لمستشار الحكومة الجزائرية فى نهاية حوارى معه : هل انت مع الرأى القائل بقرب انحسار موجة العنف أو الرأى الآخر القائل بالخوف من بدء جولة أخرى من جولات العنف ؟
**    فبالرغم التوتر الحادث فإن معالجة هذه الأوضاع ممكنة بشرط تنفيذ عدة شروط : الشرط الأول : انه ينبغى على النظام الحالى سواء كان المجلس الأعلى للدولة أو الحكومة ان يبرهن على حسن النية بأنها ما جاءت الا لتحاول تهدئة الأوضاع وتنظيم انتخابات نزيهة لتداول السلطة . هذا الامر ينبغى ان يكون واضحاً تماماً خاصة وان هناك محاولات تبذل لجعل الجو الذى تعيشه الجزائر ينطق بتجاهل الاسلام والتيار الاسلامى وتهميشه تماماً فى الساحة السياسية ، ولا شك ان الحملة الاخيرة من طرف الصحف الناطقة بالفرنسية ومن طرف الاحزاب العلمانية على الدولة تستهدف إلصاف تهمة ما حدث بالاسلام . وبعبارة أخرى ينبغى ان تثبت الدولة عملياً انها لا تحمل أية عداوة للاسلام . ثم محاولة العمل لتعيين مسؤولين على مستوى المسؤولية للتأليف بين القولب الجزائرية وذلك عن طريق الانفتاح السياسى الواضح .
 
شهادات لابد منها
 
**    لم أتعرض طوال اقامتى فى الجزائر لادنى مراقبة او مضايقة امنية وتجولت فى شوارعها بمنتهى الحرية .
**    قلت لمسؤول جزائرى : لم آت الى هنا لاصطياد خبر أو الفوز بحوار مع شخصية حكومية واخرى معارضة ولكننى اتيت لفهم الواقع ومعرفة ابعاد الفتنة وقال لى : افعل ما شئت فكلنا فى الهم شرق.
**    تناولت خطبة الجمعة فى المسجد الكبير بالعاصمة خطورة الاستجابة للاصوات العلمانية وخطورة تنحية الاسلام واللغة العربية .
**    وزير الثقافة الجزائرى – أصغر الوزراء سناً – لا يكف عن مهاجمة اولئك الذين يظنون ان الجزائر قد عقمت عن ولادة مجاهدين وتقديم مفكرين فى حجم ابن باديس .
**    الصراع بين الطابع الفرنسى والاصالة الاسلامية والعربية لا يقتصر على الصحف وأجهزة الاعلام وملابس الفتيات وانما يشمل الفنادق الكبرى أيضاً .
**    إذا اردت ان تدرك أهمية وقيمة تليفزيون الشرق الاوسط "MBC" فاذهب الى الجزائر وحبذا لو تحرينا الدقة فى اختيار البرامج والمسلسلات والمذيعات . تحية لكل جهد يبذل للتعريف بالعربية وحمايتها من الاندثار .
**    تفتحت عيون الجيل الحالى من الشباب على الجهاد الافغانى ونسينا ان فى الجزائر مجاهدين رفعوا راية الاسلام فانتصروا على قوى الكفر . صحيح ان بعضهم قد ضل الطريق لكن وزارة المجاهدين فى الجزائر تبقى شاهدة على عصر فرضوا التعتيم الاعلامى عليه !
شاهد على العص
شاهد على العصر
 
تغذينا فى الجزائر على مجموعة من الاحباطات !
 
غرور "الانقاذ" قادها إلى معركة لم يحن موعدها بعد
 
**    كيف ولماذا وصلت الجزائر الى ما وصلت اليه . وما هى النهاية المتوقعة للمسلسل الحالى ؟ وجهت اسئلتى الى محمد عباس أحد الاصوات الوطنية المعروفة وجاءت اجاباته كشهادة على العصر .
**    بعد انتصار الثورة وحصول الجزائر على استقلالها سارت البلاد فى اطار نظام قائم على ثلاث مؤسسات مؤسسة سياسية هى جبهة التحرير الوطنى ، ومؤسسة عسكرية معروفة هى الجيش ، ومؤسسة ادارية هى الجهاز الادارى ، وفى كل الاوقات سواء فى عهد بن بيلا أو فى عهد بومدين كان هناك اجماع وطنى على ان تستعيد الجزائر هويتها العربية والاسلامية تدريجياً بعد مرحلة استعمارية استمرت 130 عاماً . على  صعيد آخر كان البرنامج الذ يطبق ينص أو يحرص على مسألة العدالة الاجتماعية . غير ان هذه الصورة بدأت تنكسر منذ أواخر عهد بومدين ومن بداية عام 1976م طرح بومدين مشروع ميثاق وطنيا لكن هذا المشروع حمل استفزازا مباشراً للشعب من حيث تغليبه المنحى الاشتراكى واشيع وقتها ان بومدين يسعى للافتراب من الماركسية اللينينية ، ومن ثم بدأت الجزائر تدخل فى مرحلة من ردود الفعل . وفى مطلع الثمانينيات شعر عامة الشعب بأن اتجاه الرئيس الشاذلى يميل للطبقات النخبوية ويتخلى عن الطبقات المحرومة ومن ثم تعمقت القطيعة مع السلطة . أضف الى ذلك انكسار الاجماع الوطنى ووضح حرص الاقلية المؤولة على الاستبداد بالوضع والحفاظ على مكاسبها والتخلى عن عامة الشعب من الناحية الاقتصادية والاجتمعية والثقافية ايضاً . بل انها استطابت العيش فى ظل اللغة والثقافة الفرنسية المسيطرة على الجهاز الادارى . لقد ظن هؤلاء ان الفرنسية بامتدادتها الايديولوجية قدر ، وان هيمنة التيارات العلمانية هى الامر الثابت.
 
مصطفى بويعلى
 
**    وفى عام 1983م برزت ظاهرة مصطفى بو يعلى وهى بداية العمل الاسلامى المسلح وتعمقت هذه الظاهرة بفضل اصرار الجهاز السياسى فى ظل الحزب الواحد على التحكم فى السلطة . لقد احتكر هذا الجهاز العمل السياسى لنفسه وظن انه لا داعى لمشاركة الآخرين له . ومن ثم انتقلت الممارسة السياسية الحقيقية الى المساجد تدريجياً . وكثر الدعاة وانتشروا ونجحوا فى استغلال هذا الفراغ السياسى الواضح . وتمكنوا من جذب الشباب المتعطش ، ثم حدث أن تضخمت الأمور وبرزت الظاهرة الاسلامية أو الفطرة الاسلامية فى احداث اكتوبر بشكل واضح . ولما وقع الانفتاح السياسى كانت الحركة الاسلامية تحتل مكانتها فى المقدمة ، وكانت أكثر من غيرها فى عملية التعبئة ، الامر الذى ادى بها الى نوع من الغرور .
**    كيف ؟
**    لقد دفعها هذا الغرور الذى يختلف عن الكبرياء لأن تنصب من نفسها سلطة بديلة وذلك انطلاقاً من المساجد والشوارع ، ثم بدأت فى ممارسة نوع من العصيان المدنى الخفى . لكن هذا العصيان بلغ ذروته عقب الانتصار الكبير الذى حققته الحركة الاسلامية فى الانتخابات المحلية عام 1990 م .
 
الخطوط الحمراء
 
**    قلت له : وما تبريرك لحالة الاحباط التى تعترى الجميع الآن ؟
**    قال : هذا شىء طبيعى جداً ، لان الوضع الجزائرى بجملته تغذى بمجموعة من الاحباطات .. احباطات اقتصادية واجتماعية بحكم انه وعد الناس بفتح ابواب الامل التى اقفلت فى وجوههم فى مطلع الثمانينيات ، واحباطات سياسية بفتح ابوب العمل السياسى ومن ثم دخول جبهة الانقاذ ثم اغلاقها فى وجه الجميع .
**    وهكذا فإننا نعيش الآن ثمرة مجموعة من الاحباطات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .
**    قلت له : إذا كانت جبهة التحرير قد أخطأت واذا كان النظام والوضع الجزائرى قد غذى الشعب بمجموعة من الاحباطات فما ذنب جبهة الانقاذ التى نشطت ونجحت وهل يجوز ان نلومها ؟
**    قال : اللوم ليس فى ممارسة الجبهة الاسلامية وفى نشاطها ولكن فى طريقة وصولها الى السلطة بمعنى ان الاسلاميين اختاروا طريقاً ثورياً ادى فى النهاية الى خلط جيمع الاوراق ، وانما اللوم ينحصر فى انهم كانوا فى غنى عن هذا الطريق الثورى الذى اثار عليهم مؤسسة كالجيش مثلا إضافة الى قطاعات كبيرة فى الجهاز الادارى ، بل فى الشارع نفسه . ليس من السليم اذن لوم الجبهة على العمل والتعبئة والنجاح فلا يمكن ان يلوم المرء انسانا كسب بالعرق والجد ولكن اللوم الذى يوجه للاسلاميين هو انهم ظنوا ان لا خطوط حمراء ومن ثم تجاوزوا هذه الخطوط واعتقد ان من الحمق ان تخسر كل شىء جملة واحدة وانت تعرف ظروفك وظروف الآخرين من حولك . لقد كان بامكانهم ان يكملوا وان يصلوا الى النهاية بطريقة غير تلك الطريقة الثورية ، وفى اعتقادى ان الشيخ على بلحاج كان أكثر حكمةمن الشيخ عباسى لان رأيه كان هو المشاركة فى الانتخابات النيابية ولا بأس من القناعة فى الجولةالاولى بأية حصة على ان يعدوا انفسهم للجولة الاخرى بعد خمس سنوات إعداداً قيادياً وفكرياً وسياسياً ، لكن الشيخ مدنى كان متعجلاً ومن ثم سهل مهمة خصومه ف استدراجه الى معارك قبل الوقت والى ميدان غير ميدانه ومن ثم كانت فرص وصوله ضئيلة .
**    قلت له : كشاهد على العصر .. هل تعتقد ان الحوار الدائر الآن يكفى للوصول الى الاستقرار فى ظل غياب طرف مهم كجبهة الانقاذ ؟
**    قال : الحوار الآن يضم قوى وطنية واسلامية مهمة ، لكن هذا يبقى غير كاف وعموماً فإن هناك اتجاهاً قوياً داخل النظام وداخل الرأى العام يؤيد ضرورة محاورة الاسلاميين الذين ينبذون العنف بما فى ذلك بعض قادة الجبهة الاسلامية للانقاذ . ززلا تنس ان التيارات التى تستخدم العنف داخل الجبهة الاسلامية للانقاذ قليلة .. لقد كان باب الحوار بعد اغتيال بوضياف مغلقاً لكننى أراه يفتح الآن وينبغى ان نذكر فى هذا الصدد ان الشيخ رابح كبير احد كبار قادة الانقاذ قد اعلن عقب هروبه من الجزائر عن استعداد الاسلاميين للحوار ، بل انهم رشحوا وسيطاً هو الشيخ عبد القادر صحراوى لكن العملية توقفت عند هذا الحد وأصبح صوت العنف هو السائد وأتمنى أن يتغلب صوت الحوار قريباً .
 
 عدد القراء : 1933

اطبع هذه الصفحة نسخة للطباعة

عودة لأعلى