test  ~ شريف قنديل ~ فثسف  ~ شريف قنديل ~ 110  ~ شريف قنديل ~ ((المسلمون)) تحاكم الشباب الجزائرى  ~ شريف قنديل ~ تطور جديد .. الجزائر دخلت مرحلة الشك !  ~ شريف قنديل ~ هموم الحضارمة   ~ شريف قنديل ~ فضيحة المسلمين على شاطى الجحيم فى عدن  ~ شريف قنديل ~ شريف قنديل يكتب من كابل  ~ شريف قنديل ~ • قنابل فى القرن الأفريقى   ~ شريف قنديل ~ عندما يكون "الاندماج" جريمة  ~ شريف قنديل ~ المصـارحـة والمصالحـة المعقـدة والبكاء على الصناديق المجهضة  ~ شريف قنديل ~ الصومال الجريح   ~ شريف قنديل ~ شاهد على العصر "الشيخ محفوظ النحناح "  ~ شريف قنديل ~ • حوار مع الرئيس الأثيوبى منجستو   ~ شريف قنديل ~ •قطار الموت فى جيبوتى "جسر برى لإغراق العاصمة بالمخدرات والخمور والدعارة"  ~ شريف قنديل ~
الأحد, 22/ديسمبر/2024
 
الصحفي الحزين :: تصويت

 لا يوجد استفتاء في الوقت الحالي.

 » الغناء بالعبري على قناة النيل.. بلا نيلة!
 » جزيرة الرقيق
 » رجال الأنابيب
 » مقتل 200 ألف مسلم فى 20 يوماً
 » جيبوتى تغلق علب الليل
 » •قطار الموت فى جيبوتى "جسر برى لإغراق العاصمة بالمخدرات والخمور والدعارة"
 » لعبة العسكر
 » مزارع ومصـــــانـــــــع الـحـشـــــــــيـش
 » هي لا تفعل شيئا في الخفاء.. إنما على الهواء
 » ثرى عربى يشترى أربــــــع فتيـــات بيهاريات
 » ذئاب فى فنادق نيجيريا
 » الرســـول الالكترونى !
 » خجولة ويتيمة وشقيقها مشلول
 » قصة اختفاء مليون مسلم
 » عقد الماس
 » هل هيبة الوزراء؟
 » هموم الحضارمة
 » يا أهلاً بالهزايم
 » ربطونى فى واشنطن
 » • حوار مع الرئيس الأثيوبى منجستو
 
  سر الترحيب المريب - جنوب السودان
 
 
بتاريخ 17 ديسمبر 2007
سـر الترحيب المريب بـ "التدخل الدولى" فى جنوب السودان
 
ماذا يعنى تعيين "كازبر" مقرراً دائماً و"كراستدر" منسقاً عاماً
 
**     برغم انه جنوب السودان وليس جنوب المملكة المتحدة ، فإن رئيسة ايرلندا "مارى روبنسون" لم تتوان فى المطالبة بمعالجة الأوضاع !
**     وبرغم انه جنوب السودان وليس جنوب اوروبا ، فإن قادة دول السوق الأوروبية المشتركة فى قمة القلق !
**     وبرغم انه جنوب السودان وليس جنوب أى قطر أووربى آخر ، فإنه حديث "اللوردات" وهمس "البطاركة" الذى لم يعد همساً !
**     وبرغم انه جنوب السودان وهو جزء من جسده المثخن بالجراح ، فإن بعض السكاكين المستخدمة فى الطعن سودانية الصنع ، وبعض المطالبين بالأطباء الأجانب سودانيون أولاد سودانيين وهنا عمق المأساة !
**     ربما كانت مساحة الدهشة من الاهتمام الاوروبى أو "الدولى" بجنوب السودان ومن الأصوات المطالبة بالتدخل "لحسم لاقضية" أقل كثيراً من مساحتها ونحن نطالع يومياً مظاهرات من الفرح والغبطة يقيمها سودانيون احتفالاً بقرب هذا التدخل ! ورما كان مبعث الفرح الكيد السياسى أو الخلافات الحزبية أو النظرات المستقبلية الضيقة ، أو الاعتقاد الذى يقترب من الجزم بأنه مع التدخل الأجنبى ستجد الحكومة الحالية نفسها فى مواجهة مع من لا يرحم !
**     المهتمون بالسودان بشماله وجنوبه يرفعون شعارات "الإنسانية" يستوى فى ذلك الحكوماتالمطالبة بالحسم، والبرلمانات المنادية بالتحرك ، والمعارضة السودانية التى تنادى بالحل .. "حل الحكومة الحالية ومن ثم حل مشكلة الجنوب" .
**     لقد أصبح هاجس التدخل الأجنبى أملاً لبعض الناس وهما لبعضهم الآخر ، وعندما انتهت مفاوضات "ابوجا" الأخيرة دون اصدار بيان يعكس ما تم التوصل إليه ، هلل بعضهم لاستمرار الخلاف وخاف بعضهم الآخر من إقتراب "التدخل الأجنبى" .
**     فما موقف السودانيين من هذا التدخل وما دوافعه ومبرراته ؟
**     للإجابة عن هذا السؤال وأسئلة أخرى لا تقل خطورة وأهمية تحدثنا مع ممثلين عن الأطراف الرئيسية : الحكومة وحركة "قرنق" من جهة باعتبارهما الطرفين المتواجين أو المتفاوضين ، والمعارضة والجنوبيين بصفة عامة من جهة أخرى .
 
 
مبارك المهدى نيابة عن المعارضة :
 
 
نحــن ضــد أى إتـفـــاق ينهــى
الصراع بين الحكومة و"قرنق" !
 
**     لا يهدى مبارك المهدى مسؤول حزب الأمة المعارض رضاه التام بما وصلت إليه مباحثات ابوجا .لقد وصلت إلى الانهيار والفشل التام وهذا ما كنا نتوقعه .. لماذا ؟ سألته فأجاب : لأن اطار المباحثات انحصر فى قوتينسياسيتين فقط هما حزب الجبهة الإسلامية الحاكم والحركة الشعبية بقيادة "جون قرنق" وبينما تعترف الحركة بأن هنالك مشكلة حكم فى السودان إلى جانب مشكلة الحرب فإن الطرف الحكومى لا يعترف بذلك ويعرض على الطرف الآخر اتفاقاً على المال المسروق !!
**     كيف ؟
**     حكومةالجبهة تعرض هذه التسوية على اساس تقديم النظام السياسى الشمولى الذى يقوم على ديمقراطية صورية ، ومع وضع الجنوب تحت ظل الفيدرالية وهو مسمى غير حقيقى وتحت المسمى تعرض استثناء الجنوب من القوانين الاسلامية .
**     ان الجبهة الاسلامية كفصيل شمالى أبعد الأطراف بالنسبة للجنوب بحكم هويتها . انهم ينظرون اليها على انها تريد أن تعرض عليهم وبالقوة ديناً غير دينهم بدلاً من ان يكون الحل شاملاً لكافة قضايا السودان ومن بينها مشكلة الجنوب ، ولقد عرضت الحكومة الاندماج فى حزب واحد بعد حل المشكلة مع الجنوبيين وكان رد الجنوبيين : أنتم مسلمون ونحن غير مسملين فكيف يمكن أن نلتقى فى تنظيم حزبى واحد !
 
فرح بالادانات
 
**     قلت له : ألا ترى أن المطالبة بتدخل دولى لا تستقيم ولا تنسجم مع آمال المسلمين فى ظل ماحدث ويحدث فى مناطق كثيرة من بلدانهم ؟
**     قال : الظروف الآن تغيرت .. وبعد الحرب الباردة أصبحت قضية حقوق الانسان والديمقراطية ومقاييس أخرى يعتد بها دولياً باعتبارها مصدراً أساسياً للتعاون الدولى ! لقد أصبحت الحروب الأهلية وما تسببه م نكوارث ومجاعات أمراً غير مقبول . وهناك عامل آخر وهو طبيعة النظام الموجود وما يمثله من "تطرف" و "ارهاب" كل هذه العوامب أدت إلى العديد من التدخلات الدولية فى العام الأخير فحدث إدانات من البرلمان الاوروبى ومن اليابان ومن مجلس اللوردات البريطانى والمنظمة الدلوية لحقوق الانسان ، كما تم تعيين منسق لأمور السودان وآخر للاغاثة بواسطة الأمم المتحدة بناء على طلب الدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن ومن المنتظر أن يقدم هذا المنسق تصوراً لما يجرى هناك .
**     إذا نظرنا إلى ما حدث فى العام الماضى سنجد أن التدخل الدولى ظل مطروحاً إلى ما بعد مباحثات ابوجا .
**     قلت : وما الذى تتوقعونه فى هذا الصدد ؟
**     قال : نتوقع مع فشل مباحثات ابوجا ومع عدم الاتفاق على انهاء الحرب وحل مشكلة الحكم وإصرار الحكومة على اتباع سياستها الحالية ان تتنامى هذه التدخلات فى السودان ونتوقع ان تصل الى قرار من مجلس الأمن حول انهاء الحرب واقامة مؤتمر وطنى دستورى لحل المشكلة لاسياسية ، وفى حالة عدم استجابة الحكومة ستوقع علهيا عقوبات كما حدث للعراق وليبيا !
**     ان مسلسل التدخل الأجنبى بدأ سياسياً واخذ يتنامى بشكل واضح ، لكننى استبعد الحل العسكرى المباشر إلا إذا اعترضت الحكومة على تسمية المناطق الآمنة . وإذا حدث فسيكون تدخلاً فى مناطق معينة . أما التدخل السياسى فقد بدأ بالفعل وآخر خطواته تعيين المستر "كازبر بيرو" كمقرر دائم والذى سبق ان وضع تقريرا لانتهاكات حقوق الانسان فى السودان ، كما عين "كراستدر" منسقاً عاماً للاغاثة فى السودان .
**     هذه الخطوات ستتنامى أكثر حتى يصدر قرار من مجلس الأمن خاصة إذا أخذنا فى الاعتبار التحرك الامريكى والاوروبى ، بل والعربى . وفى 25 الجارى سيعقد مؤتمر فى بروكسل وسيحضره وزراء التنمية فى الدول الأوروبية الشمتركة وسيناقش الوضع فى السودان والاتفاق عل موقف اوروبى .
 
نحن ضد الاتفاق
 
**     قلت له : أنتم اذن تنتظرون حدوث هذا التدخل أملاً فى حدوث التغيير ؟
**     قال خطوات الحل السودانى لم تتوقف والمقاومة لم تتوقف وإلا ما حدثت ادانات منظمات حقوق الانسان لما تمارسه الحكومة تجاه المعارضة فى الداخل . وفى تقديرنا أن قيام الانتفاضة الشعبية أمر متوقع مع تنامى الضغط اشعبى والانهيار الاقتصادى فىالداخل ، ولذلك فنحن لا نعول كثيراً على التدخل الأجنبى .
**     قلت : وبالتالى فأنتم لا ترحبون بأى إتفاق سواء كان فى ابوجا أو فى غيرها لحسم المشكلة؟
**     قال : نعم نحن ضد تسوية فى الجنوب على شكل ثنائى بمعنى اقتسام المال المسروق حتى ولو رضى الطرفان به وذلك لان هذا لن يدوم . وقد حدث عام 1982 م اتفاق بين نميرى و"جوزيف لاجو" "اتانيا" وبعد عشر سنوات عادت الحرب مرة أخرى وحتى الآن والسبب فى ذلك ان الاتفاق تم فى ظل غياب أهل السودان وهكذا ، فما قدمه الحكم فى ذلك الوقت باليد اليمنى أخذه باليد اليسرى وهكذا فنحن نرفض الاتفاق التنائى لانه لن يحل المشكلة جذرياً . اننا ندعو غلى حل متكامل .
**     قلت له : بماذا تفسرون هذا الحرص الأجنبى على الاهتمام بجنوب السودان ، والا تعتقد انه من الخطأ ان نسلم أمورنا كلها للآخرين ؟
**     قال : لا أعتقد أن هناك فى العالم قوى دولية لها مصلحة فى تفرقة أبناء السودان ، ولكن قد يكون هناك قوى اقليمية تريد استغلال السودان بحثاً عن منفذ لها فى افريقيا عبر البحر الأحمـر ، واستطيع ان احصر هذه القوى الاخيرة فى ايران والعراق وليبيا ، اما دولياً فلا يوجد مثل هذه القوى !!
 
دور الكنيسة
 
**     وماذا عن دور الكنائس العالمية ؟
**     انه التنافس التنصيرى فىالمنطقة ، ولا شك انه قد يكون هناك صراع خفى فى الجنوب بين الاسلمة والتنصير خاصة ان الجنوب فاصل بين افريقيا والعالم العربى وهو حزام اما ان يكون واصلاً وإما أن يكون فاصلاً بين العرب وافريقيا ..كل ذلك وارد وقد يكون هناك توجه فى الماضى نحو انفصال جنوب السودان، ولكن اعتقد ان الغرب الآن والكنيسة أيضاً ترى أن الجنوب يحمل تناقضات قبلية يصعب معها اياد كيان مستقل ومتناسق وغير متنافر ، ولذلك يرون خطراً فى قيام صراع داخلى فى الجنوب فى حالة انهاء الخلاف الحالى مع الشمال .
 للأهمية
 
·   قد يظن بعض الناس أمام هذا الاهتمام "الدولى" بالجنوب أن نسبة النصارى فيه تفوق نسبة المسلمين ، وهذا غير صحيح حسب كل الدراسات والاحصاءات التى أجريت هناك . والحقائق تقول التالى :
·        نسبة الوثنيين فى الجنوب 67%
·        نسبة المسلمين 17%
·        نسبة النصارى 16%
 
 
 
 
ممثل حركة "قرنق" :
لم نفشل ولم ننادِ بالتدخل الأجنبى !
**     سألت "ماج مايكا" ضابط التنسيق بحركة "قرنق" : هل فشلت مباحثات ابوجا تماما وفشلت معها محاولات التوصل إلى انفاق سلام واتفاق على صيغة للحكم وأخرى للوحدة ؟
**     قال : لا نسمى ما حدث فى ابوجا فشلاً . لقد اتفق الجانبان على نقاط أكثر من تلك التى اختلفوا عليها . انه من الخطأ أن يتصور البعض انه بعد هذه السنوات الطويلة من الحرب يمكن أن نتتهى المشكلة فى جولة واحدة او اثنتين . وعموماً فنحن نتوقع أن يكون جو المباحثات القادمة فى 19 يونيو القادم أكثر إيجابية .
**     قلت له : ما الذى اتفقتم عليه وما الذى اختلفتم حوله ؟
**     قال إتفقنا علىأن السودان دولة متعددة الاديان والثقافات وهذه نقطة جوهرية ومهمة . واتفقنا على ان ثمة خطأ قد حدث وان التقسيم لم يكن عادلاً وكذلك استغلال الثروة . واتفقنا على وقف اطلاق النار وما يلحق بذلك من ضمانات .
**     أما أبرز نقاط الاختلاف فقد انحصرت فيما يلى :
-   الترتيبات الادارية الأمنية بالنسبة للمناطق المتضررة ، فنحن نرى أن الحركة تكون مسؤولة عن الأمن فى مناطق الحرب "جبال النوبة / جبال السودان" والحكومة لها رأى مختلف .
-   اما النقطة الخاصة بالشريعة الاسلامية فقد قلنا انه اذا كنتم متمسكين بحكم الشريعة فلتطبقوها فى الشمال دون الجنوب ، لكننا فىالوقت نفسه نرفض أن يكون الشمال والحكومة المركزية واحدا . فالقوانين التى ستطبق فى العاصمة المركزية ينبغى ألا تكون مطابقة للشريعة الإسلامية ! "عرضت الحكومة نقل العاصمة من الخرطوم بحيث تبقى الخرطوم مسلمة!".
-   وكذلك لم نتفق على تعريف ما هوالجنوب ؟ وما هو الشمال ؟ ونحن نرى أن خارطة الجنوب تضم جبال النوبة والفونج وجنوب السودان وقد قدمنا خارطة أعددناها لهذا الغرض غير أن الحكومة ترى أن الجنوب هو ثلاث مديريات فقط هى : بحر الغزال والاستوائية واعالى الفيل . وبالنسبة للشمال فنحن بالتالى نرى ان المناطق الاخرى فيما غير المناطق التى حددتها الخارطة هى الشمال !
**     قلت : وماذا عن اتهامكم بالسعى نحو ايجاد حل عن طريق التدخل الأجنبى ؟
**     قال : لم نناد بالتدخل الأجنبى ولا يوجد سودانى عاقل مع التدخل الأجنبى . نحن قلنا فقط انه إذا فشل طريق السلام فلتكن هناك مناطق آمنة بالنسبة للمدنيين وليس بالنسبة للعسكريين ، ونحن نرى اننا لم نصل الى هذه المرحلة بعد . مرحلة المناداة بتدخل أجنبى .
**     قلت له : يرى مبارك المهدى مسؤول حزب الامة ان المعارضة ستقف ضدكم فى حالة توصلكم الى اتفاق مع الحكومة لانكما فى الحقيقة – وكما يرى – تتفقان على اقتسام مال مسروق . فما تعليقكم ؟
**     هذا أمر عجيب . لقد اجتمعنا بهم قبل ابوجا ووافقوا على طلبنا بألا تطبق الشريعة الاسلامية على الجميع اننا نسمع ذلك لأول مرة . لقد كانوا معنا فى نيروبى ، بل ان مبارك المهدى نفسه وقع على ورقة عدم تطبيق الشريعة وأرى انه إذا حصل اتفاق بيننا وبين الحكومة فإنه لن يكون اتفاقاً بين "الحركة" وبين "الجبهة" ، وانما هو اتفاق بين السودانيين جميعاً . لقد قلنا للمعارضة وبصراحة نحن لا نضمن لكم المشاركة فى الحكم .
 
 
"بونا ملوال" وزير جنوبى سابق
 
من يرد تطبيق الشريعة فليغادر
الخرطوم لولايات أخرى تطبقها
**     يرفض "بونا ملوال" أحد الجنوبيين البارزين فى العمل السياسى منذ عام 1964م ووزير الاعلام الأسبق الذى اختلف مع الرئيس نميرى واعتقل لفترة قبل أن يقيم فى الخارج يرفض القول باتهام الاستعمار بتعميق جذور مشكلة الجنوب ويقول ان السياسيين فى الشمال فشلوا لمدة 40 عاماً هىعمر سودان ما بعد الاستقلال فى وضع سياسةتضمن الوحدة بين الشمال والجنوب .
**     وعن مسألة التدخل الأجنبى يقول : التدخل الأجنبى مرفوض من حيث المبدأ إذا كان من امريكا أو أوروبا، لكن التدخل إذا جاء من الأمم المتحدة ومن أطراف أخرى لديها الامكانات الكافية لوقف هذا العبث كما يسميه ، فلابد أن ينظر إليه على انه أمر مفورض على السودان .
**     لماذا ؟
**     لأن الناس فى بلادنا يموتون جوعاً ومرضاً وكان لابد أن تقوم الحكومة بالمبادرة وبتوجيه نداءات للدول العربية وغيرها لمساعدتها بدلاً من أن تضطر القوى الدولية للتدخل من أجل انقاذ السودان !
**     وعن رأيه فيما قدمته الحكومة من تنازلات قال "بونا ملوال" أعتقد أن هذه التنازلات غير منطقية فاستثناء الجنوب من تطبيق الشريعة الإسلامية معناه أن الجنوب شىء أو جزء لاحق بالسودان وليس منه .
**     وحول رؤيته لنقل العاصمة من الخرطوم يقول أرى أن من يريد تطبيق الشريعة فعليه مغادرة العاصمة إلى الولايات التى ستطبقها ! أما أن تظل الخرطوم مسلمة ومن ثم تنقل العاصمة إلى منطقة أخرى مستثناة من تطبيق الشريعة فهذا هراء ! وعموماً فأنا مع السودان الموحد الذى يكفل المساواة للجميع .
ممثل الحكومة وسفيرها فى لندن :
 
هؤلاء هم المنادون بالتدخل والمتضررون من انهاء المشكلة
 
**     سألت على محمد عثمان ياسين سفير السودان فى بريطانيا : بماذا تفسرون سعادة بعض السودانيين بالاخفاق فى أبوجا وسألته عن هوية الراغبين والمستفيدين من التدخل الأجنبى وسألته عن مبررات كل طرف على حدة من تلك الأطراف الدولية الساعية إلى التدخل . سألته كذلك عن التنازلات التى قدمتها الحكومة وهل هى تنازلات بالفعل وسألته عن السر فى اللجوء إلى الحل السياسى وتوقف النداءات الخاصة بالحل العسكرى وعن أشياء أخرى كثيرة.
**     قلت له : بداية ما الذى حدث فى "ابوجا" ؟
**     قال : لقد أيدت الحكومة مرونة لا شك فيها ولا ينكرها أى مراقب للمباحثات . ولقد تجاوب الأخوة الجنوبيين خاصة لجنةالكبار "ضم وفد فريق لجنتين الأولى لجنة الكبار والثانية لجنة المتخصصين" ولقد تحدثوا معنا بأسلوب هادىء وواقعى وحصروا كل نقاط الاختلاف التى لم يتفق عليها وكادوا يخرجوا معنا ببيان مشترك ، ولكن لا ندرى ماذا حدث ، فعندما زار قرنق ابوجا فى تلك الاثناء ذهب الجنوبيون وعادوا ببيان مخالف لروح الاجتماع التى ظلت سائدة حتى اللحظات الأخيرة الأمر الذى أدهش المتفاوضين من الجانبين مما دعا الى الانصراف دون إصدار ذلك البيان على أمل ان نلتقى فى 19 يونيو القادم بإذن الله .
**     قلت له : هل تعتقد أن ثمة مؤثرات خارجية حالت دون اصدار البيان ؟
**     قال : نعم من الواضح ذك فى ظل الحرص المعلن والمساعى الحميمة التى تبذل من أجل عدم الوصول إلى إتفاقية سلام !
**     قلت : ولماذا كل هذا الحرص ؟
**     قال : لأسباب عديدة ولكل أسبابه الخاصة ، فالمعارضة السودانية ترى ان الاتفاقية ستؤدى الى استقرار الحكومة ومضيها فى طيقها نحو التنمية .
**     أما الذين يعملون من وراء الواجهات السياسية ومن مضنهم الكنيسة وغيرها فيرون ان أى اتفاق يتم حول السودان مع حكومة السودان الحالية لا يدعم العمل الكنسى . انهم يرون ان الجنوب اقرب الى التوجه النصرانى من غيره وهو مواهمون فى ذلك لاناكثر من 60% من سكان الجنوب وثنيون . وهناك بعض المنظمات التطوعية التى تكسب عيشها من خلال العمل فى تلك المناطق ولا شك انها ستتأثر باحلال السلام فى الجنوب ، واذا لم يكن هناك اضطراب فى العالم فسيفقدون مبررات وجودهم .
**     أما بعض الطامعين والطموحين من ابناء الجنوب فربما حصلوا على بعض الوعود بأنهم سيتقلدون مناصب مهمة إذا ما سقطت الحكومةالحالية ، ولذلك فهم بدورهم يلوحون الينا بالتدخل الأجنبى الذى ربما يؤثر سلباً على الحكومة فينالون غايتهم .
**     قلت له : وما موقفكم من مبررات الأطراف المنادية بالتدخل الأجنبى وهل تتفاوت هذه المبررات ؟
**     قال: هذا التدخل فه دوافعه الخاصة عند كل طرف فكل له وجهة نظر مختلفة. امريكا مثلاً تنظر الى التدخل من الناحية الانسانية لانقاذ بعض أبناء الجنوب الذين يعيشون فى منطقة الحروب .
**     وهؤلاء الساسة الأمريكان تأكدوا من ان الحكومة فى السودان توافق على ارسال المعونات والاغاثات الى هؤلاء الناس وابرموا اتفاقاً فى هذا الشأن مع منظمات الاغاثة والامم المتحدة واقاموا أكثر من 40% ممراً آمناً للوصول إلى هذه المناطق . لقد تأكدوا من ان المشكلة ليست فى الجيش السودانى انما فى التدخل قد ينتهى من خلال تلك الحقائق ، غير ان بعض الساسة الامريكيين من الادارة الاسبقة أصروا على أن يقفوا ضد حكومة السودان لأسباب قد تكون سياسية وقد تكون عقائدية ومن بينهم "كوهين" . لقد ظل يسير فى هذا الخط بعض من ورثوا تلك السياسة ، لكن الكفة فى ادارة الرئيس كلينتون واعية فى مسألة التدخل .
**     وهناك حكومات أوروبية أخرى لها أغراض سياسية ولذلك فهى تمارس نوعاً من الضغط الشديد على الحكومة وتلوح بالتدخل حتى تنجح فى كسر عزيمة هذه الحكومة الماضية فى سياستها المعلنة ، وعندما رأت أن حكومةالسودان تسمح بالمقابلات والزيارات وفتحت أبواب السودان اعتقدوا ان ذلك لين أو ضعف أو خوف فتمادت فىتلويحاتها وتهديداتها .
**     قلت له : والمعارضة ؟
**     قال من وراء كل ذلك أناس متفرغون تماماً لتحريض الحكومات الأوروبية للغرض نفسه وعموماً فحكومة السودان لا تخشى من أى ضغط ولا تستجيب لأى ضغط ولن تستجيب ولن تقبل بأى تدخل أجنبى .
**     قلت : لكنكم فى وقت من الأوقات تحدثكم عن الحل العسكرى ؟!
**     قال : الحكومة عندما اختارت الحل العسكرى لم تكن ترغب فى ذلك ، وانما كان ذلك تمهيداً للسلام .
**     قلت : بمناسبة الازدهار هل صحيح ان الاخوة فى الشمال استنزفوا الجنوب طوال سنوات طويلة كما يردد البعض ؟
**     قال : لم نحصل على شىء من الجنوب ، بل نحن نصرف على الجنوب . الدواء من الشمال ، وكذلك الغذاء والمرتبات . كما ان الجنوب لم يساهم فى الدخل القومى على الاطلاق منذ سنة 1954م ، والصحيح هو ان الجنوب لم يستغل بعد وبالاحصاءات نحن نتحدث .. والاحصاءات تقول ان ابناء الشمال صرفوا كثيراً على الجنوب .
**     قلت : المشكلة اذن ليست وليدة ظلم ؟
**     قال : نعم ليست وليدة ظلم !
**     قلت : ربما كانت وليدة إهمال ؟
**     لا ، ولكن عدم طرح ما طرحته "الانقاذ" من فيدرالية ربما كان هو السبب !.
 
 
 
د. عبد الوهاب الأفندى:لا توجد هوية تفرض بقوة السلاح
 
**     قلت للدكتور عبد الوهاب الأفندى عضو الوفد الحكومى فى المفاوضات والمتحث الرسمى باسمها : يقال ان الشماليين يريدون فرض هويتهم بالقوة على الجنوبيين وان هذا هو جوهر الصراع ؟!
**     قال : هذا الكلام غير صحيح حيث لا توجد هوية تفرض بقوة سلاح ومن ثم فلا يمكن ان تفرض ثقافة بقوة اللاح . الثقافة العربية الاسلامية لها قوة دفع ذاتية تجذب اليها الناس سواء فى داخل السودان أو خارجه . وفى الوقت نفسه فإن الحكومة لا تمنع أحداً مناختيار التوجه الثقافى الذى يراه مناسباً . ولذك فغن غير المسملين من حقهم الاختيار ، فليس هناك أى توجه أو حتى امكانية لفرض أية هوية بالقوة .
**     قلت له : يقول بعض الجنوبيين فلتطبق الشريعة فى الشمال ولكن لا ينبغى ان يكون الشمال كله واحدا ، كما ان تطبيق الشريعة لا ينبغى ان يشمل العاصمة لانها للجميع وليست للشماليين وحدهم ؟
**     قال : كون الشمال يكون واحداً فهذا أمر متروك للشماليين وحدهم . وفيما يتعلق بتطبيق الشريعة عموماً فإن ما طرح هو ان الشريعة يمكن لاية ولاية ان تستثنى نفسها من التطبيق ، فإذا اختار غالبية سكان العاصمة الا تطبق الشريعة فهذا من شأنهم .
**     لكن المفروض ان الغالبية العظمى من أبناء العاصمة\ة من المسلمين وممن صوتوا فى الانتخابات الاخيرة مع التوجه الاسلامى . واذا كان بعض الناس من غير المسلمين ممن يشاركون فى السلطة الفيدرالية يريدون أن يقيموا فى عاصمة تحكمها القوانين الاسلامية فلا مانع عند الحكومة من أن تتم مناقشة تحويل العاصمة إلى مكان آخرفىالجنوب مثلاً يرون انه مناسب !
 
المنطق المقلوب
 
**     قلت له : يقولون ان استثناء الجنوب من تطبيق الشريعة يكرس كون الجنوب ليس جزءاً أصياً من السودان بل هو ملحق به ، والمطلوب تطبيق القوانين على الجميع وكفالة حرية الأديان لكل فرد ويمكن لكل ولاية أن تختار تطبيق الشريعة من عدمه ؟!
**     قال : هذا المنطق هو منطق مقلوب يريد أن يقول ان الاقلية لها الحق فى فرض ارادتها وان الاقلية هى التى يجب أن تطالب بالاستثناء ، ولكن حقيقة الأمر ان السودان شماله وجنوبه غالبيته من المسلمين وتوجهات أهله اسلامية . نعم هناك اقلية لأسباب تاريخية لا ترى رأى الغالبية فى موضوع الاسلام ونحن نعتقد ان الحل الذى طرحته الحكومة هو حل ديمقراطى يكفل التعددية وفى الوقت نفسه يكفل المرونة ، ففى ظل النظام الفيدرالى تكون البلاد تحت دستور واحد وحكومةواحدة ونظام سياسى واحد ونظام قضائى واحد وجيش واحد ونظام تعليمى متناسق وهكذا ، فإن الاستثناءات من قوانين الشريعة انما تطال قوانين العقوبات فقط لانه لا يوجد تعارض بين الشريعة وبين الاعراف السودانية الاخرى الا فى مجال العقوبات وبعض النواحى الثقافية التى تشير الى التنوع مثل قانون الاحوال الشخصية وعليه ينتفى القول ان استثناء الجنوب من بعضالقوانين انما هو تكريس للعزلة وان نفس الأشخاص الذين يقولون ذلك نجدهم فى مواقع أخرى يتحدثون عن التعددية والتباين الثقافى باعتباره وسيلة لاثراء الوحدة ، فكيف يصبح التعدد مرغوباً عندهم فى ناحية ويصبح انفصالاً وعزلة فى ناحية أخرى؟!
**     اننا لا نريد ان نفرض توجها ثقافياً أو دينياً على أى قطاع من السودانيين ، وانما نترك للثقافات السودانية المتنوعة أن تتنافس فيما بينها سلمياً لكسب الجماهير . هذا هو الاطار الذى طرحناه وهو الذىيسمح للمواطن السودانى ان يختار ما يريد مما هو مطروح أو معروض .
 
الحاج يتحدى "قرنق"
 
**     قلت له : يرى المعارضون من الشماليين والجنوبيين ان اقامة دولة علمانية والغاء تطبيق الشريعة هو الحل الامثل للسودانيين جميعاً فما تعليقكم ؟
**     قال : كما يعلم الجميع فإن الشريعة ظلت مطلباً للسودانيين جميعاً منذ الاستقلال . وقد كان أى مشروع دستورى أعد وقدم للجمعيات التشريعية منذ الاستقلال ينص على التوجه الاسلامى للبلد واعتماد الشريعة مصدراً أساسياً للتشريع ، وكما يعلم الجميع فمنذ اعلان القوانين الاسلامية فى 1983م وحتى الآن تعاقبت على البلاد 4 حكومات كانت تعبر بصورة أو بأخرى عن تطلعات شعب السوان بمختلف فئاته ، وقد عجزت كل هذه الحكومات عن الغاء القوانين الاسلامية والعودة الى العلمانية التى يريدها هؤلاء ، وذلك لادراك هذه الحكومات ان الغاء – الشريعة يمثل تحدياً للارادة الشعبية العارمة ويكون بمثابة انتحار سياسى لمن يحاوله ، وفى مفاوضات "عنتيبى" فى فبراير الماضى بين وفد الحكومة ووفد حركة التمرد واجه الدكتور على الحاج زعيم التمرد"جون قرنق" بالتحدى على انه حتى ولو حكم "جون قرنق" السودان شخصياً فلن يستطيع الغاء الشريعة لم يتمكن "قرنق" من الرد على ذك ، وعليه فإنه لا توجد قوة تستطيع الغاء الشريعة فى السودان لان هذا يعنى اعلان الحرب على الغالبية من الاقلية الرافضة للشريعة . ولابد اذن من البحث عن حل لقضية السودان فىاطار حق الغالبية بالوسائل الديمقراطية فى تحديد نظام الحكم فى البلاد .
 عدد القراء : 3037

اطبع هذه الصفحة نسخة للطباعة

عودة لأعلى