بتاريخ
17
ديسمبر 2007
** اخر أشكال الحرب المستمرة على الإسلام جاءت فى شكل أقراص وعمليات جراحية .
** أقراص وعمليات للتعقيم والإجهاض للتخدير والإدمان العالم يرانا قرصاً صغيراً فى عمية كبيرة اسمها التنصير !
** هذا التحقيق له شقان قد يبدو للوهلة الأولى انهما متباعدان .
** أحدهما عن العبث العلمى والآخر عن الزوجة الأجنبية .
** لا أدرى أيهما الأول وأيهما الثانى ، لكنهما معاً يكملان ويكتبان هذه القصة الحقيقية .
ربطونى فى واشنطن
عملية جراحية لتعقيم وتنصير شاب مسلم
قصة زغرودة فى غرفة العمليات بجدة
** محور التحقيق يدور حول قضية ربما تعد مستهلكة على الأقل "صحفياً" قصة زواج المسلم من أوروبية أو أمريكية غير مسلمة دون قواعدثابتة ونظرة إلى المستقبل القضية هذه المرة أخذت بعداً جديداً أخطر من تحذيرات علماء الاجتماع ونصائح علماء الدين وصرخات علماء الطفولة لقضية ليست هى القرآن السعيد والشهر السعيد والمولود السعيد وترانيم الكنيسة حيث لا إنجاب ولا أطفال قبل أن يذهب الزوج المسلم بنفسه أولاً إلى الكنيسة !
** كريس إسمها هو الأسم المختصر لكريستين التى إستقرت داخله كالسهم قال لها : أريد أن أتزوجك وقالت له : لست مسلمة مثلك ! وقال لها خطبة منبرية عن موقف الشرع الإسلامى من الزواج بكتابية قال لها وقالت له كلاماً معقولاً من وجهة نظره ، مجنوناً من وجهة نظر كل من استشارهم ، وكالعادة انتصرت وجهة نظرها ووافق على التنازلات التالية : تغيير اسمه تغيير محل إقامته الدائمة تغيير مظهره تغيير جوهره ! تغير كل ما يملكه إلى دولارات وسافرا إلى أمريكا .
الضحكة المسمومة
** فى الطائرة المتجهة إلى كاليفورنيا سألته "كريس" عن أجمل أمنية يريدها أن تتحقق بعد الزواج فأجاب على الفور :أريد أن يرزقنى الله طفلاً جميلاً أسميه بأسم جدى ! انفجرت ضاحكة بصوت مرتفع جعل ركاب الطائرة جميعاً ، بمن فيهم المضيفون والمضيفات ، يحولون أنظارهم تجاههما ولم يفهم سر الضحكةالمسمومة !!
** فى صباح اليوم المحدد فيه عقد القران اتصلت به لتخبره بضرورة تأجيل المسألة حتى نتفق ! على أى شئ آخر نتفق ؟ وقالها صارخاً ومضى يقول : الأسم ووافقتك على تغييره ، ومحل الاقامةغيرته بالفعل ومظهرى كما ترين ورقم حسابى الجديد بالدولار سلمته لك
** دقيقة واحدة مضت قبل أن ترد عليه بهدوء قاتل : كل هذا لا يهم ! لم يتمالك نفسه من الغضب انهار تماماً ألقى بسماعة الهاتف على الأرض تأكد أن حدرته مغلقة تماماً وراح فى نوم عميق !
** أثناء نومه وبرغم الكوابيس الواقعية التى يمر بها راح فى حلم جميل بدأ بصوت طفله الصغير يناديه طالباً منه السفر إلى حيث جده وجدته وأعمامه ، وقبل أن يجيبه كان صوت الطرق على باب غرفته قد أفاقه من نومه ومن حلمه الجميل لكنه استيقظ وهو فى حالة معنوية مرتفعة ها قد جاءت لتعتذر
** سألته : هل أنت ناقم علىّ ؟! أجابها مسرعا : كلا على الإطلاق كيف أنقم على من ضحيت من أجلها بكل شىء وتنازلت من أجلها عن كل شىء قالت : إذن فلنبدأ حياتنا الجديدة قال : فلنبدأ ولنذهب الآن لعقد القران فأنا مسلم أحاول أن أظل ملتزماً بتعاليم دينى وقيم أهلى ومجتمعى لن أمسك قبل أن أعقد عليك ردت قائلة : وأنا كذلك لن أمس جسدك قبل إجراء العملية ! أى عملية ؟!
** عملية سهلة للغاية ستجعلنا نقضى عمرنا كله فى سعادة ستجعلنى أقرب الناس إليك وتجعلك أقرب الناس إلىّ لن يفرق بيننا مخلوق قال لها : وهل فى ذلك شك المسألة لا تحتاج غلى عملية ولا إلى شروط وتعهدات ثم ما حكاية العملية التى تقصدينها ؟!
- عملية جراحية بسيطة !
- وما دخل العلاقات الزوجية والعواطف المتأججة بالعمليات الجراحية ؟!
- العلاقة واضحة تماماً .
- كيف ؟!
السعادة ..
عملية جراحية !
** فلنفترض أننا بعد تسعة أشهر أو أكثر قليلاً أصبح لنا طفل كما تتمنى ، ألن يحول هذا الطفل بيننا وبين التمتع الكامل بحياتنا الجديدة فى هذا المجتمع الجديد ؟
- على الإطلاق وإلا بماذا تفسرين وجود ملايين الأطفال مع ابائهم وأمهاتهم فى نفس الوقت اكتمال سعادتهم أليست هذه سنة الحياة ؟!
- سنة الحياة نعم .. لكننا نريد أن يكون لنا نظام خاص بنا ... نظام كله سعادة !
- إذا كانت السعادة هى الهدف فأنا موافق على كل ما تطلبينه !
- طلب واحد فقط هو العملية !
- أية عملية ؟
- عملية يمكن بواسطتها أن نضمن عدم الانجاب إلا فى الوقت الذى نريده .
- يمكننا أن نفعل ذلك دون اللجوء إلى عملية !
- كيف ؟!
- كثيرون يفعلون ذلك بوسائل العزل وتنظيم النسل .
- ولماذا نضطر لهذه الوسائل ونعيش فى قلق والحل فى أيدينا وهو حل سهل للغاية !
- وما الحل ؟
- أن تجرى العملية التى تتلخص فى قيام الجراحين بربط ما يسمى بالوعاء الناقل !
- هذه كارثة ! كيف أوافق على أن أعيش حياتى دون إنجاب .. هذه ليست تضحية .. انها إنتحار .. نعم .. أنت تطلبين منى أن أنتحر !
- أهدأ قليلاً لأشرح لك تفاصيل العملية ولأثبت لك أنها مسألة مؤقتة وموقوتة وأن باستطاعتك أن تعود للإنجاب فى الوقت الذى نتفق عليه معاً وعن طريق عملية أخرى أكثر سهولة !
- إنتهى النقاش .. الآن عرفت أنك امرأة أنانية لا تحبين سوى نفسك .. الآن أدركت اننى أخطأت عندما وافقتك على السفر معك .. فلتتركينى الآن وتمضى !
الجراح الصديق !
** جلس مع نفسه وأعاد شريط القصة العجيبة من البداية تذكر وجه والده وهو يتمم له بالدعاء والتوفيق فى بلاد الغربة ... قرر أن ينام قليلاً قبل أن ينهى الإجراءات الخاصة بالعودة ومرة أخرى يلح عليه الحلم الجميل بطفل أجمل ..
** يومان كاملان لم يبرح فيهما السرير .. أهو التأنى فى اتخاذ القرار أم هو الشيطان الذى يرين له الإستمرار فى اللعبة الخطرة .. إنه لا يدرى كل ما يدريه أو يتصور أنه يدركه أن هذه الفتاة الأمريكية تحبه ... وأنها فتاة تصلح لأن تكون زوجة وأن كل مشكلتها تتلخص فى مسألة العملية هذه .. مد يده إلى سماعة الهاتف وجاء صوتها قوياً واثقاً : كنت متأكدة من أنك سوف تتصل هذه المرة !
- ومن أين جاء هذا التأكد ؟!
- لأنك .. ولأننى .. ضحكت ولم تكمل وضحك من قلبه وذهب إليها ..
** كان حل المسكلة يكمن فىالذهاب إلى الجراح الذى سوف يجرى العملية ليسأله ويستفسر منه عن كل شىء .. وكانت هى قد اتصلت والتقت بالجراح مرات ومرات .. وعندما ذهبا عادا وهو أقل إنفعالاً وتوتراً برغم أنه سيدخل المستشفى صباح الغد !
** فى غرفة العمليات كان جسده ملعباً للجراحين ... كل له دور .. انه لا يدرى بما يحدث .. نقلوه إلى غرفته بالمستشفى امتلأت الغرفة بالورود وفى وسط كل باقة ورد صورة لم يفهم المقصود منها .. ترى من هؤلاء الذين أرسلوا كل هذه الباقات إنه لا يعرف سواها .. ويعرف كذلك انها تركت اسرتها منذ سنوات وتعيش بمفردها .. يا لهم من أناس طيبين .
** كان تأثير المخدر قد بدأ يتلاشى وكان الحلم الجميل قد اكتمل "فى الحلم" وكانت بجواره جالسة على كرسى ملاصق للسرير .
** فى اليوم المحدد لمغادرة المستشفى استيقظ مبكراً واستيقظت مبكرة وكان يوم "أحد" أجازة .. والتقيا فى المستشفى وغادراها إلى حيث عقد القران .. اشترى أشياء كثيرة واشترت له هدايا جميلة .. وفى المساء قالت له : نسينا أن نذهب لنشكر الرب !! قال ضاحكاً : فلنشكره الآن فالله ليس له مكان محدد دعينى أصل لله ركعتين للشكر .. تركته يصلى وهى على مضض .
من أجل الإنسانية
** فى صباح اليوم التالى مباشرة حدثته عن العمل الجديد الذى سيلتحق به .. انه عمل رائع أن تساعد فى علاج الأطفال الذين تعرضوا لنكبات الجفاف والفيضانات والتصحر فى مختلف بلاد العالم خاصة أفريقيا .. فرح كثيراً بعمله الجديد خاصة وقد إستقر فى منزل سغير لا يبعد كثيراً عن العمل وسألته عن رأيه فيما يجرى .. وقال لها : لا أردى كيف أشكرك لكننى سأحاول أن أجعل أيامك كلها سعادة .. قالت بهدوء : لى رغبة واحدة هل تلبيها لى الآن ؟ أجاب : بلا تردد !! قالت : فلتذهب معى الآن لنشكر الرب حتى يبارك لنا فىعملنا وفى منزلنا .. ومن جديد يضحك ويسأل : إذا كنا نريد أن نشكر الله فهل يتطلب ذلك أن نخرج أو نذهب .. لماذا لا نشكره هنا .. وهنا فاض بها الكيل .. أقول لك فلنذهب إلى الكنيسة لنشكر الرب !!
- كنيسة ؟ أنت تعلمين تماماً أننى مسلم .. ليس هذا فقط ... بل مسلم يحاول أن يكون ملتزماً وقد قلت لى يوماً إنك سعيدة بذلك وإن احترامى دينى شىء رائع .. هل نسيت ذلك ؟!
- لماذا تجعلها مشكلة فلتذهب معى مثلما يفعل كل الأزواج أم أنك تخجل منى ؟
- أنا لا أخجل منك وإنما أخجل من الذهاب إلىالكنيسة !
- وهل الكنيسة تدعو إلى الخجل ؟!
- كلا إنما ذهابى إليها هو ما يدعو ليس للخجل فقط وإنما للدهشة والعجب .. اذهبى وسوف أنتظرك هنا .
** خرجت ثائرة وألقت ببعض الكلمات حاول أن يوهم نفسه أن سر غضبها هو عدم الإئتناس به فى الطريق .. ليس إلا .. وانها متأكدة تماماً من تمسكه بدينه .. نجح فى إيهام نفسه بذلك .. أنتظر عودتها لكنها تأخرت .. عادت قرب منتصف الليل !
اعادة الزفاف !
** حكت له عما يجرى فىالكنيسة وقالت له إن نوعية عملك وطبيعتها فى مجالالخدمة الانسانية تتطلب منك أن تذهب إلى الكنيسة .. انهم أناس طيبون مثلك تماماً ... رجالاً ونساء وشبابا وفتيات وأطفالاً .. كلهم يحبون الخير للإنسانية !
** قال لها : يا لهم من طيبين بالفعل بلغيهم تقديرى وإعجابى بهم وبالعمل الانسانى الرائع الذى يقومون به ..
** قالت : ولمـاذا لا تأتى لتبلغهم بنفسك .. تعال ولا تصل معنا ولتكن زيارتك زيارة عمل لا أكثر !
** كان لابد أن يوافق وكانت التهانى والكلمات الرقيقة وقطع الحلوى وكان الاحتفال بوجوده مع زملائه وسط الكنيسة دافعاً لأن يقترحوا عليه أن يعيد الإحتفال بزفافه إلى عروسه مرة أخرىحتى يشعرا بالبهجة وسط أهلهم الجدد .. مسألة مجاملات ... أليس كذلك ؟!
** إرتدت فستان الزفاف مرة أخرى وارتدى بدلته البيضاء الأنيقة ، وخرجا يضحكان ويضحكان حتى وصلا إلى الكنيسة .. كانت ضحكتها منالقلب وكانت ضحكته هستيرية .. انه لا يدرىماذا يحدث !
** كان كل من فى الكنيسة فى قمة الكرم .. احتفال غير عادى تلاه احتفال آخر للعشاء وثالث للترفيه .. رقصوا جميعاً ولم يرقص .. استمعوا للغناء والموسيقى واستمع هو إلى أنين داخلى يتردد داخله ويسأل : ماذا يحدث .. ظل الأنين يتردد .. لم يذق طعماً للنوم وفى الصباح ألقت عليه بخبر جديد .. لقد تقرر نقل عملك إلى داخل الكنيسة !
** كان شيئاً ما يتحرك داخله ولم يستطع أن يمنع لسانه ولا يده من الحركة : ما الذى تريدونه منى ؟!
** جملة واحدة أطلقها دفعة واحدة ..وجاء الجواب سريعاً ومباغتاً : أريدك أن تكون معى وأن تفكر مثلى ... أريدك أن تكون نسخة منى .. الدين لا يمكن أن يفرقنا .. حاول أن تنسى وسوف أساعدك فى ذلك ولنصنع واقعاً جديداً !
- تريديدن منى أن أنسى دينى ؟!
- نعم ولم لا ... حتى تظل معى !
- لم يدر ما يفعله : يده ولسانه وقدمه يضرب بشدة .. انه لا يضربها هى إنه يضرب الأرض يضرب فى عرض الحائط وحين أفاق لم يجدها !
** بحث عنها وراح يسأل كل من يعرفها .. ذهب إلى الكنيسة عله يلقاها هناك .. ذهب إلى أسرتها فى ضاحية بعيدة .. كان لا يريدها بقدر ما يريد أن يسمع منها ما قالته ثانية .. إنه يشك ف أن يكون قد سمع هذا الكلام !
** إنه لا يريد أن يعاقبها بقدر ما يريد أن يعاقب نفسه ، لكنه يريد قبل ذلك أن يتأكد من كلماتها وهل كانت تعيها وتعنيها ..
** لم تاتأخر كثيراً أسابيع قليلة عادت بعدها فى منتصف الليل بصحبة شاب طويل القامة لعله سائق مهذب أراد أن يساعدها فى حمل حقيبتها .. انه يجلس وها هى تقدم له كوباً من الشاى.. سألتها : من هذا ؟ قالت تستطيع أن تسأله ! وقبـل أن يسـألـه كانت الاجابة الصاعقة : أنا صديقها القديم !
** لم تستغرق مفاوضات الطلاق زمناً طويلاً كانت واضحة فى شروطها وكان هو أكثر وضوحاً وكانت الخسارة خسارتين .. خسر نصف ما يمتلكه من أموال بحكم المحكمة وخسر شيئاً آخر كان يمكن أن يظل نادماً عليه طوال عمره ..
** فكر فى العودة لكن شبح العملية الجراحية كان يطارده .. ترى ما الذى يقوله لأهله ؟! ذهب إلى الجراح فى عيادته الخاصة وقص عليه ما حدث .. كانت المفاجأة أنه أكمل له القصة .. طلب منه أن يجرى الجزء الثانى من العملية حتى يعود كل شىء إلى طبيعته .. طمأنه الجراح وقال له : فلتمر علينا فى المستشفى بعد شهر لأنه من الخطورة بمكان أن تجرى لك عملية ثانية فى الموضع نفسه ولم يمر على العملة الأولى سوى أشهر !
** إلتقى بشاب مسلم تعرف عليه وفى أيام قليلة كان صديقاً حميماً له .. اعترف له بما حدث له.. نصحه الصديق الجديد بألا يستغرق فى الهم والتفكسر فى مسألة العملية وأن يشغل نفسه بشىء أهم ! وهل هناك أهم من ذلك ؟! دعك من هذا القلق ولتأت معى فى الصباح لتقديم اوراقك للالتحاق بأحد المعاهد لاكمال دراساتك العليا التى قلت لوالدك وأنت تودعه إنك ذاهب من أجلها .
** كانت الفكرة رائعة وأروع منها وفاء هذا الصديق الذى يخدم بلا مطلب ولا شروط .. ومضت الشهور والسنون وأنهى دراسته بنجاح وحان وقت الرحيل والعودة !
** ترى هل يعود ؟ ها هو شبح العملية يطارده .. ربما تنجح وربما تفشل .ز لقد تأخر فى إجرائها .. انها عملية بسيطة فى ظل الجراحات المهجرية المتطورة لكن مرور الوقت وطول المدة قد يحولان دون نجاحها .. هكذا أخبره جراح أمريكى .. طارده شبح آخر انه شبح الموت فى بلاد غيريبة .. فليعد إلى أهله وليكن ما يكون .. هذا هو قراره النهائى .. وعاد الغريب !
البكاء فرحاً وألماً
** فى المطار اصطف الأهل والأصدقاء للترحيب بالأبن والصديق المهذب .. كان يبكى .. تصوروا انه يبكى فرحاً بالعودة .. انه فرح بها بالفعل لكن للبكاء سر آخر يعرفه هو وحده .. اتخذ الأهل قرار تزويجه وهو لما يغادر أرض المطار بعد ! إننا سنزوجك .. دعك من حياة "العزوبية" لقد تأخر بك الوقت ... أنت على أبواب الأربعين ولا تنس أن عمك عنده العروس المناسبة خلقاً وثقافة ..
** منذ اليوم الأول لوصوله والحاح الأهل لا ينقطع .. فلنذهب إلى عمك لخطبة ابنته .. لن نؤجل القران والزفاف فلنجعل كل هذه الخطوات فى خطوة واحدة .. نريد أن نفرح بك .. إنه يريد أن يفرح معهم لكنه لا يستطيع لقد طارت منه طيور الفرح وعششت فى مكانها طيور الحزن .
** كل الحجج التى يمكن أن يسوقها لتأجيل الزواج غير مقبولة .. وحدث عمه وكان لابد من أن يبادر بطلب ابنته منه قبل أى حديث وحددوا موعداً لعقد القران والزفاف وفرح الأهل جميعاً ولم يفرح .. طلبوا أن يحقق رغبة الوالد فى أن يأتى بطفل يطلقون عليه اسم جده ولم يعدهم بذلك لأنه يعرف السر .. مضت اشهور الأولى من الزواج وأغلق العام الأول أبوابه وجاء الثانى والثالث وجاءت الأسئلة وبدأ الجميع فى طرح الحلول .. العلم لم يترك مشكلة صغيرة أو كبيرة إلا حلها . إذا كان العيب فى الزوجة فيمكن علاجها وإذا لم يكن فيمكنك الزواج بأخرى إن أردت .. إذا كان العيب عندك فلتذهب إلى أكبر طبيب .. هل سمعت عن الدكتور فلان استاذ العقم .. أسئلة كثيرة يعلم تماماً أنها تتردد فى ذهن كل الأهل .
** كان لابد من التظاهر بالتردد على كبار الأطباء وكانت الزوجة صابرة راضية إنها تعلم أن هناك سراً لكنها لا تدرك ما هو !
الذهاب إلى عرّاف
** خرج السذج والبسطاء بحل آخر يرونه أكثر واقعية .. لابد من أن يذهب إلى عراف أو ساحر ليفك له السحر إنه بالضرورة مسحور ولن يفك هذا السحر إلا ساحر ألحوا عليه جميعاً أن يذهب وأن يجرب .. ورفض وعاودوا الإلحاح واستمروا فيه .. إنه لا يريد أن يذهب لأنه وحده يدرك السر ويدرك المشكلة وحلها .. ومع ذلك ذهب معهم .. قال له العراف فلتأت بريش من أحد الديكة يعيش فى مصر ولتأت بشعرة من احدى الماعز التى تسوح فى الصحراء المغربية .. ولتأت بكذا وكذا .. الأهل يرجونه أن ينفذ كلام العراف وهو مصر على الرفض .. يبدو أنك سعيد بحالتك هذه يبدو .. انك لا تريد أن تعالج نفسك ؟ وما ذنب امرأتك المسكينة .. خذ بالأسباب يا أخى .. كثرت النصائح والطلبات والرج يعرف السر .. وسافر إلى مدينة جدة ليلتقى بالدكتور/ سليمان فقيه مدير المستشفى المسمى باسمه استمع له جيداً واستدعى مدير المستشفى يحيى ابراهيم والجراح الشاب صبحى هويدى .. شرحوا له امكانات نجاح العملية واحتمالات فشلها ووافق على كل الاقرارات اللازمة ..
** صعوبة العملية تكم فى سمك الوعاء الناقل .. لابد من فك العقدة التى ربطها الجراحون الأمريكيون حتى يقوم الوعاء الناقل بمهمته فى التقاء البويضة بالحيوان المنوى .. قطر هذا الوعاء – كما يقول الدكتور/ صبحى هويدى - 2 مليمتر تقريباً والصعوبة الوحيدة فى عملية الخياطة التى ستعقب فك العقدة .. كانت احتمالات النجاح واردة بشرط أن يثبت التحليل المبدئى توفر عدد معقول من الحيوانات وبدأ الرجل بستسلم للتحاليل والفحص وداخل غرفة العمليات ولد الأمل وسمعها برغم أن مفعول المخدر ما زال سارياً .. سمعها بوضوح تام .. "مبروك" .. أزيلت العقدة وأزيلت معها عقدة أخرى أكثر صعوبة عقدة الزوجة الأجنبية والشروط الجهنمية .. شهران فقط مضيا قبل أن يصحو من نومه على صوت زوجته تطلب منه أن يأخذها للاطمئنان على الحمل .
|