بتاريخ 17 ديسمبر 2007

رحلة الدمار فى "سرينجار" !

الأفعى الهندوسية تبث سمومها فى انحاء كشمير

**     العذاب يمشى فى شوارع سرينجار والقهر يدب بقدميه فى كل مكان . هل رأيتم امرأة "مقهورة" ذات يوم؟ آلاف من النسوة المقهورات ، وآلاف من الرجال المقهورين ، وآلاف من الفتيات والشباب . و "القهر" هناك أشكال وألوان ، لكنه "قهر" فى كل الأحوال ، ولأول مرة فى حياتى أرى "القهر" الحقيقى بالقرب من سرينجار ، "القهر" الحقيقى وليس ذلك الذى نسمعه عن امرأة تأخر زوجها عنها أو لم يشتر لها هدية فىمناسبة . عفواً لحديث "القهر" ولغة "القهر" التى فرضت نفسها على هذا التحقيق !

**     فعندما سمعنا قصة نذير احمد عضو "لكوفثوفنت" ذلك الرجل الذى اقتادوه الى المعتقل ومارسوا معه كافة ألوان التعذيب بدءاً من اطفاء السجائر فى بطنه وانتهاء بتسليط التيار الكهربائى ، كانت المفاجأة ان تهمة واحدة من التهم الموجهة اليه لم تثبت عليه ، ولما كان قتله سيسبب مشكلة كبيرة فى منطقته ، فقد اطلقوا سراحه . قلت علها فرصةان استمع منه بنفسى مزيداً من تفاصيل المحنة ، ذهبت اليه واذا بجثة رجل منتهى تماماً ، اللهم إلا من عينين واسعتين يشع منهما القهر !

 

شوارب الثعابين

 

**     الشلل فى معظم القرى ! ليس شللاً معنوياً فى المواصلات أو المحلات أو غيرها ، انه شلل مادى محسوس ، ففى سرنجار أكثر من تسعة آلاف مشلول ومشلولة بفعل التعذيب الذى يصل الى حد استئصال أجزاء من الجسم ! النسبة الكبرى من هؤلاء المشلولين من الشباب صغار السن . أولئك الذيى يخرجون يومياً بلافتات تحمل اسم "كشمير الحرة" فى تحد صريح لهؤلاء المدججين بالسلاح والشوارب التى تشبه الثعابين !

**     فى الطريق إلى قرية "جماهير الوادى" ترقد سيارة البوليس كالأفعى فإذا كانت نسبة النساء فى السيارة المارة أمامها عالية أنزلوا من بها وبدأت عمليات التفتيش "الحقيرة" – هذا هو الوصف الدقيق – فإذا ما اعترض رجل أو مجموعة من الرجال اشبعوهم ضرباً وركلاً ثم انتظروا دقائق معدودة ، فإذا ما استمر الاعتراض اقتادوا كل من اعترض الى السيارة التى ترقد على الطريق كالأفعى !

**     سالت مرافقى عن الأفعى فقال : كل الطرق مليئة بالأفاعى ، فهناك أفعى فى "ودأون" و "كاكابورا" و "سانجام" و "لاله هر" وغيرها .

**     فى هذه القرى عشرات ، بل مئات من أغرب حالات القهر فى العالم كله . لانسوة المسملات المرضعات منهن بصفة خاصة تم استئصال اثدائهن لا لاصابته بمرض خبيث ، وانما لمنعهن من نعمة "الرضاعة" وهناك فى تلك القرى لا تسألأ عن شىء اسمه "سيريلاك" فالسائد هناك هو "الهلاك" .

 

حريق فى جهلهم !

 

**     من أعجب المشاهد ما حدث فى قرية "بئر جهلهم" فقد تصاعدت ألسنة النيران من عشرة دكاكين متراصة يملكها كل من : غلام كشو "صيدلية" ، وكل ويد "ملابس" ، وعبد الرشيد لئو "ملابس" ، وغلام حسن واره "مطعم" ، وغلام رسول "لبان" ، وعبد العزيز محمد "مكتبة" ، وغلام قادر رزى "ملابس" ، وغلام مجيد شاه "فكهانى"، وعبد الغنى "مكتبة" . ومع تصاعد ألسنة النيران تصاعدت صيحات وصرخات أصحاب هذه المحال وجيرانهم وكانت المفاجأة ان جاءت احدى سيارات الاطفاء ونزل منها مجموعة من جنود الاطفاء وبدأوا بالفعل فى اخراج أنابيب المياه والاطفاء ، لكن الصدمة الكبرى كانت فى ظهور السيارة الأفعى واشارة سريعة من ثعبان فى شكل انسان امر بالتوقف واعادة الانابيب الى مكانها والانصراف فوراً !

**     كان الحريق متعمداً ، وكان الفاعل ليس مجهولاً ، وكان السبب ان اصحاب هذه المحلات يطالبون بالاستقلال والحرية !

 

البكاء فى كلية الهندسة

 

**     طلاب وطالبات كلية الهندسة فى سرينجار يبكون كلما مرت أمامهم "عزيزة" و "عزيزة" البالغة من العمر 21 ربيعاً كانت تأتى إلى كليتها قادمة من قريتها "باندى لورة" وذات يوم تعقبتها السيارة الأفعى حتى ادركت منزلها وعرفت من هم اهلها . كان الثعبان مصراً ، وكانت عزيزة فى أروع صور الطهر والعفاف . دخلوا منزلها ، اقتحموه ، قاومهم شقيقها وكانت الرصاصة القاتلة . خرجت "عزيزة" مهرولة تصرخ فى الحقول حتى خرج اليها الفلاحون فأخفوها فى احد بيوتهم والثعابين تبحث فى كل مكان دون جدوى بعد أسابيع عادت عزيزة المكلومة وعلى وجهها آثار الحزن على شقيقها والفزع على نفسها . كان وجهها شاحباً لدرجة انها عندما مرت أمام السيارة الأفعى لم ينتبه اليها الثعبان ، غير انه لم يعان كثيراً فى معرفة مصيرها بعد الحادث الأسود فأعد العدة لحادث أسود منه !

**     انتظرها على بوابة الجامعة وتتبعها على قدميه حتى استقلت السيارة المتجهة الى منازل الفلاحين ، عندها ظهرت السيارة الأفعى فجأة وانطلقت خلف السيارة التى تقلها "عزيزة" وفى منتصف الطريق اطلقت الافعى سمها ، وكان الامر بانزال "عزيزة" وكانت صرخاتها التى انخلعت لها قلوب الفلاحين واهتزت لها أشجار التفاح الكشميرى التى بكت من بشاعة ما حدث!

**     جنت عزيزة وذهب عقلها مثلما ذهب كل شىء واذا نجحت فىالذهاب الى سرنجار ودخلت كلية الهندسة ورأيت طلابها وطالباتها يبكون فانظر أمامك أو خلفك فربما كانت "عزيزة" المكلومة تثرثر بكلمات غير مفهومة عن مأساة كشمير !

**     كنت ومرافقى نختبىء ونظهر وكأننا نتلصص على أهل غير أهلنا المسلمين فى كشمير ، حين عدت الى "الفندق" سالما كدت أصاب بسكتة قلبية عندما دق جرس غرفتى ونهضت لأفتح الباب فإذا بأحد الهندوس واقفاً أمامى وممسكا بمجموعة من الأوراق بل مقتحما "الغرفة"، وقبل أن يجلس هو كان قد تأكد من اغلاقها بالمفتاح !

**     هذا الوجه رأيته من قبل ، لا ادرى اذا كان ذلك فى نيودلهى يوم ان التقيت برئيس الوزراء او فى مدينة غيرها .. وحتى لا يضيع وقتى – هكذا قال لى – سلمنى تقريراً أعده مع مجموعة من زملائه عن الوضع فى كشمير، وكانت المفاجأة ان ما جاء فى تقرير أو فى شهادة الهنود أبشع وأشد قتامة من ذلك الذى أعددته بنفسى عن الوضع هناك !

**     جاء فى التقرير الذى اعدته اللجنة الهندية المعنية بحقوق الانسان :

**     لقد زارت اللجنة منطقة كشمير واختارت اربع مناطق كنماذج لتصرفات الجيش وحصرت اللجنة الاحداث فى هذه المناطق الاربع واستنتجت ان الجيش يرتكب كل ما يمكن اعتباره قبيحا ووقحا ومحرما دوليا وشرعا ، فالعسكريون ينهبون الاموال ويهدمون البيوت بعد السلب والنهب ن ويهتكون اعراض المسلمات ، ويعذبون ذويهن بأشد العذاب ، ويجبرون المحارم على ارتكاب الفاحشة مع البنات والاخوات والامهات ، ثم لا ناصر لمظلوم ، والشكوى تذهب سدى لأن الحكومة تمنعمن اتهام الجيش ولا تستطيع جهة اخرى منع الجيش من ارتكاب اية جريمة باسم الانتقام وحصر الارهاب ، فكل كشميرة فى نظرهم ارهابى وخائن لبلاده وعميل لباكستان .

 

قرية بنز جام

محافظة بلوامه"

**     يسكن هذه القرية حوالى 5000 ، ولقد اشترى الجيش قبل 5 سنوات فى هذه القرية قطعة من الارض واستعملها لأغراض عسكرية ولم يحدث أى شىء يفسد الوضع الا حينما خرج بعض الشباب وكتبوا على الجدران حركة تحرير كشمير ، فانقلب الوضع وحاصر الجيش المنطقة واخرجوا سكانها من منازلهم ثم طالبوهم بالاعتراف وضربوهم وجرحوا عددا منهم ، ولقد شاهدنا اربعة منهم وهم على اسرة المستشفى فى 12 يونية 1990م .

**     وداهم الجيش عدة منازل وكسروا الابواب والشبابيك وافسدوا الطعام .

**     ثم حدثت حادثة أخرى فى 29 مايو 90 . فلقد خرج الفلاحون الى حقولهم ففوجئوا فى الطريق بوجود الجيش وقد ربطوهم بالأشجار وعلقوا البعض من أرجلهم وكذلك حادثة ثالثة فى 3 يونية حينما دخل 5 من الجنود منازل السكان وأمروا بالتواجد فى الساحة  فربطوا 55 منهم مع المواشى بالاشجار ثم فتشوا فى 26 منزلاً وهتكوةا أعراض النساء ومن أبت بمطالبهم شقوا جيوبها وحاولوا خلع ملابسها .

**     فازى أرملة عمرها 70 سنة تعيش مع زوجات أولادها كانوا فى الحقول فدخل الجنود فى منزلها وقالوا لاحدى الزوجات أن تدخل معهم فى احدى الغرف ، وحينما رفضت ذلك ضربوها وخرجوا حينما علت صرخات النسوة ولكنهم اتلفوا متاع البيت قبل الخروج .

**     ودخلوا منزل عبد الغنى دار ووجدوا زوجته فأجبروها على المشى معهم ، وحينما أبت ذلك خلعوا قميصها ووضعوا البندقية على ثدييها وهى حامل ثم رموامتاع البيت الى الخارج .

 

منطقة كبوارة

 

**     هذه آخر منطقة على حدود الهند وباكستان وتبعد كيلو مترا عن سرينجر . وهذه المنطقة تدخل فى حزام أمنى وتتواجد فيها 6 مراكز عسكرية دركمولا ، ترهجام ، جولى بل ، كينان ، كتالى وكبوارة . وسكان هذه المنطقة متعودون على وجود العسكريين منذ 1947 م.

**     وحينما وصلنا فى 11 يونية 90م الى المنطقة علمنا ان السكان اضربوا ضد مداهمة الجيش ومحاصرة بعض المناطق ثم التفتيش فى المنازل .

**     وسألنا سكان حارة فقالوا كان التليفزيون يقدم مباراة لكرة القدم وكان الشباب يشاهدونها فى منتصف الليل حينما سمعوا صوت القنبلة ثم الطلقات النارية لمدة 20 دقيقة ، ثم جاء الجيش وحاصر المنطقة وجمعوا 300 من سكان القرية وأوقفوهم فى ميدان ثم راحوا يفتشون المنازل وضربوا النسوة ليخبرنهم عن أسماء المناضلين ، ولقد ضربوا شريراً فى عينيه وقالوا هذا يخدعنا وهو بصير وهو عميل لباكستان ثم القوا متاع البيت .

**     السيدة رفيقة زوجة عبد الاحد ملك دخل عليها الجنود فى الواحدة والنصف ليلا واخرجوا الذكور من المنزل ثم اغلقوا الباب وبدأوا يضربون النساء ، وكانت هناك سيدة حامل (تسعة أشهر) فضربوها حتى اسودت بقع فى الجسم وأخذوا معهم 4 آلاف روبية أيضاً .

**     أيضاً خرجت نسرين مع الرجال فأمسك بها الجنود واجبروها على الاستلقاء على الفراش وهى ترفض ذلك فضربوها ، وحينما جاء زوجها ضربوه ضربا مبرحاً ورموه خارج المنزل .

**     وحينما ذهبنا الى قرية ترهجام اجتمع الناس حولنا وجلسنا فى فناء المسجد الذى يقع بجوار معبد هندوكى ويتواجد الجيش وراء هذا المعبد ويوجه أسلحته تجاه المسجد ، وقال لنا السيد عبد الرحمن ان الجيش متواجد هنا منذ 1952 م. وهنا ترسانة للأسلحة والذخيرة ، وحينما زاد عدد الجنود استولوا على مبنى المدرسة للبنات حتى نقلت المدرسة الى مسكن عائلى ، وسكان القرية معرضون لمظالم الجيش وأى شخص متهم بعمالته لباكستان والمناضلين ، وذكر الناس بالأخص هجمتين من الجيش مرة فى رمضان ومرة قبل وصولناالى المنطقة فى 9 يونية . وحينما دخلوا بيت عبد الرحمن قالوا انكم باكستانيون فقالت الزوجة لست باكستانية بل انا من منطقة هملايا فقالوا كله واحد وهل انتم الا مسملون . ثم قالوا لقد استولينا على بنجلاديش فى ساعتين ونصف ولكن هذه المرة سنستولى على باكستان فى ساعة فقط . وبعد ذلك هجموا علىالنسوة كلهن ثم امروا شابا بخلع ملابسه وحينما غضت النسوة النظر اجبوا الشاب أن يمر امام النساء ويطلب منهمن النظر الى عورته ثم ذهبوا ومعهم 29 شخصاً ولم يعد منهم الا خمسة .

**     والطريف ان ضابطا عسكريا وهو من السيخ تاسف على ذلك واعتذر بقوله نحن مضطرون لذلك لان هذه اوامر علينا .

**     وقال حبيب اللـه ملك انه يعيش مع اسرة كبيرة وقال ان الجنود دخلوا واخرجزوا الرجال ثم ربطوا الرباط على اعينهم وربطوا ايديهم خلف ظهورهم ثم سألوا عن الارهابيين ومسوا التيار الكهربائى حتى فقد بعض منهم ذاكرتهم وقد مروا بالتيار الكهربائى على اعضاء التناسل ايضاً. وحينما سألنا عن امرأتين من هذه الاسرة ماذا حدث بهما بكتا ولم تنطقا فصرخ بشير احمد ماذا تقولان أسالوا عنهما لقد عملوا بهما الفاحشة وحبيب اللـه أب لأولاد 5 خلعا ملابسه أمام الاولاد ومرروا التيار الكهربائى فى اعضاء الجسد حتى خر مغشياً عليه .

 

كشمير فى سطور

 

**     تبلغ مساحةكشمير 85 الف ميل مربع يعيش فيها أكثر من 12 مليون نسمة معظمهم من المسلمين "80%" وتحتل كشمير موقعاًً جغرافياً ممتازاً وشائكاً فى نفس الوقت ، ويحيط بها اربع دول كبيرة هى الصين وافغانستان والهند ولا يفصل كشمير عن الاتحاد السوفييتى الا شريط "واخان" الحدودى فى افغانستان وتنقسم كشمير الى قسمين : اذ ان ثلثى المساحة ويقطنه 7 ملايين من السكان تحت سيطرة الهند ، ونصف مليون من السكان "كشمير الحرة" يقع تحت الادارة غير المباشرة لباكستان . اما اقليم "جيلجبت" وبالتستان ويعتبر جزءاً من كشمير فتبلغ مساحته 28000 ميل مربع ويقطنه مليون نسمة فيخضع للادارة المباشرة من باكستان – ويعيش فى باكستان حالياً أكثر من مليون ونصف مليون من الناء كشمير كلاجئين ، وفى بريطانيا هناك 300 الف كشميرى فى حين يتوزع أكثر من مائة الف كشميرى فى شتى أنحاء العالم.

 

المسلمات الكشميريات نهارهن رعب وليلهن جحيم

 

سهاسيتى : السلاح فى بطن الحوامل "والفلفل الحار" فى عيون الأطفال

 

**     تقول "بريميلا" يعيش المسلمون فى كشمير حالياً حياة مليئة بالخوف والفزع وعدم الأمن والاستقرار ، وقد أعلن المحافظ الجديد الذى خلف "حاجموهن" المتخصص فى الاضطهاد الحكومى ، أعلن ان كشمير "منطقة متوترة" مما يعطى لقوات الامن صلاحيات اضافية باستعمال القوة ضد المسلمين ! ورغم ذلك فقد انخفضت معنويات الإدارة المدنية وانحدرت سلطة الشرطة فى الولاية حيث لم يعد هناط حاجز أو وازع ضد استعمال القوة ضد أى فرد فى أى مكان !

**     تضيف : لقد عاش الكشميريون عدة سنوات وشهدوا أيام الغليان وثلاثة حروب بين الهند وباكستان غير انهم لم يتعرضوا لهذا الحجم من التعسف والارهاب الذى يعيشونه حالياً .

**     لقد كان حادث اغتصاب لامرأة مسملة يدوى فى الآفاق ، أما فى هذا العام 1990 فإن الأعمال الإجرامية ضد المأة فى البلاد حدث عادى !

**     وتمضى تقول : يبدو ان الحكومة الهندية فى كشمير تتجاهل الآثار السيئة التى نتجت عن انتشار الجيش فى البلاد .. لقد أصبحت كشمير تحت حكم الجنود وازداد الناس عزلة عن السلطة بشكل واضح . تضيف "بريميلا" : لقد ارتكبت قوات الأمن فى 21 مايو الماضى مذبحة بشعة ضد المسلمين وذلد عندما أطلقت الرصاص على هؤلاء المشيعين لجنازة العالم المشهور "مولوى فارروق" . ان هذه المذبحة بلا شك مصدر خزى وعار للديمقراطية الهندية ، كما انها تركت نقطة سوداء فى مشاعر ابناء كشمير .

 

جحيم دائم

 

**     وتقول ناندينا هسكر : لقد كشفت جولتنا ان النساء فى كشمير ما زلن يمثلن أهم أهداف قوات الامن ! وتؤكد كل الدلائل ان ما ارتكب من جرائم كان بتخطيط مسبق من ضباط الأمن ! ويكفى ان نعلم انه فىالفترة من يناير الى مارس الماضيين سقط اكثر من 137 شابا كشميريا، وفى ابريل وحده 136 ، وفى مايو الماضى ارتفع العدد الى 280 !

**     لقد جعل التصادم الدائم فى كشمير حياة المرأة الكشميرية فى جحيم دائم وتسبب عدم الاستقرار فى انحدار مستوى الزراعة والصناعة والتجارة والسياحة ، فالصناعات اليدوية التى كان يحترفها آلاف من المسلمين والمسلمات تكاد تتوقف بسبب تراكم ماقيمته 870 مليون روبية من هذه المصنوعات دون ان تجد طريقها الى السوق ! وكذلك كانت كشمير تساهم بـ75% من العائدات التى تحصلها الحكومة فى حين ان السياحة حالياً تكاد تكون متوقفة تماماً .

**     تضيف قائلة : لقد أعطت الحكومةلسلطات الامن وقوات الحدود صلاحية اقتحام منازل المسلمين فى اى وقت من الليل وقد اعترف لنا نائب قائم المقام انهم تلقوا توجيهات سرية من الجهات العليا بالقيام بأعمال العنف والتفتيش والاعتقال وغيرها ضد كل من يشك فى انه على علاقة بثوار كشمير . لقد اعتبرت قوات الامن كل سكان كشمير من الأعداء ! ولقد كان المحافظ السابق "حاجموهن" اكثر الناس فتكاً بحقوق الانسان واكثرهم احتراماً للدستور الهندى..

**     وتمضى تقول : ليس من السهل أن يعثر الزائر لسرى نجر على مكان فىفندق اذ ان قوات الامن والجيش احتلت كافة الأماكن !!

 

التعذيب الوحشى

**     وتقول سهاسيتى مولاى : لقد فقد معظم الموظفين المدنيين وظائفهم فى الادارات الحكومية ، كما ادخل بعضهم السجن ، واضطر الأطباء منهم الى الاضراب احتجاجاً على الاضطهاد .

**     تضيف : فى لقاء مع المحامى فاروق احمد باشا أخبرنا عن آثار التعذيب الوحشى فى جسد والده البالغ من العمر "70 عاما" اما المحامى محمد شافى مالك فقد اعتقل دون سبب معروف شأنه فى ذلك شأن أهالى هؤلاء الذين التقينا بهم فى المصانع والمزارع والمتاجر .

**     قال لنا غلام حسن موهجر صاحب محل تجارى فى منطقة باغى اسلام : هاجمتنا قوات الامن قبيل الفجر بدعوى ان لى اصدقاء من الثوار وجدوا زوجتى وقد التصق بها خمس من بناتى الصغار ، فاختاروا طفلى السغير وأخذوه معهم . وعندما عاد لى بعد يومين قال لى : جردونى من ثيابى ونثروا فى عينى وفى فمى وأنفى مسحوق "الفلفل الحار" كما وضعوا هذا الفلفل فى مختلف جسد ابنى ليجبروه على الشهادة ضدى ! وفى يونيو الماضى اقتادوا ناصر احمد مير "مقاول ثرى" الى المعتقل ، وجردوه من ثيابه وعرضوه لصدمة كهربائية قائلين له اين مال الثوار واين الائلحة والبنادق وقاذفات الصواريخ ؟!

قرية عسكرية

**     وتحكى سكينة حسن "العميدة السابقةلكلية ناواكارل للبنات" ما حدث فى قرية بانزجام التابعة لإقليم بولواما فتقول : فى 29 مايو 1990م اعتقلت قوات الأمن كلا من غلام محمد دار "50 سنة" وعبد الرازق وبنى "55 سنة" وجاود احمد دار"12 سنة" واشرف دار "10" سنوات وكلهم من المزارعين ثم علقتهم من أرجلهم فى شجرة عالية لمدة 4 ساعات وظلوا على هذه الحال حتى تدخل رئيس القرية وأطلق سراحهم . وكانت هذه الطريقة من التعذيب مقدمة لتكرارها مع 55 مزارعا آخر !

**     رجاء زوجة غلام احمد دار "22 سنة" تحكى تقول : هاجمنى 7 من الجنود عندما كان زوجى فى الحقل لكننى نجحت بحمد الله فى تهريب ابنتى وصرخت بأعلى صوتى فاكتفوا بضربى وتفتيش منزلى .

**     وفى قرية "تريهجام" مسقط رأس الشهيد "مقبول بات" اكتشفنا ان القرية عبارة عن ثكنة عسكرية فتفتيش البيوت يومياً يتم بشكل منتظم والاعتقالات هناك من الامور المعتادة وإذا كان عنوان المعتقلين معروفاً فإن عدداً من ابناء القرية لا يعرف أحد اين ذهبوا حتى الآن ومن بينهم متين غلام ابناجر، وغلام محيى الدين مالك، ومحمد امان مالك، ومحمد مقبول مالك، ومشتاق احمد شاه .. وفى قرية "بارامولا" و"كانتاباج" حكى الناس هناك صوراً بشعة من صور التعذيب إذ تقول محبوبة شاه "زوجة مدرس" ان رجال الامن اعتدوا عليها! اما احمد صوفى "خباز" فيقول ان افراد القوات المسلحة أجبروه على شرب "البول" لمدة يومين اثناء اعتقاله.

43 سنة والعمل مستمر لوأد 12 مليون مسلم

 

**     مأساة كشمير تعود الى عام 1947 ففى اغسطس من هذا الشهر اصبحت باكستان والهند دولتين مستقلتين طبقاً لمشوع التقسيم الذى نص عليه قرار استقلال الهند ، وطبقاً لخطة التقسيم فإن كافة المناطق التى يشكل فيها المسلمون الاغلبية تشكل باكستان ، وكل المناطق التى يشكل فيها الهندوس أغلبية تذهب الى الهند . سرى ذلك على اكثر من 560 ولاية وكان يتعين على ولاية جامو وكشمير التى تضم أغلبية مسلمة تقترب من 80% ان تنضم الى باكستان .

**     فى 15 أغسطس 1947 دخل مهراجا كشمير فى اتفاق مع حكومة باكستان تقرر بمقتضاه ان تستمر كافة الترتيبات بين الولاية وبين الحكومة البريطانية كمقدمة للانضمام الكامل لدولة باكستان ، الا ان المهراجا اتخذ عدة اجراءات كشفت عن حقيقة نواياه ، فقد امر المسلمين من الولاية بتسليم اسلحتهم ، ونزع اسلحة العاملين منهم فى الشرطة والجيش ، وعند ذلك قام المسلمون بانتفاضتهم المعروفة فى اغسطس 1947 والتى زادت حدتها فى سبتمبر واكتوبر حتى تم اعلان حكومة "آزار كشمير" ، وعندها اتهم مهراجا كشمير باكستان بانها نظمت غواً بواسطة قبائل الباتان فتحركت القوات الهندية الى سرينجار وبدأت فى ضربالمسلمين ، وبالطبع لم تقبل باكستان ان تنضم جامو وكشمير الى الهند .

**     عرضت الهند القضية على مجلس الامن فى يناير 1948 وادعت ان باكستان كانت مسؤولة عن اثارة القلاقل فى كشمير .

**     وفى نفس الوقت فان الحكومة الهندية زادت من قواتها العسكرية وعملياتها العسكرية فى كشمير ، وبدأت فى القيام بعمليات عدوانية واسعة النطاق لفرض الحل العسكرى فى كشمير .

**     تم تشكيل لجنة الامم المتحدة الخاصة بالهند وباسكتان ، بقرار مجلس الامن فى 20 يناير 1948 مع اصدار التوجيهات اليها بالانتقال الى المنطقة بأسرع ما يمكن .

**     وصلت اللجنة الى هناك فى 7 يولية 1948 ودخلت على الفور فى مشاورات مع السلطات الهندية والسلطات الباكستانية ، واتخذت قراراً بعد ان قامت بعمليات المسح اللازمة فى 13 اغسطس 1948 يتضمن اقتراحات بوقف اطلاق النار بابرام اتفاق هدنة، مع اعادة تأكيد الرغبة فى اجراء استفتاء فى كشمير ، كذلك قررت تعيين مراقبين عسكريين للاشراف على مراقبة وقف اطلاق النار. وقد قبلت كل من الهند وباكستان قرار اللجنة بتاريخ13 أغسطس1948.

**     فى 19 نوفمبر 1948 تلقت اللجنة بلاغاً عاجلاً من وزير خارجية باكستان بتعزيز القوات الهندية فى كشمبر وقيام هذه القوات بهجمات على مواقع قوات ازاد كشمير.

**     بعد سلسلة من الاتصالات مع ممثلى الحكومتين ارسلت اللجنة توصياتها الخاصة بالاستفتاء فى 11 ديسمبر 1948 لكل من الهند وباكستان فقبلتا مقترحات وتوصيات اللجنة حيث تم ادراجها فى قرار اللجنة مؤرخ فى 5 يناير 1949.

**     توصلت حكومتا الهند وباكستان الى وقف لاطلاق النار قبل منتصف ليلة 1 يناير 1949 بدقيقة ونصف .

**     فى يولية 1949 وقعت الحكومتان اتفاقية كراتشى التى حددت خطا لوقف اطلاق النار وحظرت تقوية الدفاعات او زيادة القوات فى مناطق معينة ، كما اكدت على مهام ووظائف مراقبى الامم المتحدة .

**     عرض الرئيس الامريكى ترومان وعرض رئيس وزراء المملكة المتحدة اتلى فى 30 اغسطس 1949 ان تلجأ كل من الهند وباكستان الى التحكيم لتقرير شروط الهدنة فى كشمير – قبلت باكستان العرض ورفضه الهند .

**     فى 14 مارس 1950 اتخذ مجلس الامن قراره رقم 80 وامتدح فيه تحديد خط وقف اطلاق النار فى 27 يولية 1949 ، وقرر تعيين ممثل الامم المتحدة للمساعدة فى تنفيذ برنامج الاخلاء من القوات لامسلحة والترتيب لتولى مدير الاستفتاء مهامه .

**     اتخذ مجلس الامن قراره رقم 91 (1951) فى 30 مارس 1951 متضمناً ما يلى :

جـ- ان تستمر مجموعة المراقبين العسكريين فى الاشراف على وقف اطلاق النار فى الولاية.

**     صدر بيان مشترك فى 20 أغسطس 1953 عن اجتماع لرئيس وزراء الهند مع رئيس وزراء باكستان فى دلهى تضمن ما يلى :

**     أدى دخول باكستان فى 1954 فى تحالف تحت رعاية الغرب الى تنصل رئيس وزراء الهند من التزامه باخلاء كشمير عسكريا وعقد الاستفتاء .

**     بذلت محاولة فى 1957 لاحياء قضية كشمير فى الامم المتحدة .

**     استخدم الاتحاد السوفييتى فى 1962 حق الفيتو ضد قرار وضع مشروعه مندوب ايرلندا بناء على تقرير ممثل الامم المتحدة .

**     جرت مباحثات عديدة بين الهند وباكستان لكن الهند تمسكت بموقفها .

**     اجتمع مجلس الامن فى مايو 1964 لكنه لم يتخذ قراراً بشأن قضية كشمير .

**     فى 1 يولية 1965 اعلن وزير داخلية الهند ان كشمير جزء لا يتجزأ من الهند ، واعلن وزير الدفاع الهندى ان القوات الهندية التى كانت تعبر خط وقف اطلاق النار فى الماضى سوف تفعل ذلك مرة اخرى اذا دعت الضرورة الى ذلك .

**     اندلعت الحرب بين الهند وباكستان واتخذ مجلس الامن فى 22 سبتمبر 1965 قراره رقم 211 بوقف اطلاق النار بين البلدين يوم 22 سبتمبر 1965 ، والى سحب القوات الى المواقع التى كانت تحتلها قبل 15 اغسطس وطلب المجلس من الامين العام للامم المتحدة اتخاذ الاجراءات التى تضمن تطبيق ذلك .

**     اتخذ مجلس الامن قرارات بشأن اقرار السلام بين البلدين ، وارسل رئيس وزراء الاتحاد السوفييتى رسالة بهذا المعنى لرئيس باكستان ورئيس وزراء الهند .

**     فى 10 يناير 1966 اعلن كل من رئيس وزراء الهند ورئيس جمهورية باكستان عن اتفاق على سحب القوات المسلحة الى المواقع التى كانت تحتلها قبل 5 اغسطس 1965 قبل 25 فبراير 1966 ، وعلى مراعاة شروط وقف اطلاق النار وتم تتنفيذ الاتفاق فعلاً .

**     وقد أعلن وزير الخارجية الباكستانى (السيد بوتو) بعد اتفاق طشقند ، ان اعلان طشقند ليس غاية فى حد ذاته ، ولا يمكن أن يمثل نقطة تحول مع الهند .

**     لم تكن للتطورات بين يناير 1966 و1971 اهمية فى تاريخ النزاع حول كشمير وفى نهاية 1971 اندلعت الحرب بين الهند وباكستان بسبب الحركة الانفصالية فى شرق باكستان التى ادت الى قيام دولة بنجلاديش المستقلة .

**     فشل مجلس الامن فى 4 ديسمبر 1971 فى التوصل لقرارات بشأن الحرب الهندية الباكستانية واحال المسألة الى الجمعية العامة التى دعت البلدين فى 7 ديسمبر 1971 الى وقف اطلاق النار فورا وسحب قواتهما المسلحة الى حدودهما . وقد تم وقف اطلاق النار فى 17 ديسمبر 1971 .

**     اجتمع مجلس الامن فى 12 – 21 ديسمبر 1971 واتخذ قراره رقم 307 (1971) يطلب فيه وقفاً دائما لاطلاق النار ووقف الاعمال العسكرية فى كافة مناطق النزاع حتى يتم سحب القوات الى مناطق الحدود .

**     فى يولية 1972 اتفقت كل من الهند وباكستان فىشملا على خط مراقبة مع تغيير طفيف فى خط وقف اطلاق النار الذى حدده اتفاق كراتشى .

**     نص اتفاق شملا على تسوية الخلافات بين البلدين بالوسائل السلمية ، وما زال تفسير نصوص هذه الاتفاقية يثير لغطاً حتى الآن .