test  ~ شريف قنديل ~ فثسف  ~ شريف قنديل ~ 110  ~ شريف قنديل ~ ((المسلمون)) تحاكم الشباب الجزائرى  ~ شريف قنديل ~ تطور جديد .. الجزائر دخلت مرحلة الشك !  ~ شريف قنديل ~ هموم الحضارمة   ~ شريف قنديل ~ فضيحة المسلمين على شاطى الجحيم فى عدن  ~ شريف قنديل ~ شريف قنديل يكتب من كابل  ~ شريف قنديل ~ • قنابل فى القرن الأفريقى   ~ شريف قنديل ~ عندما يكون "الاندماج" جريمة  ~ شريف قنديل ~ المصـارحـة والمصالحـة المعقـدة والبكاء على الصناديق المجهضة  ~ شريف قنديل ~ الصومال الجريح   ~ شريف قنديل ~ شاهد على العصر "الشيخ محفوظ النحناح "  ~ شريف قنديل ~ • حوار مع الرئيس الأثيوبى منجستو   ~ شريف قنديل ~ •قطار الموت فى جيبوتى "جسر برى لإغراق العاصمة بالمخدرات والخمور والدعارة"  ~ شريف قنديل ~
الأربعاء, 15/مايو/2024
 
الصحفي الحزين :: تصويت

 لا يوجد استفتاء في الوقت الحالي.

 » الغناء بالعبري على قناة النيل.. بلا نيلة!
 » رجال الأنابيب
 » مقتل 200 ألف مسلم فى 20 يوماً
 » جزيرة الرقيق
 » جيبوتى تغلق علب الليل
 » لعبة العسكر
 » •قطار الموت فى جيبوتى "جسر برى لإغراق العاصمة بالمخدرات والخمور والدعارة"
 » مزارع ومصـــــانـــــــع الـحـشـــــــــيـش
 » ثرى عربى يشترى أربــــــع فتيـــات بيهاريات
 » ذئاب فى فنادق نيجيريا
 » هي لا تفعل شيئا في الخفاء.. إنما على الهواء
 » الرســـول الالكترونى !
 » خجولة ويتيمة وشقيقها مشلول
 » قصة اختفاء مليون مسلم
 » هل هيبة الوزراء؟
 » عقد الماس
 » يا أهلاً بالهزايم
 » • حوار مع الرئيس الأثيوبى منجستو
 » ربطونى فى واشنطن
 » فضيحة المسلمين على شاطى الجحيم فى عدن
 
  نيجريا تحت اقدام الفيلة
 
 
بتاريخ 22 يناير 2010
’’** كنت فى نيجيريا أشبه بمن يحل مسابقة الكلمات المتقاطعة على رقعة شاسعة جداً .
**    كانت تكملة جملة سياسية واحدة "مفهومة" تتطلب الانتقال من "كانو" الى "لاجوس" ولانالتوسع فى نيجيريا رأسى وافقى فقد كان ينبغى على احيانا ان اركب القطار واحيانا اخرى ان آخذ الطائرة !
**    فى نهاية المسألة لمحت كلمة واحدة مكونة من خمسة حروف وقد امتدت على مساحة نيجيريا كلها . كان الحرف الأول منها "خ" والحرف الأخير "تاء مربوطة" وبينهما سار"! ,,
 
**    قلت لمرشح الرئاسة الفائز "مسعود ابيولا" : نخشى على نيجيريا المسلمة من حرب أهلية طاحنة !
**    قال : وأنا أشاطرك هذا الخوف وما أحداث الصومال ولبنان ببعيدة عنا ، لكننا فى الحقيقة لسنا على استعداد لان تضيع منا بلادنا ، واذا كان هناك اخوان يفهمان وطنهما بعمق فلا يجب أن تكون هناك صعوبة فى ان يتمكنا من حل المشاكل التى تواجه هذا الوطن .. أننى أحب نيجيريا كثيراً !
**    قلت : ولكن الرئيس "بابا نجيدا" يقول أنه يحبها أيضاً !
**    قال : نعم ! ولكن لا أحد يشك فى اننى فزت بالانتخابات .
**    قلت : لكن الانتخابات الغيت وحدث ما حدث .
**    قال : اخاف ان يؤدى ذلك الى حرب أهلية .. انهم يريدون التخلى عن الاخذ بالديمقراطية .. والآن دعنى أسألك : هل تستطيع مثلاً أن تلغى مبارة فى كرة القدم بعد إطلاق صافرة النهاية؟ هذا هو ما يريدون ان يفعلوه . ان يتخلوا عن الانتخابات ، وعموماً فأنا لا أسعى الى الحزب وانما أسعى الى الديمقراطية ، فحياة الانسان شىء مقدس والحكومة الحقيقية هى التى تهتم بحقوق الانسان الحقيقية .
 
الكابتن والحكم !
 
**    قلت : لكن الرئيس "بابا نجيدا" يحاول الاقتراب من الديمقراطية باعلانه عن الانتخابات وتسليم السلطة ؟
**    قال : الرئيس "بابا نجيدا" كان "كابتنا" – قائداً لأحد الأطرافالمتنافسة لكنه كان هو أيضاً حكم المباراة .. فماذا فعل ؟ لقد ألغى نتيجة المباراة بعد نهايتها !
**    قلت : لكن "بابا نجيدا" هو الذى أنشأ حزبكم !
**    قال : حزبنا حزب رسمى وانا الرئيس المنتخب .. والجميع يعرفون اننى فزت وهذا يكفى . وفى الانتخابات فإن الصوت الذى يسمع هو صوت الجماهير وليس صوت القائد أو أعوانه .
**    قلت : هل يعنى ذلك أن علاقتك بالرئيس "بابا نجيدا" قد توقفت الى الأبد ؟!
**    قال : بالعكس ! لقد التقيت بالرئيس مساء أمس واتفقنا على مواصلة الحوار .. فنحن أصدقاء !
**    قلت : ومع ذلك فهناك أزمة ثقة فى صفوف الساسة والشعب على السواء وهذا ما لاحظته فى اثناء وجودى هنا ؟!
**    قال : نعم .. قالناس فى الحكومة يشعرون بعدم الأمان وهم محتاجون للطمأنينة ، لكن الاحساس بعدم الأمان يمكن أن تعالجه عند الشعب ، أما لدى الحكومة فلا أحد يستطيع مناقشة ذلك ..
 
هذا هو الحل
 
**    قلت له : اين موقع الديمقراطية فى نيجيريا الآن ؟
**    قال : ما يحدث الآن ليست له علاقة بالديمقراطية وعلى هذه الحكومة أن تفهم أننا قد ضقنا ذرعاً .. كيف يمنعونهم من الخروج الى الشوارع ؟
**    قلت له : لكن الخروج إلى الشوارع – حتى ولو كان للتعبير عن الرأى – سيؤدى حتماً للصدام وقد حدث ذلك بالفعل !
**    قال : أنا رجل سلم ، والا لما خضت الانتخابات ولا يمكن لأحد ان يزعم ان قمع المظاهرات لا يسبب أذى . انها روح واحدة تعنى لى اشياء كثيرة ، لذلك لابد من وسيلة سلمية ، وربما كان البقاء فى المنازل والامتناع عن الذهاب الى الحل هو الحل فى مثل حالتنا !
**    سألته : يقال ان نسبة الذين ادلوا بأصواتهم تتراوح ما بين 13 الى 37% فماذا يعنى ذلك؟!
**    أجاب : ان عملية الانتخاب فى بلادنا تتم فى ساعتين فقط !! وهكذا فالمطلوب من جميع الناس ان يحضروا الى صناديق الانتخاب عند الساعة العاشرة صباحاً حيث يتسلمون "الورقة" ليضعوها فى الصندوق ، وهؤلاء الناس يأتون الى مراكز الانتخاب منذ الثامنة صباحاً ويقفون لمدة ساعتين حيث تبدأ عملية الاقتراع فىالعاشرة وأى شخص لا يوجد بين الثامنة والعاشرة يفقد حقه فى التصويت . وفى بلاد العالم المختلفة فإن عملية الاقتراع تستغرق يوماً كاملاً ولم نسمع أن أحداً فقد حقه فى الاقتراع لان المركز قد أغلق ابوابه .. ومع ذلك فقد قالت الجماهير كلمتها وقررت من تختار ليحكمها ، وتذكر اننى لست الذى حدد وقت اجراء الانتخابات . كما اننى لم أجبر أحداً على الرحيل ، وانما هو – يقصد الرئيس – الذى اقترح ان يرحل . انهم يقولون انك طالما حصلت على رأس الشاة فإنك لا تعبأ بمن حصل على الأرجل والرئيس هو أفضل جزء ولكنهم ينسون انهم يعبثون بذيل النمر .
 
الأمر الواقع
 
**    قلت له : ومع ذلك وبرغم هذه الحدة فقد التقيت بالرئيس "بابا نجيدا" الامر الذى يعنى انك رضيت بالامر الواقع ؟
**    قال : لا تضع هذه الكلمات على لسانى . أنا فقط أخشى الله وأخشى على أرواح الناس الذين انتخبونى واريد كذلك الحفاظ على نيجيريا ، وعموماً فلن نلجأ للمسيرات .
**    سألته أخيراً : وماذا عن الموقف من عضوية منظمة المؤتمر الاسلامى ؟
**    أجاب : نحن نيجيريون مسلمون وملتزمون بمبادىء المؤتمر الاسلامى – لكن هناك حساسية فى هذا الموضوع حيث ان النيجيريين النصارى يخافون الاسلام !! واذا اردنا التقدم والسلام لنيجيريا فعلينا الابتعاد عن التورط فى الممارسات الدينية .
**    قلت له : وماذا عن منطقة الوحدة الافريقية ؟
**    قال : الرئيس مبارك هو الرئيس الحالى للمنظمة وهو رجل شجاع وقادر على القيام بمهمة جليلة فى افريقيا ولا شك ان ثقل مصر وثقل رئيسها يمكن ان يلعب دوراً مهما فى حل مشاكل القارة .
"توفا" المرشح الخاسر :
 
إذا جاء "أبيولا" فستكون هناك حرب أهلية
الجنرالات السابقون وحفظ ماء الوجه
 
الرئيس الأسبق "بخارى" :
 
انتـزعـنـا السلطـة لـوقـف الفـسـاد لـكـن الفـسـاد الحالى أكـثــر
لم نسرق .. وحكمنا بالحديد .. وكممنا الصحافة بسبب الاحباط
 
**    قلت لـ "بشير توفا" المرشح الخاسر فى الانتخابات الملغاة : من أنت ؟ وهل صحيح أن خبرتكم ما زالت محدودة ؟!
**    قال : ولدت فى يونيو سنة 1947م بمدينة "كانو" ، وانهيت تعليمى المتوسط والثانوى بامدينة ثم سافرت الى السودان لدراسة الطب ، غير اننى وصلت متأخراً فلم أتمكن من دخول الجامعة ، ومن ثم سافرت الى برمنجهام فالتحقت باحدى المدارس التى أهلتنى للالتحاق بجامعة لندن فحصلت على بكالوريوس التجارة والاقتصاد . بعد ذلك التحقت بجامعة أخرى للحصول على شهادة فى إدارة الاعمال قبل أن أعود لمساعدة والدى فى أعماله التجارية . أما ع نخبرتى السياسية فقد التحقت بالعمل السياسى منذ عام 1977م حيث انتخبت عضواً فى مجلس محافظة "دواكنتوفا" وفى عام 1978م بدأ الحديث عن العودة الى الحكم المدنى وكنت ضمن من شاركوا فى وضع الدستور النيجيرى الجديد عام 1979م ، وكنت من الخمسة الذين شاركوا فى تأسيس الحزب الحاكم أيام "شاجارى" ، وفى عام 1983 م وبعد حدوث الانقلاب العسكرى تم الحظر على العمل السياسى واستمر ذلك حتى عام 1987م ، فبدأت أتحرك من جديد وأسست الحزب الليبرالى الحر .. وفى ذلك الوقت قررت الاستعداد لخوض أية انتخابات رئاسية تجرى .. وقد كان .
**    قلت له : هل كنت تتوقع ما حدث أم ان النتائج جاءت مفاجئة ؟
**    قال : لا أحد يقرأ الغيب ، ولكن وبلا شك كانت رائحة المكر والتلاعب ظاهرة ، وكانت الاموال تنفق وتبذر فى الشوارع فى الوقت الذى يحتاج فيه الشعب لكل نيرة "العملة النيجيرية" لقد كنت أتوقع التلاعب ولكن ليس بهذا الشكل .
**    قلت له : ولكنكم تملكون أموالاً مماثلة !
**    قال : لسنا مثلهم !
**    قلت : وهل المال وحده هو الذى أفسد العملية ؟!
**    قال : لا! فعلى الطرف الآخر تكونت جماعة أخرى ممن يرغبون فى استمرار الحكم العسكرى وقبل الانتخابات بيوم ذهبوا الى المحكمة مطالبين بوقف الانتخابات . كان الشعب فى حيرة وفى منتصف يوم الجمعة اذاع "الراديو" ان الانتخابات ستكون صباح يوم السبت ! لقد ذهب من يملكون "راديو" فقط !!
 
كانت مزورة !
 
**    قلت له : وما عدد هؤلاء ؟!
**    قال : 13% على أكثر تقدير !
**    قلت : وماذا عن النتائج ؟!
**    قال : أؤكد انها كانت مزورة . لقد ظل الجدل والتناقض هما السمتان البارزتان فى كل التصريحات الصادرة عن اللجان الخاصة بعملية الفرز ، الأمر الذىأعطى مبرراً للحكومة لكى تتدخل وتعلن الغاء الانتخابات .
**    قلت : وهل رضيتم بذلك .. أقصد بالتدخل ؟!
**    قال : نعم ! ولكن الآخر رفض !
**    قلت : لماذا ؟!
**    قال : لانه يعتبر نفسه فائزاً !
**    قلت : كل التقارير تؤكد انه الفائز .
**    قال : كيف يكون فائزاَ وهناك 16 ولاية من 20 لم تعلن نتائجها حتى الآن ؟ انها ولايات تابعة لحزبنا ، لكنهم خوفوا الناس وارهبوهم ، أما انا فقد اسلمت امرى الى الله !
 
الله لم يرد بعد !
 
**     قلت : هل تمت أية إتصالات بينك وبين "أبيولا" ؟
**    قال : نعم .. لقد اتصل بى وطلب منى التعاون فرفضت ان يكون التعاون قائماً على أسس ونتائج خاطئة .. وقلت له : لابد أن تعلم انى لا أعترض على شىء كتبه الله لى ولكن عليك ان تؤمن انت ايضاً بذلك .
**    قلت : بماذا ؟
**    قال : بان الله لم يرد له أن يكون رئيساً !
**    قلت : لكنه فاز بغض النظر عن ملابسات ما حدث !
**    قال : الانتخابات الغيت ولابد من ان نسلم بقضاء الله ! لقد ذكرت له أيضاً ان الوصول الى كرسى الوزارة مسألة سهلة ويمكن لرئيس الدولة ان يمنحها لك ! وكذلك الحصول على احدى المقاولات الكبرى ، أما كرسى الرئاسة فهذه مسألة يختار الله من يشاء فى الوقت الذى يشاء وبالكيفية التى يريدها !
 
سأعمل استخارة !
 
**    قلت : إذا كانت رائحة التلاعب والمكر قد ظهرت كما تقولون قبل إجراء الانتخابات فلماذا لم تعلنوا اسنحابكم من هذه اللعبة ؟
**    قال : قرار الانسحاب لم يكن بيدى وحدى ، كان لابد من التمهل والمشاورة . وفى ذلك الوقت الحرج وفى ظل الرغبة الشعبية الجارفة فى تغيير الحكم العسكرى ، فإن انسحابى كان سيعنى اننى متواطىء مع رئيس الدولة !
**    قلت له : هل تعتقد انه فى حالة قبول "ابيولا" لقرار "بابا نجيدا" الاول والخاص باعادة الانتخابات فإن انتخابات أخرى مزيهة بينكما كانت ستجرى ، ام انها كانت مناورة سياسية ؟!
**    قال : اعتقد ان "بابا نجيدا" كان جاداً !
**    قلت : والآن ماذا ستصنعان بعد ان قرر "بابا نجيدا" منعكما من الترشيح مرة أخرى ؟!
**    قال : نحن فى انتظار تشكيل الحكومة المؤقتة التى ستشكل لجنة استعداد للانتخابات القادمة !
**    قلت : وإذا دعيتم أو رشحتم لعضوية هذه الحكومة فهل تقبل ؟!
**    قال : سأعمل استخارة أولاً !
 
كلهم معى !
 
**    قلت : ما سر اهتمام الدوائر العالمية وتألمها لعدم اعلان فوز "ابيولا" ؟
**    قال : "ابيولا" له امبراطورية صحفية تمول العالم كله بالأخبار والتقارير التى تصوره كزعيم بارز .
**    قلت : الاعلام فقط أم أشياء أخرى ؟
**    قال : لا أحد ينكر طموحات الغرب فى ظل مجىء "ابيولا" ولا أحد ينكر احتمالات التبعية أو الغرق فى شباك الغرب ، ولكن وللأمانة لا أحد يملك دليلاً على تورط "ابيولا" فى تقديم أية تنازلات فى حالة فوزه . أما عن التخوف على الاسلام والمسلمين فى حالة مجىء "ابيولا" فمصدره ليس "ابيولا" بقدر ما هو الضعف والهزال الذى أصاب المسلمين هنا ، بحيث سيجعلهم لقمة سائغة لأى مطامع .. وانظروا ما حدث فى البوسنة وغيرها .
**    قلت : يقال أيضاً انكم تعتمدون فى دعاياتكمعلى كونكم من الشمال .. من "الهوسا" فى حين ان "ابيولا" من الجنوب .. من "اليوريا" فهل هذا صحيح ؟!
**    قال : الشعب كله معى .. الفقراء كلهم من مسلمين ونصارى والدليل على ذلك اننى حققت نجاحاً باهراً فى الجنوب ، بل اننى حصلت على 90 % فى أقصى الجنوب حيث انتخبنى 4500 من مجموع 5 آلاف صوت وهذا لم يحدث فى تاريخ نيجيريا من قبل .
 
نصيحة من الرئيس
 
**    قلت : هل تعتقد ان "بابا نجيدا" كان وما زال صادقاً مع نفسه عندما أعلن عزمه تسليم الحكم فى أغسطس ؟!
**    قال : لقد تحدث معى وتحدثت معه وقلت له : انت أخطأت عندما أعلنت انك ستسلم الحكومة فى 27 أغسطس لأن مسألة تسليم الحكومة ليست بيدك وانما بيد الله ، ثم انك لا تدرى ماذا يحدث غداً ، فلماذا تضع نفسك فى هذا المأزق ؟ وقلت له أيضاً ان الله سيأخذ الحكم منك وقتما يشاء !
**    سألته : ولماذا لم تطلب منه ان يسلمك الحكم طالما ان مساحة الود بينكما كبيرة الى هذا الحد من الصراحة ؟
**    قال :  لان الله عندما جاء به رئيساً يعرف - جل شأنه – من الذى يأتى بعده ؟
**    قلت : وهل توقفت الاتصالات بينك وبين الرئيس ؟
**    قال : لا ! لقد تحدثنا معاً منذ أيام قليلة وأكدت له اننى راض بقضاء الله وقال لى : عليك بالصبر !
**    قلت لكن هناك من يقول ان العسكريين راجعوا عما وعدوا الناس به وانهم طمعوا فى الاستمرار مرة اخرى ؟
**    قال : هذا احتمال وارد ، لكننى أخشى فى حالة تسليم الحكم للحكومة المؤقتة ان تأتى برئيس من حزب "ابيولا" بحكم ان عدد اعضائهم فى الحكومة سيكون كبيراً .
 
إذا جاء "ابيولا"
 
**    قلت : وماذا إذا جاء "ابيولا" نفسه ؟
**    قال : سينفجر الوضع وستبرز حرب أهلية وستعم الفوضى وهذا هو رأى الشعب كله .
**    قلت : وماذا عن وضعية الجيش فى حالة تسليم السلطة ؟
**    قال : أرى ان يكون الشعب ضامناً للعملية الديمقراطية ومراقباً لها وما زلت ارى ان هناك دوراً تاريخياً يمكن ان يلعبه الجيش .
**    قلت : هل صحيح ان الاحزاب الحالية بما فيها حزبكم وحزب "ابيولا" ليس لها قواعد شعبية بحكم ان "بابا نجيدا" هو الذى جاء بها ؟
**    قبل ثمانى سنوات مضت خلع الجنرال "محمد بخارى" فى انقلاب عسكرى وخلفه الرئيس الحالى الجنرال "ابراهيم بابا نجيدا" والذى كان فى عهد "بخارى" قائداً للقوات البرية .
**    سؤال : بعد ثمانى سنوات من الحياة الهادئة يبدو انك قررت الظهور مرة أخرى ، فقد حضرت اجتماعات ملتقى "أوتا" وحفل تدشين كتاب الجنرال "جو غربه" فماذا يعنى ذلك ؟
**    لقد قررت حضور ملتقى "أوتا" لأننى أؤيد مساعى الجنرال "أوباسانجو" منذ الخطاب الذى كتبه للرئيس "بابا نجيدا" ، واعتقد انه وبعد 8 سنوات فإن كل النيجيريين يشعرون بضرورة حدوث تغيير شامل .
**    سؤال وما الذى ترونه فى هذا الصدد ؟
**    جواب : لقد كان هدفنا جميعاً هو الحكم النزيه وارى ان مشكلتنا الحالية فى "المحاسبة" لسنا دولة فقيرة وهذا ما يجعل الدول الكبرى تقوم باجراء تسهيلات فى استرداد ديونها منها . انهم يدركون ان مشكلتنا هى اننا أسأنا الادارة .
**    سؤال : يرى البعض انك وبقية الجنرالات المتقاعدين عدتم للظهور لحفظ ماء الوجه والكرامة للجيش من اهانة وشيكة الوقوع ، فهل هذا صحيح ؟!
**    جواب : لا يهمنى ما يقوله الناس ولكننى ومعى الجنرال "أوبا سانجز" والجنرال "طن جوما" وآخرون كما نرى ان ما يبرر انتزاعنا للسلطة من المدنيين هو وقف الفساد واعادة الانضباط فى الحكومة بحكم طبيعتنا العسكرية ، والآن فإن الناس يواجهوننا قائلين : لقد قدمنا أسوأ نموذج وأفسد العساكر فساداً كبيراً وهذا هو فى الحقيقة مصدر انزاعجننا وظهورنا .
**    سؤال : شىء آخر يجمعك بالجنرال "أوبا سانجو" وهو موضوع الـ 2.8 بليون نيرة التى فقدت فى عهدكما فهل توضحون لنا كيف فقد هذا المبلغ ؟
**    جواب : انه سؤال غامض ! عندما ظهر هذا الادعاء كنت وزيراً للثروة البترولية واذا نظرتم الى الفترة الزمنية التى حددتها اللجنة التى بحثت الموضوع ستجدون انها تبدأ من التاريخ الذى عينت فيه وتنتهى بنهاية فترتى ! واذا حاولتم تقصى الحقائق بشكل دقيق ستجدون انه بالمقارنة بدخلنا القومى ومصروفاتنا من البترول فإنه لا يعقل ان يضيع مبلغ 2.8 بليون نيرة دون ان تفلس نيجيريا !
**    سؤال : ومذاا كان شعوركم اثر ظهور هذا الإدعاء ؟
**    جواب : لقد شعرت بمرارة شديدة خاصة ان الاشاعة كانت تقول ان المال المفقود قد خرج من وزارتى فى حين ان كل المستندات كانت موجودة بالبنك المركزى وفى المؤسسة القومية للبترول ولم يحدث لها أى حريق !
**    سؤال : وهل هذا سبب انتقامك من الصحافة عقب تسلمك مقاليد الحكم ؟
**    جواب : نعم .. لقد أصابنى الاحباط من هذه الصحافة التى تنشر مادة لشخص جاهل تمس سيادة أمة بأسرها .
**    سؤال : وما الفلسفة التى كان يدار بها حكمك الذى امتد الى عشرين شهراً ؟
**    نحن دولة نامية ولا توجد طريقة لتستفيد دولة نامية من ثرواتها المادية والبشرية بدون الانضباط لذا فالفلسفة التى كانت وراء حكومتنا هى انه عن طريق الانضباط سنحقق الاستفادة من ثروات البلاد ، وذلك عن طريق الحرب ضد اللا انضباط ، ولكن ماذا نجد اليوم ؟ لقد أصبح الناس مجردين من الوطنية ، ولا توجد أية محاسبة . اننا اليوم أقرب إلى الوضع الفوضوى وهو أمر محزن .
 
قصة نيجيريا من "مكولى" الى "أحمد بلو"
 
**    كان "الاتحاد القومى" هو أول حزب سياسى أسس فى نيجيريا عام 1908م . وقد أنشىء هذا الحزب فى لاجوس عندما أبدى سكان العاصمة معارضتهم لدفع ضريبة الماء التى فرضتها الحكومة . ويقول الباحث النيجيرى الشهير الدكتور على ابو بكر ان هذا الحزب قد تمتع بشعبية كبيرة اذ انضم له عدد كبير من الاعيان ورجال الدين وعامة الناس . غير انه لم يأت عام 1916م حتى فقد الحزب تلك الشعبية بعد ان تبين لاعضائه عجزه عن صد الحكومة .
**    وفى أثناء الحرب العالمية الأولى انشىء فى "لاجوس" حزب آخر يدعى "نادى التجديد" وكان من أسباب إنشائه معارضة خطة الحكومة فى فرض الضرائب المباشرة على سكان نيجيريا ، وقد سلم الحزب مذكرة احتجاج للحاكم العام فى سبتمبر عام 1921 م ليبعث بها الى وزير المستعمرات فى لندن .
**    فى عام 1923م أنشىء "حزب نيجيريا القومى الديمقراطى" وهو أول حزب سياسى منظم ظل يتمتع بشعبية كبيرة حتى عام 1935م ، وفى السنة التى تأسس فيها هذا الحزب منحت الحكومة مدينة "لاجوس" حق انتخاب ممثليها فى مجلس البلدية ، وكانت القوة الحركة لهذا الحزب هو النيجيرى "هابرت مكولى" وكان موظفاً حكومياً ثم أحيل الى المعاش فأصبح رمزاً للقومية فى سياسة نيجيريا ، واستهدف الحزب تعليم الناس ونشر الوعى العام فيهم حتى يفهموا مبادىء الديمقراطية ومعنى التمثيل بالانتخاب ، ونادى الحزب بـ " حكومة السعب بالشعب للشعب" وبوجوب الغاء التفرقة العنصرية او الدينية فى الوظائف وغيرها .. وعلى الرغم من نشاط هذا الحزب فان معارضيه كانوا بشنون عليه هجوما عنيفاً ويقولون انه ليس حزباً قومياً ولا ديمقراطياً وعلى رأسهم "ازيكوى" محرر جريدة "يايلوت" وصاحبها .
**    وفى عام 1933م أنشىء حزب "اتحاد الشبان النيجيريين" برئاسة الدكتور "دوجان" وقد تميز هذا الحزب عن غيره بانه ضم بين صفوفه عدة أعضاء من مختلف القبائل . ولم يأت عام 1938م حتى كثر أعضاؤه كثرة مكنته من أن يفوز فى انتخابات "لاجوس" لاختيار أعضاء المدينة الثلاثة الذين يمثلونها فى المجلس التشريعى على حساب الحزب النيجيرى القومى الديمقراطى .
**    وفى اغسطس عام 1946م انشىء حزب "المجلس القومى لنيجيريا والكايمرون " وحالف هذا الحزب "الحزب القومى النيجيرى الديمقراطى" فى انتخابات عام 1947م لاختيار ممثلى "لاجوس" الثلاثة فى المجلس التشريعى وفاز بها 100 % وكما يقول الدكتور على ابو بكر فان هذه الاحزاب واصلت ضغطها على الحكومة حتى وجدت نفسها مضطرة لتعديل الدستور بل الى تبديله بآخر فى عام 1951م سمته دستور "مكفاسون" وهو الحاكم الذى خلف السابق .
**    وفى عام 1957م عقد مؤتمر لندن لبحث منح نيجيريا استقلالها وحضره رؤساء الاحزاب السياسية وممثلو الأمراء ، فرأس وفد الشمال "أحمد بلو" و"أبو بكر تفاوا بليوا" ورأس وفد الشرق الدكترو "ازيكوى" ورأس وفد الغرب "أوبافيمى أولوو" وكانت بريطانيا تعقد أملاً كبيراً فى ان وفد الشمال لا يوافق على فكرة منح نيجيريا الاستقلال ، وبهت وزير المستعمرات عقب افتتاح المؤتمر عندما قام "أحمد وبلو" ليعلن ان الوفود كلها قد أجمعت على منح نيجيريا الاستقلال . وهنا لم يستطع وزير المستعمرات ان يخفى انزعاجه الشديد من هذا الاتفاق المباغت ، فلم يسعه إلا ان يصرح بتأجيل المؤتمر الى السنة المقبلة حتى تحل مشكلى الأقلية غير المسلمة فى شمال نيجيريا وكان بعض الساسة النصارى قد احتفظوا بهذه المشكلة لاخراجها عند الضرورة !! وعقب عودة الوفود الى نيجيريا من مؤتمر لندن اجمعت الاحزاب السياسية على اختلاف ميولها ونزعاتها على تأليف حكومة قومية فيدرالية اشترك فيها ممثلو الاحزاب ليبرهنوا لبريطانيا على مدى تفاهمهم واختاروا "ابو بكر تفاوا بليوا " ليكون رئيس الوزراء . وعندما عادل المؤتمر للانعقاد فى لندن عام 1958م لم يجد أمامه الا عملية رسم الدستور الجديد لاستقلال نيجيريا ، ووافقت الحكومة البريطانية على منح نيجيريا الاستقلال فى أول اكتوبر عام 1960م وذلك بعد اجراء انتخابات عامة .. وقد أجريت هذه الانتخابات بالفعل فى ديسمبر 1959م وكانت هى آخر الانتخابات التى شهدتها البلاد فى تاريخ حياتها الاسلامية قبل الغاء الانتخابات الاخيرة فى يونيو الماضى .
 عدد القراء : 1719

اطبع هذه الصفحة نسخة للطباعة

عودة لأعلى