بتاريخ 17 ديسمبر 2007

**     زيارة واحدة للندن أو باريس أو روما أو فرانكفورت ستؤكد لك أن الاسلام قادم مهما كان حجم الضعف الذى أصاب رجاله ومهما كان حجم القتنة التى أصابت أمته .

**     شوارع لندن وباريس وروما وجنيف ومدريد تتوق إليه شواطىء الريفيرا والسين ، وجبال سويسرا والمانيا ستكتحل برؤيته مرة أخرى !

**     كل الذين مروا بعدنا أفلسوا ! الشيوعيون أفلسوا ، والماديون أفلسوا ، والجدليون أفلسوا ، والبرجماتيون أفلسوا ، ورواد وأنصار مذاهب اللذة .. كلهم أفلسوا .

**     فى زحمة الإفلاس الواضحة فى كل شبر من أراضى أوروبا الموحدة بما فيها تلك البقعة القريبة من العاصمة الإيطالية روما والمساة بالفاتيكان ، سابق أنصار "المهاريش" و"البانكس" و "الهيبز" فى محاولات محمومة لسد الفراغ !

 

**     وحده هو الذى يستطيع .. وحده هو الذى سبق ان قام بالمحاولة ونجح نجاحاً منقطع النظير .. سيقولون انها كانت أياماً ومضت وستقولون انه البكاء على الاطلال ، وسأقول ان البكاء ليس من شيم المسلمين ، وإذا كنا قد ذبحنا فى البوسنة فقد سبق لنا أن فتحناها وسنفتحها مرة أخرى إذا عز الفتح فى هذه الأيام !

**     هذ الجزء من رحلتى إلى أوروبا الموحدة يصطحبنى فيه اثنان من أبرز شخصيات الجيل الأول من مسلمى هذه الديار الغربية ، الأول هو الاستاذ الدكتور سليم الحسنى أحد مؤسسى العمل الاسلامى فى أوروبا ، والآخر هو الدكتور محمد فريد الشيال المحاضر بإحدى جامعات مانشستر بالمملكة المتحدة .

**     قال لى الدكتور الحسنى : ساخذك معى فى رحلة قصيرة سنتوقف خلالها أمام شخصيات ومحطات كان يمكن أن يتغير معها وفيها تاريخ وواقع المسلمين فى أوروبا فى العصر الحديث.

**     كانت الوقفة الأولى مع الدكتور الحسنى أمام شخصية الملك "هوفلر" ذلك الملك الذى قام سنة 1107م بصك النقود التى تظهر الاحترام للاسلام والشريعة الاسلامية ، وقد ثبت فى عهده وجود نقود مكتوب عليها عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ، ولا شك أن حياة هذا الرجل تحتاج من أساتذة وعلماء التالريخ المسلمين خاصة أولئك الذين يقيمون فى الغرب إعادة بحث لنرى كيف كان الملك يعيش وكيف كان يتعامل مع رعيته ، وبعبارة أخرى لابد من معرفة من هو هذا الرجل ؟ لقد تحدثت بعض صفحات التاريخ البريطانى بما يفيد بانه كان قريباً جداً الى الاسلام ان لم يُسْلم بالفعل !

**     أما المحطة أو الشخصية الثانية فهى شخصية "روبرت" التى ظهرت سنة 1185م فى أثناء وبعد الحروب الصليبية ويقال فى بعض الكتب أن هذا الرجل تزوج بأخت القائد المسلم صلاح الدين الأيوبى ، ولما كنا نحن المسلمين لا نزوج بناتناالى نصارى ،فمن المؤكد أن شخصية هذا الرجل تحتاج هى الأخرى إلى إعادة بحث . لقد كان هذا الرجل قريباً من ريتشارد قلب الأسد وسميت مدينة "سانت البنس" باسمه . ولا شك أن تاريخ هذا الرجل وتاريخ تلك المدينة بحاجة إلى بحث دقيق .

**     الشخصية الثالثة هى شخصية الملك "جون" 1199م إلى 1216م وتشير بعض صفحات التاريخ إلى أن هذا الرجل كانت لديه مشاكل كثيرة فى بريطانيا مع "البارونات" أى رؤساء الولايات وقد أشتهر فى زمانه بتوقيع معاهدة "المجنا كارتا" وهى المعاهدة الخاصة بحقوق الانسان ومنحه حريته .

**     لقد أرسل هذا الرجل فى ظل خلافه الدائم مع "البارونات" رسالة إلى عبد الرحمن الناصر أمير المغرب فى ذلك الوقت مع بعثة سرية يطلب فيها مساعدته على اعتناق الاسلام . وغفر الله للأمير عبد الرحمن الناصر الذى رد قائلاً : نحن لا نريد إسالم هذا الرجل ! ويقال أن سبب الرفض يعود إلى جهاز الاستخبارات التابع للأمير فىذلك الوقت والذى أكد له أن هذا الرجل يمارس الديكتاتورية مع شعبه وعلى خلاف دائم مع البارونات . ولم يشأ الأمير أن يسهم فى ضم مثل هذه الشخصية إلى حظيرة الإسلام !

**     ولا شك أن إسلام هذا الرجل كان يمكن أن يغير خارطة الوجود الإسلامى على مستوى .

 

اللغز المحير !

 

**     أما قمة المفاجآت فتكمن فى "ليفربول" حيث حدث فى الفترة من 1889 إلى 1887 م ان اشتهر عدد كبير من البريطانيين السالمهم على يد شخصية بريطانية شهيرة هى شخصية المحامى الانجليزى المعروف "كلم" أما قصة إسلام هذا الرجل فتعود إلى انه أصيب بمرض خطير فى المفاصل ونصح بالتوجه إلى المغرب للعلاج هناك . وعندما سافر تأثر كثيراً بأخلاق وسلوك المسلمين فى ذلك الوقت فأشهر إسالمه وعاد مسلماً . وفور عودته أسس جماعة إسالمية إنتشرت أفكارها بسرعة عجيبة ، ثم بنى مسجداً كبيراً وقام بتغيير اسم ابنه إلى "بلال" وجعله مؤذناً ، كما فتح داراً كبيرة لليتامى والفقراء موجودة حتىالآن فى "ليفربول" ، ولما ذاعت شهرته وأقبل الناس على الإٍلام بدأت الصحف فىتلك الأيام فى مهاجمته عن طريق الرسوم الكاريكاتيرية ، فهو مرة يلبس العمامة على الملابس البريطانية ومرة أخرى يخاطب الآلاف من خلال خطبة الجمعة ، وقد احتك المحامى "كلم" فى هذه الأثناء بالعلامة الشهير محمد إقبال ويملك افغانستان وابنه الأمير شاه زادة ، ثم تعرف عليه السلطان عبد الحميد فقام بتعيينه شيخاً للإسلام فى بريطانيا فى زمن الخلافة الإسلامية .. وعندما بدأت بوادر الحرب العالمية الأولى اندثرت جماعته وطرد هذا الرجل واعتبر من جواسيس الدولة العثمانية . ويقال ان ابنه دخل الجيش التركى وأصبح جنرالاً كبيراً ، لكن الباحث "لوات" يقول أن أول مسلم انجليزى معروف هو البروفيسور "ليون" وكان استاذاً فى القانون ودفن فى مقبرة جامع "ووكنج" ، وإذا ذهبت إلى الحجر الموجود أمام قبر "ليون" ستجد أن الأسم المكتوب عيه هو "عبد اللـه كلم" ويفسر الباحثون ذلك بأن شيخ الاسلام "كلم" عندما هرب تمكن من العودة الى بريطانيا مرة أخرىباسم مستعار ثم عاش يدعو سراً الى ان مات ودفنته أسرته العريقة فى هذا المكان !

**     أما أغرب القصص فقد حدثت فى عهد الملك "جورج السادس" حيث دعا الجاليات المختلفة إلى قصره ذات يوم وكان ضمن المدعوين الشيخ عبد اللـه الحكيم باعتباره رئيساً للجالية اليمنية التى وصلت فى أيام "كلم" وبالتحديد سنة 1886م الى سواحل ليفربول . وعندما جهزة المأدبة اكتشف الشيخ عبد اللـه الحكيم ان صلاة المغرب على وشك أن تضيع منه فنهض على الفور وافترش عباءته وصلى أمام الحاضرين كان منظر الشيخ الحكيم وهو يصلى سبباً فى تكهرب الجو ! وراح الحاضرون من رؤساء الجاليات يتبادلون الهمس والنظرات متوقعين أن يثور مضيفهم الملك "جورج السادس" ، غير أن الأخير ابتهج كثيراً لشجاعة هذا الإنسان المسلم فانتظر الى ان فرغ من صلاته خاطبه قائلاً :اننا نكبر فيك هذه الشجاعة وهذاالاعتزاز بدينك وفى مثل هذه المناسبات فإننا لابد من أن نمنحك هدية قيمة ! وهنا أجاب الشيخ عبد اللـه قائلاً : الهية التى تقدمها ليس لى فقط ، وانما للحاضرين ولشعب المملكة المتحدة هى أن تشهر اسلامك وتقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . فابتسم الملك واستراح الحاضرون من توترهم وأراد الملك أن يزيد فى مساحةالبهجة فقال إننى أصر علىمنحك هدية قيمة فاسمح لى أن أقدم لك قطعة أرض كبيرة وبعض البيوت وكان بنت الجالية اليمنية برئاسة الشيخ عبد اللـه الحكيم مسجد كاردف الأول الموجود حتى الآن .

**     الفرصة الآن سانحة وكلمة طيبة وسلوك فردى يمكن أن تؤثر فى المئات والآلاف والملايين . وإذا كنا قد افتقدنا الآلة الحربية لسبب أو لآخر ، فإننا نملك سلاحاً آخر لا يمكن أن يسلبوه منا وهو أشد وأقوى وهو العقيدة ، والمهم ان نستغل الفرصة السانحة !

**     قبل ان يتركنى الدكتور السحنى فى محطة "ليفربول" سألته عن تصوره لوضع المسلمين فى أوروبا حالياً فقال : فهناك سياج يحيط بالجالية المسلمة يمنعها من الانخراط أو الاختلاط بالمجتمع ، وهذا السياج قد يبدو هلاميا لكنه سياج حقيقى بحكم الفطرة وبحكم التعاليم الاسلامية . وقد يرى البعض فى ذلك خيراً للجالية باعتباره يحافظ على هويتها وشخصيتها بحيث لا تتخلخل أو تشيع . لقد ولد هذا السياج وجودا إسلامياً منفصلاً حيث بدأ المسلمون فى البحق عن "اللحم الحلال" وكل شىء يحافظ على البيت المسلم . لكن هذا الأمر فى نظر البعض الآخر يمثل خطورة كبرى على الوجود الإسلامى . فهذا السياج يعنى باختصار عزلة المسلمين الامر الذى يمهد للجولة الثالثة من العداء للاسلام وهى طرد المسلمين بقانون بسيط ، وفى هذه الحالة ستكون البنية المسلمة معروفة وواضحة ويمكن الاشارة إلأيها وتمييزها عن الجماعات الأخرى !

**     ويرى هؤلاء أن هذا الحصار ليس فى مصلحة المسلمين ، وان على المسلمين أن ينتشروا ان كانوا واثقين من أنفسهم واسلامهم بحيث يغرسون اسلامهم فى قلوب هؤلاء المحيطين بهم كما فعل الاسلاف . فماذا فعل هؤلاء الأسلاف ؟

 

العودة ليست مستحيلة

 

**     يقول الباحث الدكتور محمد فريد الشيال الاستاذ باحدى الجامعات البريطانية ان وصول الاسلام الى عواصم وشواطىء وجبال أوروبا ليس بالأمر المستحيل ، فقد سبق للاسلام ولجنده ان وصلوا الى هذه المناطق .

**     ويضيف : لقد كان تاريخ المسلمين فى اوروبا ملحمة كبرى بكل المقاييس . أحداثها جسام . فتوحات لم يشهد التاريخ مثلها قط .. حضارة ليس لها نظير .. عمران شمل كل مناحى الحياة وأهدى للبشرية حضارات تلو حضارات واحدثها وليس اخرها هذه الحضارة التى يتشدق بها الغرب ويتباهى بها على الكون .

**     أما الجانب الآخر من الملحمة فقد كان انقساماً وفرقة وتناحراً وضياعاً ، ثم باء على الاطلاق وبهذا تكتمل عناصر الملحمة .. أما العنصر الأخير وهوعنصر البكاء فليس للمسلمين . المسلمون حقاً لا يعرفون هذا ، وانما عبرتهم من التاريخ ان يأخذوا منه زاداً للمستقبل . يفهمون عن طريق هذا التاريخ أمور الحاضر ثم يتزودون لتحدياتهم معتمدين على الله سبحانه وتعالى بادئين رحلة الصحوة ولعلها قريبة بإذن الله .

**     بدأت حركة الفتوح فى عهد الخلفاء الراشدين ، وتوزعت جيوش المسلمين على مناطق مختلفة فى العراق وفى إيران وفى الشام ثم تسقط مصر الرومانية ف أيدى المسلمين لتصبح من يومها وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها دولة للإٍلام . وهكذا دخل الانسان الربوع ومنها انتقل الى المغرب ومن المغرب امتدت موجات أخرىمن الفتح فعبر المسلمون المضيق الذى يشرف الى اليوم باسم الفاتح طارق بن زياد . ثم كانت قوة فتح الاندلس التى تكونت من 12 ألفاً من البربر المسلمين ليلتقى طارق بن زياد مع جيوش القوط فى موقعة وادى دكةوينتصر عليهم ويزحف شمالاً يتبعه أميره موسى بن نصير حتى تمكنا من دخول "طليطلة" ثم يتفرق الاثنان متوجهين إلى المشال ليواصل كل منهما فتوجه طارق الى الشمال الشرقى حتى وصل إلى جبال البرانس ، وهى الحد الطبيعى الذى يفصل بين اسبانيا وبين فرنسا ولم يكتف طارق بذلك وانما واصل فتوحاته غرباً إلىأن وصل الى مدينة "شتوتجارت" حيث التقى بموسى بن نصير مرة أخرى ليتوجه الاثنان الى فتح شمال وغرب الاندلس ثم يستدعى الاثنان الى دمشق ليتولى عبد العزيز بن موسى بن نصير مهمة الفتوحات العظيمة فيستكمل فتح الأندلس خلال عامين من توليه المهمة.

**     كان هذا هو عصر الولاة الذى امتد الى ثمانى سنوات . ولم يقف المسلمون عند هذا الحد ، وانما واصلوا فتوحاتهم حيث فتح بلاد الغال وهى ما نسميه الآن بفرنسا .

**     لقد توغل المسلمون فى فرنسا حتى وصلوا الى نهر السين وأصبحوا على بعد 70 كيلو متراً من باريس بقيادة القائد المسلم الملقب بعنبسة "ابو موسى بن سحيم " ثم استولى المسلمون على مناطق كثيرة فى جنوب فرنسا . وفى نهاية القرن الثالث الهجرى واصل غزاة البحر من المسلمين حتى وصلوا فى أوائل القرن الرابع الهجرى إلى سفوح جبال الألب فىشمال إيطاليا ، بل انهم ملكوا الممرات التى تدى مباشرة إلى "روما" وفى سنة 328 هـ وصلوا إلى قلب سويسرا الحالية وساتمروا فى هذه المناطق ما يقرب من ثمانين عاماً . لم يكن جهاد المسلمين متوقفاً على امتلاك الأرض ، ولم يكن هذا هدفاً لهم على الاطلاق ، وانما كان هدفهم الاسمى اعلاء كلمة الله .

 

وفى شرق أوروبا أيضاً

 

**     كانت هذه هى ملحمة الفتوحات الاسلامية فى الغرب ، وفى الشرق كانت هناك قوة الدولة العثمانية التى ظهرت فى القرن اسابع الهجرى وتمكنت فى خلال مائتى عام من أن تمد سلطان الاسلام الى شرق أوروبا حيث تمكن الفاتح سليمان من الوصول الى مشارف "فينا" ثم إلى يوغوسلافيا ن وتستمر هذه الموجات فىإضافة أرض جديدة للاسلام فى أوروبا وفى القرن التاسع الهجرى "الخامس عشر الميلادى" يتسع سلطانالملمين فتبسط الدولة العثمانية سيادتها حتى يسلم أهل البوسنة طوعاً وإختياراً ثم يسلم أهل البانيا وبلغاريا ورومانيا والمجر وتشيطوسلوفاكيا وغيرها . ومن العجيب أن الأسباب التى أدت إلى إنهيار الدولةالعثمانية هى نفسها الأسباب التى أدت إلى إنهيار الانجازات الاسلامية فى الاندلس وهى نفسها الاسباب التى أدت الى ما تعانيه أمتنا الاسلامية اليوم ! وفى مقدمة هذه الأسباب ان أفراد الاسرة الواحدة بدأوا يتقاتلون فيما بينهموهانوا على أنفسهم فانقض عليهم خصومهم . والامر المؤكد انه إذا عملت الأمة على محو أسباب انهيارها الداخلى فانها يقينا ستعيد سيرة الجيل الاول من الاسلاف . هؤلاء الذين خاضوا البحار وتوغلوا فى الجبال حتى تمكنوا من أوروبا كلها . والأمر الاكثر تأكيداً هو ان هذه البحار والجبال والعواصم تتوق تماماً إلى الاسلام . الاسلام الصحيح بقيمه النبيلة واخلاقه الرفيعه والمهم ان تبدأ الأمة ولحين تبدأ الامة برجالها وحكامها ينبغى على كل فرد منا سواء فى أوروبا وفى بلادنا العربية ان يبدأ بنفسه فيطهرها من الهوى .

 

منارة أخرى فى فرانكفورت

 

 

 

 

اتحاد المنظمات الاسلامية فى اوروبا يستعد للمهمة الكبرى

 

**     المطالبة باقامة مؤسسات اسلامية قوية فى اوروبا لا تعنى انعدام وجود هذه النوعية منالمؤسسات المطلوب فقط التنسيق بينها بحيث تصبح مؤسسات فاعلة لها كلمتها ولها احترامها .

**     من هنا تأتى أهمية اللقاء مع الدكتور احمد الراوى رئيس اتحاد المنظمات الاسلامية فى اوروبا .

**     قلت للدكتور الراوى : كيف نبتت فكرة اتحاد المنظمات الاسلامية فى اوروبا ؟

**     قال : ان انفتاح دول اوروبا الشرقية على العالم الاسلامى ونسوء الجيل الثانى من أبناء المهاجرين المسلمين ودخول العديد من الأوروبيين فى الدين الإسلامى ، كل هذه المستجدات فرضت نشاطات خدمية وأوجدت مشاكل ومتطلبات أهمها :

**     ضرورة وجود كيان للمسلمين ذى قدرة فعالة وقادرة على التحرك وتنسيق الجهود على ضوء التغيرات المستجدة على الساحة الأوروبية والتعامل مع أوروبا الموحدة .

**     كل هذه العوامل وغيرها دفعت العديد من هذه المراكز والاتحادات والجمعيات الاسلامية فى اوروبا الى الاجتماع والتشاور ، وبعد سلسلة من اللقاءات امتدت لأكثر من عامين اتفق على انشاء "اتحاد المنظمات الاسلامية فى اوروبا" وان كان هذا الاتحاد قد بدأ علىالمستوى التنسيقى والعملى منذ أكثر من خمسة أعوام ، الا ان تحديد هيئاته وأهدافه ووضع دستور له لم يتم إلا فى النصف الثانى من عام 1989 م.

**     سألته عن هوية الاتحاد ومقره ؟

**     قال "اتحاد المنظمات الاسلامية فى اوروبا" هو مؤسسة اسلامية مستقلة تقوم على رعاية شؤون المسلمين الدينية والاجتمعاعية والثقافية فى اوروبا ، وقد بدأ بمقر رئيسى فى مدينة فرانكفورت بألمانيا وله اليوم أربعة مكاتب رئيسية الأول بمقر المؤتمرات بماركفيلد ببريطانيا ، والثانى فى فرانكفورت بألمانيا ، والثالث فى ميلانو بإيطاليا ، والرابع فى زغرب بكرواتيا .

**     أهم المراكز الاعضاء فى الاتحاد

**     أولاً : بريطانيا

 

**     ثانياً : فرنسا

الكلية الاوروبية للدراسات الاسلامية .

**     ثالثاً : ألمانيا

الجماعة الاسلامية فى المانيا وتضم فى عضويتها المراكز الاسلامية الرئيسية فى المدن الالمانية كميونخ ، وفرانكفورت ، ونورنبيرغ ، وفوبرتال ، وشتوتجارت ، وبرلين ، وترير ، ودرم أشتات، وكولن ، وارلنجن ، وهامبورج ، واتحاد الطلاب المسلمين فى المانيا والفروع التابعة له.

**     رابعاً : إيطاليا

**     خامساً : السويد

**     سادساً : أسبانيا

**     سابعاً : الدنمارك

**     ثامناً : بلجيكا

الاتحاد الاسلامى للطلبة والشباب فى بلجيكا والفروع التابعة له فى مختلف مدن وجامعات البينلكس .

**     تاسعاً : النمسا

دار الرعاية الاسلامية فى النمسا والفروع التابعة لها .

**     عاشراً : رومانيا

**     أحد عشر : بلغاريا

**     اثنا عشر : بولندا

**     ثلاثة عشر : اليونان

**     أربعة عشر : مجموعة الدول المستقلة

 

شجرة الأمل فى قلب فرنسا

كلية أوروبية للدراسات الاسالمية وتخريج الدعاة

 

**     قلت أن ما ينقص العمل الاسلامى فى أوروبا هو الدعاة المؤهلون علميا واجتماعياونفسياً للتعامل مع المجتمع الأوروبى فى ظل تكافؤ حضارى . وعندما تعرفت على الكلية الأوروبية للدراسات الاسلامية فى فرنسا ، أدركت اننا أو أنهم يمضون فى الطريق الصحيح .

**     ويقول الدكتور أحمد جاء باللـه وكيل الكلية ان التفكير فى اقامة كلية أوروبية للدراسات الاسلامية يعود إلى عدة سنوات حيث طرحت الفكرة فى اطار اتحاد المنظمات الاسلامية فى أوروبا ثم شكلت لجنة تحضيرية عكفت على دراسة مشروع الكلية من جوانبه المختلفة العلمية والمادية .

**     وقد تمكنت اللجنة بعد سلسلة من الاجتماعات من وضع المناهج التفصيلية فى مختلف المواد الاسلامية المقررة للسنوات الاربع لكل من قسم الشريعة وقسم أصول ادين وقسم اللغة العربية .

**     ثم استمر التحضير للكلية بتهيئة مقرها فى فرنسا وانجاز الاشغال الضرورية للمبانى المحددة للاستعمال فى السنة الأولى الى ان تم البدء فى الدراسة للسنة الجامعية الاولى فى طلع يناير من العام 1992م.

أهداف الكلية

 

**     سألته عن أهداف الكلية فقال : بعد دراسة متأنية لحاجيات الجاليات الاسلامية فى اوروبا وطبيعة التحديات التى تواجهها وظروف العمل الاسلامى فى الساحات الاوروبية ، استقر الأمر على ان تسعى الكلية لتحقيق الأهداف التالية :

**     أما شروط الالتحاق بالنسبة للمنتظمين فتتلخص فيما يلى :

أن يكون الطالب معروفاً بالتزامه الاسلامى ، وان يكون حاصلاً على تزكية من جهة موثوقة ومعتمدة ، وأن يكون قد أكمل دراسته الثانوية ، وان يحصل على الاقامة بصفة قانونية فى فرنسا، وان يكون متفرغاً مدة الدراسة .

**     أما بالنسبة للمنتسبين فان أبرز شروط الإنتساب هى :

أن يكون الطالب حائزاً على شهادة الثانوية أو ما يعادلها ، وأن يكون قادراً على الحضور لاجراء الامتحانات النهائية وقادراً على تحمل نفقات تنقله .

**     بقى أن أقول أن هذه اللوحة الرائعة بحاجة إلأى أيادى الخير وما أكثرها فى المملكة العربية السعودية ودول الخليج . لقد تأسس المشروع على تقوى من الله ليكون منارة علم وهداية ، وأنه لواجب فى أعناق المسلمين فى كل مكان .